أخبار اليوم - تالا الفقيه - جرت العادة أن يتجمع الأب والإخوة صباح العيد والبدء بجولة المعايدة، التي تبدأ بالعادة من زيارة الجد والجدة ومن ثم الأخوات، وفي العيدية فرحة سواء بزيارة الأهل إلى بيت ابنتهم أو بزيارة الأعمام والأخوال إلى أبناء بناتهم، ويأتي مع هذه الزيارات العيدية التي تكون عادة ما تكون عبارة عن مبلغ مالي يقدمه الأب أو الأخوة لبناتهم، وقد تصل أيضا إلى الاحفاد.
هذه العيدية تتنوع في كثير من الأحيان وبمختلف المبالغ المالية، لكن رمزيتها أكبر وأثمن من قيمتها المادية، ففي العيدية تتجلى أعظم القروبات في صلة الرحم، وهذا ما حث عليه دينانا.
الأبناء والأحفاد ينتظرون قدوم الأعمام والأخوال للحصول على العيدية أيضا فهي بالنسبة لهم مصدر دخل موسمي يُنْفَق خلال عطلة العيد، سواء كان ذلك بشراء الحاجيات أو الألعاب وما إلى ذلك.
في الأردن على وجه الخصوص للعيدية شكل آخر فهي قد تكون الدولة الأكثر التزاما بهذه العادات، والتي لم تتغير ولن تتبدل منذ عشرات السنين، ولكن طرأت عليها الحداثة، ففي السابق كان الأب والأشقاء يقسمون مبلغاً مالياً معيناً إلى فئات نقدية بحيث يعايدون الابنة والأخوات بالفئة النقدية الكبرى، بينما الأحفاد يحصلون على أقل من ذلك، وهذا نوع من التمييز لابنتهم، ولكن اليوم لم يعد هنالك خيارات محددة للعيدية، بل أصبحت الخيارات متعددة، ومنها تحويل العيدية إلى حساب الشقيقة أو الابنة عبر خدمة "كليك" التي درجت مؤخرا في الأردن وكذلك عبر المحافظ الإلكترونية حيث لم يعد الأب أو الأشقاء مجبرين على " فرط المبلغ المالي" وتقديمه "للولايا" فاليوم أصبحت العيدية تأتي عن طريق خدمة إلكترونية باردة وخالية من المشاعر التي كانت تقدم من يد الأب والأخ، فأصبحت العيدية اليوم عبارة عن " قُيِّد مبلغ ….. دينار إلى حسابكم" لكنها لن تتبع بالعبارات التي اعتدناها " الله يطول بعمرك ونعايدك كل سنة" فأصبحت صلة الأرحام إلكترونية ومعايدتها أيضا الكترونية خالية من الدفء.