مهند شحادة
قد يختلف الأردنيون في كثير من القضايا المحلية والخارجية شأنهم شأن باقي شعوب الأرض لكنهم لم ولن يختلفوا يوماً على حب جيشهم العربي الباسل، وتقدير تضحيات أبنائه الأشاوس؛ فالجيش صمام الأمان؛ والجامع المشترك بين جميع مكونات المجتمع.
وكاتب هذا المقال لا يذيع سراً أنه تخرج من مدارس الثقافة العسكرية في معسكرات الزرقاء، ورأى بعينه عظمة هذا الجيش وإخلاص أبنائه، ومن لطائف القدر أن أخدم القوات المسلحة في مسيرتي المهنية، حالي حال معظم الأردنيين عسكر في الوجدان والعقيدة، فحتى لو لم يضعوا التاج على الهامات، ولم يلبسوا البزة العسكرية؛ يظل الجيش يعيش في سويداء القلب حباً أبديا وانتماءً وطنياً.
وانطلاقا من هذا الانتماء إلى الوطن، والإيمان بالجيش، والثقة بالقيادة الهاشمية الحكيمة، لا أستطيع أن أغض الطرف عما حدث مؤخرا دون تدوين بعض الملاحظات، ودحض بعض الافتراءات.
ففي ضوء الأحداث الحاصلة مؤخراً في الساحة الإقليمية أجد من الواجب أن نتحدث بصراحة، فمن المسلمات الوطنية والأخلاقية أنه عندما يتعلق الأمر بحماية الأردن وسيادته وأمنه، فإن للأردن الحق في حماية أجوائه وأرضه، والقوات المسلحة الأردنية تؤدي دورًا حاسمًا في تحقيق هذا الهدف، حيث تتمتع بسمعة عالمية في قدرتها على التصدي للتهديدات والدفاع عن الوطن.
وتستحق القوات المسلحة الأردنية التقدير والتشجيع على جهودها في حماية الأردن وضمان عدم تعرضه لأي تهديد يهدد الأمن والاستقرار. إن تضحياتهم وشجاعتهم تملأنا بالفخر، ونقدر دورهم الحاسم في الحفاظ على سيادة الوطن وحماية المواطنين.
وقد تداولت بعض وسائل الإعلام قضية الضربة "المزعومة الإيرانية لإسرائيل" وحاولت بعض الأبواق المأجورة التصريح أو التلميح؛ لتشويه دور الأردن تجاه قضية فلسطين العادلة، التي هي قضيتنا التي لا يزاود على مواقف جيشنا وقيادتنا إلا ظالم، ويجب علينا أن نتعامل مع الادعاءات التي تنشرها بعض الجماعات المغرضة بحذر؛ ولعل تلك الادعاءات تهدف إلى زعزعة الثقة بالجيش الأردني وإثارة البلبلة والتفرقة في المجتمع.
كما يجب التأكيد أن الأردن من حقه أن يحافظ على سياسته الخارجية المستقلة، ويسعى للحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، وتقوم القوات المسلحة الأردنية بجهود مستميتة لتحقيق هذه الأهداف، وقد تصدت بنجاح للعديد من التحديات والتهديدات على مر السنين.
فالقوات المسلحة الأردنية تعتبر حامية الوطن والعمود الفقري للأمن والاستقرار في الأردن، وأنها تعمل ببسالة وتفانٍ لحماية الأردن والمواطنين، وتساهم في جهود السلام والاستقرار في المنطقة والعالم بأسره.
ومن واجبنا جميعاً أن نقدر الجهود العظيمة التي تبذلها القوات المسلحة الأردنية في حماية الأردن وحفظ الأمن والاستقرار. إن تضحياتهم وشجاعتهم تجعلنا فخورين، ونحن نقدر دورهم الحاسم في الحفاظ على سيادة الوطن وحماية المواطنين.
ومن المعلوم للقاصي والداني أن الأردن ينهج في سياسته الخارجية منهجا مستقلاً عن التجاذبات الإقليمية والمذهبية، وينأى بنفسه عن الصراعات الطائفية، فالسياسة الأردنية تقوم على أسس الوسطية، والحكمة، واحترام الجميع.
وبالنسبة لادعاءات إيران أو غيرها، فلا يمكن قبولها بلا أدلة لدعم مزاعمها بشأن وقوع هجمات أو تأثيرات في الأردن. وبدون أدلة ملموسة، لا يمكننا قبول هذه الادعاءات كحقائق والأردن، ومن باب المعاملة بالمثل، فإنه يحترم الدول جميعها، ولا يتدخل في شؤونها، ولا يقبل لأحد أن يتدخل في شؤونه، أو يملي عليه.
في نهاية المطاف، هذا الوطن ثالوثه المقدس يبقى ملك ، شعب، وجيش.
حمى الله الأردن.