اخبار اليوم - نظمت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) ورشة عمل حول الحلول القائمة على النظم البيئية واستخدام المياه غير التقليدية لأغراض الزراعة لتسليط الضوء على الحاجة إلى اعتماد أساليب مبتكرة تعطي الأولوية للاستخدام الفعال للموارد المائية وتعزيز صحة النظام البيئي.
وجمعت ورشة العمل، التي تم تنظيمها في إطار مشروع منظمة الأغذية والزراعة "الحلول القائمة على الطبيعة والبنية التحتية الخضراء لمعالجة تعقيدات الغذاء والمياه والمناخ في الزراعة" بتمويل من وزارة الزراعة والأغذية الزراعية الكندية، ممثلين معنيين بقطاع الزراعة من الحكومة والجهات المانحة والأوساط الأكاديمية والمنظمات غير الربحية.
وأكدت الورشة على أن الحلول القائمة على النظام البيئي هي مناهج تستخدم العمليات والمكونات الطبيعية لمواجهة التحديات المجتمعية وتعزيز الاستخدام المستدام والعادل للموارد الطبيعية، حيث إن الاستفادة من مصادر المياه غير التقليدية، مثل مياه الصرف الصحي المعالجة وحصاد مياه الأمطار، يوفر فرصة لدعم مصادر المياه التقليدية وتخفيف الضغط على احتياطيات المياه العذبة. ويتطلب تحقيق هذه الحلول بشكل كامل التعاون بين مختلف أصحاب المصلحة.
وتستثمر الحكومة في مشاريع لإعادة استخدام المياه الرمادية في الزراعة، وذلك باستخدام أنظمة اقتصادية وفعالة وصديقة للبيئة، حيث اعترفت لجنة الأمم المتحدة المعنية بالموارد المائية بجهود الأردن في تسريع التقدم نحو تحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة في عام 2024، والذي تم تقييمه عبر خمسة مسرعات: التمويل، والبيانات والمعلومات، وتنمية القدرات، والابتكار، والحوكمة.
وخلال ورشة العمل، ناقش المشاركون استراتيجيات استخدام النظام المتكامل للمياه ومصادر المياه غير التقليدية، وحددوا نقاط الدخول المحتملة لتبادل المعرفة وأوجه التعاون والتكامل لتوسيع نطاق المبادرات. وتداولوا أيضًا نقاشات حول مختلف القضايا التي من شأنها أن تشكل إطارا للتعاون المستقبلي بين الجهات المانحة الحكومية والشركاء الآخرين.
وقال وزير المياه والري رائد أبو السعود: "توفر الحلول القائمة على النظام البيئي فوائد عديدة لإدارة المياه في الأردن، بما في ذلك تعزيز توافر المياه من خلال آليات الاحتفاظ بالمياه الطبيعية وإعادة شحنها مما يمكنها من تعزيز توافر المياه من خلال استعادة النظم البيئية الطبيعية، مثل الأراضي الرطبة والغابات، التي تعمل كخزانات طبيعية ومناطق لإعادة التغذية. بالإضافة إلى ذلك، فهو يحسن جودة المياه من خلال عمليات الترشيح والتنقية الطبيعية ويدعم الزراعة المستدامة من خلال تعزيز صحة التربة والتنوع البيولوجي، وفي الوقت نفسه زيادة كفاءة المياه من خلال تحسين وظائف النظام البيئي، وتعزيز الاستخدام المستدام للمياه من خلال استعادة النظم البيئية المتدهورة".
ممثل فاو في الأردن نبيل عساف، أكد أن "الحلول القائمة على النظام البيئي توفر طريقًا نحو الزراعة المستدامة والأمن الغذائي في الأردن. ومن خلال تسخير قوة الطبيعة، يمكننا بناء القدرة على الصمود، والحفاظ على الموارد الطبيعية، وضمان سبل العيش للأجيال القادمة".
وأضاف: "تظل الفاو ملتزمة بدعم الأردن في جهوده لتبني هذه الأساليب المبتكرة وتوسيع نطاقها، وأنا أتطلع إلى تعاون مثمر نحو مستقبل أكثر مرونة وأمناً غذائياً".
وقال الخبير الفني في لجنة الأمم المتحدة للمياه جون ماركو تشيرش: "لقد تم اختيار الأردن هذا العام من قبل لجنة الأمم المتحدة للمياه كواحد من الدول الثلاثة التي تم الاعتراف بها هذا العام لتقدمها نحو تحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة بشأن المياه. وهذا هو نتيجة الإجراءات التي اتخذها الأردن لعدة عقود لتحسين إمدادات المياه والصرف الصحي ومعالجتها وإعادة استخدامها في سياق ندرة المياه الشديدة والنمو السكاني".
في نهاية الورشة، تلتزم وزارة التخطيط والتعاون الدولي، ووزارة المياه والري، ووزارة الزراعة، ووزارة البيئة في الأردن بالعمل معًا في نهج تعاوني ومتكامل لتنفيذ نهج النظام البيئي في الزراعة. ومن خلال الجمع بين خبراتها ومواردها، تهدف هذه الوزارات إلى إنشاء ممارسات زراعية مستدامة لا تدعم إنتاج الغذاء فحسب، بل تحمي البيئة وتعزز التنوع البيولوجي أيضًا. ومن خلال هذا الجهد المشترك، فإنهم ملتزمون بضمان أن تتم التنمية الزراعية في الأردن بطريقة صديقة للبيئة وتسهم في الرفاهية العامة للبلاد.
المملكة