أخبار اليوم – صفوت الحنيني - بعد 202 يوماً من بدء العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة، ما زالت أحياء غزة تٌقدم الشهداء والجرحى يوماً تلو الآخر، فلم يبق شارع في القطاع ينعم بالأمان.
في الحصيلة الأخيرة التي أصدرتها وزارة الصحة في غزة، بلغ عدد الشهداء 34.305 شهيداً أما الجرحى، فقد وصل عددهم إلى 77.293، أغلبهم من النساء والأطفال والشيوخ الذين يعتبرون الهدف الأهم لجيش الاحتلال منذ بدء العدوان.
حل عسكري غير موجود
الخبير العسكري اللواء مأمون أبو نوار قال أن جيش الاحتلال لا يمتلك أي خيار عسكري لإنهاء الحرب في غزة، وأن سحبها لأكثر من 90 ألف جندي من غزة دليلاً قاطعاً على ذلك، الأمر الذي حير جُل المحللين السياسيين باتخاذ جيش الاحتلال هذا القرار على نحو مفاجئ.
أبو نوار أوضح لـ "أخبار اليوم" أن السبب وراء سحب الاحتلال هذا العدد الكبير من الجنود هو صمود المقاومة الذي لا ينكره أحد، ومع أن القرار كان صعباً بنسبة لحكومة الاحتلال، إلا أنه يشير إلى دلالات عديدة لعل أهمها إمكانية اقتناع الحكومة بإنهاء الحرب سياسياً.
وفي ذات السياق، بيّن أبو نوار أن حرب الأنفاق لم تبدأ بعد وأن الاحتلال ما زال حتى يومنا هذا يحارب فوق الأرض لا تحتها، الأمر الذي سيُطيل من عمر الحرب إذا ما استمرت في هذا النهج، أما فيما يتعلق باجتياح رفح، فإن نتنياهو يقع تحت ضغط دولي كبير لكون العملية ستؤدي إلى مجازر.
"يوم القيامة" هكذا أطلق محللون عسكريون على الوقت الذي يجتاح فيه جيش الاحتلال رفح، وذلك مع وُجود أربع كتائب من المقاومة تستعد بشكل تام لهذه العملية المنتظرة الذي يخطط لها جيش الاحتلال منذ أشهر.
الحل السياسي
أبو نوار ذكر أن سحب العدد الكبير من الجنود من قطاع غزة بالإضافة لصمود المقاومة واستمرار الاحتلال بعملياته فوق الأرض، تلك العوامل التي تُصعب من إنهاء الحرب بأقرب وقت ممكن.
أما سياسياً، فإن الحل ما زال مجهولاً في الوقت الذي تشهد فيه المفاوضات تعثراً مستمراً بين كلا الطرفين، بالنظر إلى البنود التي فرضتها المقاومة، والتي لا تُريد أن تتنازل عن أي بند فيها.
وأشار أن المقاومة صاحبة اليد العليا في المفاوضات السياسية لامتلاكها ملف الأسرى التي تساوم عليه، وتعول عليه إلى حد بعيد، فلذلك ستبقى الحرب مُستمرة حتى الوصول لاتفاق على بنود إنهاء الحرب، حتى إن الاحتلال وصل ذروته في استخدام القوة العسكرية داخل القطاع.