أخبار اليوم - صفوت الحنيني - في عيد من بنت سواعدهم الأوطان، لا سواعد تعمل ولا عمل ينجز، هكذا بدا حال العامل الأردني في يوم عيده الذي وجد لشكرهم على ما يقدمونه وإراحتهم في هذا اليوم، إلا أنه وفي يوم العمال "يعطل الجميع، ويعمل العمال"
المعاناة ما زالت "تعصف" بالعامل الأردني، فلا أجر يوفي متطلبات حياته الكريمة في ظل استمرار تدني الحد الأدنى للأجور في مختلف القطاعات.
معوقات كبيرة
ضعف حماية الأجور، وارتفاع معدلات البطالة وغياب شروط العمل اللائق في العديد من قطاعات العمل، تعد أبرز المعوقات التي يواجهها العامل الأردني، بالإضافة إلى أن عدد العاطلين عن العمل قد وصل ل 418 ألفا في الأردن، الرقم الذي أصبح يتزايد عاما تلو الآخر في الوقت الذي يعاني فيه الاقتصاد الأردني من تحديات كبيرة.
وفي السياق ذاته، فإن استقدام العمالة الوافدة له "نصيب الأسد" من تعميق الصعوبات التي تلم بالعامل الأردني، فعلى سبيل المثال، فإن العامل الوافد يتقاضى أجراً أقل بكثير من العامل الأردني في أغلب القطاعات، كالمصانع والمحال التجارية الأمر الذي يجعل العامل الوافد مناسبا أكثر للوظيفة ليوفر التكاليف المادية على صاحب العمل.
محاولات حكومية
الحكومات الأردنية المتعاقبة، حاولت تخفيض نسب البطالة وتوفير فرص عمل كافية وبيئة استثمارية مناسبة، لكن بلا جدوى، فما زال العامل الأردني يعاني المشاكل ذاتها منذ سنوات، بوجود أكثر من 1.8 مليون عامل وافد وهذا يبقي نسب البطالة مرتفعة بين الشباب الأردني.
وزارة العمل قالت ل "أخبار اليوم" في وقت سابق أن الوزارة، ومن خلال البرنامج الوطني للتشغيل، تحاول أن تحفز القطاعات الخاصة من خلال توفير فرص عمل للأردنيين من كافة المؤهلات العلمية بجميع محافظات المملكة حيث يقدم له إلكترونيا.
الوزارة قالت من خلال ناطقها الإعلامي محمد الزيود إن البرنامج الذي أطلقته الحكومة منذ أكثر من عام، يساهم بدعم أجر العامل بمبلغ مالي قيمته 130 دينارا، بالإضافة إلى 10 دنانير بدل تنقلات ومثلها بمساهمة اشتراكات الضمان في حال عين من خلال البرنامج ولمدة 6 أشهر شريطة توقيع عقد لمدة سنة مع صاحب العمل.
عمال: لا حياة كريمة لنا ولا رواتب تكفينا
"أخبار اليوم" تحدثت مع عدد لا بأس به من العمال لتنقل الواقع الصعب الذي يعيشونه، فأحد العاملين قال إن الرواتب لا تكفي حتى لسد حاجاتهم اليومية من مأكل ومشرب فكيف لها أن تحقق حياة مرفهة بحد تعبيره.
عامل آخر قال، إن الحكومات لن توفر لهم فرص العمل التي تتماشى مع خبرات العمال، مشيرا إلى أن بعضهم يعملون بقطاعات ليس من اختصاصهم، فتجد أحدهم يمتلك الخبرة في تخصص ما، إلا أنه يعمل بآخر.
"ما معي أحلق" هكذا عبر أحد العمال عن حالته الاقتصادية المزرية التي يمر بها نظرا لتدني الأجر الذي يتقاضاه من خلال عمله اليومي، حيث طالب الحكومة بتوفير فرص عمل لأصحاب المهن الحرفية وعمال المقاومة.