اخبار اليوم - استخدمت دراسة حديثة تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة لاستكشاف الفروق بين أدمغة الذكور والإناث، كاشفة عن اختلافات متسقة وملموسة في مناطق معينة من الدماغ؛ ما يعني ضمنًا وجود آثار كبيرة على الأساليب الطبية التشخيصية.
وبحسب تقرير نشره موقع psypost، لا يمكن المبالغة في تقدير دور الجنس في نمو الدماغ، والشيخوخة، وظهور الاضطرابات النفسية والعصبية. على سبيل المثال، تكون الإناث أكثر عرضة لحالات مثل الاكتئاب والقلق واضطرابات الأكل، في حين يظهر الذكور معدلات انتشار أعلى لمرض التوحد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والفصام، وغالبًا ما تكون لها أعراض ونتائج مميزة.
وباستخدام الشبكات العصبية العميقة (stDNN)، قامت الدراسة بتحليل بيانات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) لتمييز التفاوتات بين الجنسين في أنماط نشاط الدماغ. ومن اللافت للنظر أن نماذج stDNN حققت معدلات دقة استثنائية، وبقيت متسقة عبر جلسات مختلفة؛ ما يشير إلى وجود اختلافات موثوقة في وظائف المخ بين الجنسين دون الحاجة إلى تدريب إضافي على النماذج.
وللتعمق أكثر في تمييز وتعميم سمات الدماغ القائمة على الجنس، استخدم الباحثون تقنيات الذكاء الاصطناعي القابلة للتفسير والتحليل المتفق عليه. وقد تم تحديد مناطق محددة في الدماغ، مثل: الأسطوانة القذالية وقشرة الفص الجبهي البطني باستمرار على أنها عوامل تفاضل رئيسة بين الذكور والإناث، كما تم التحقق من صحة هذه النتائج بشكل أكبر عبر مجموعات بيانات متعددة ومجموعات مستقلة.
ومن خلال توسيع تحليل البيانات ليشمل الوظائف المعرفية، تم العثور على مناطق معينة في الدماغ تتنبأ بشكل مختلف بالملامح المعرفية لدى الإناث والذكور؛ ما يؤكد العلاقة المعقدة بين تنظيم الدماغ والنتائج المعرفية.
ويمثل استخدام stDNN بالتزامن مع تقنيات الذكاء الاصطناعي قفزة كبيرة في تحديد الفروق بين الجنسين في وظائف المخ. ولا يؤكد البحث فقط التفاوتات التنظيمية الجوهرية بين الجنسين، بل يوضح أيضًا ارتباطها بالوظائف المعرفية؛ ما يتحدى الفهم السابق ويسلط الضوء على تأثير تنظيم الدماغ الخاص بالجنس على السلوك.
علاوة على ذلك، كشفت الدراسة أن مناطق محددة في الدماغ تلعب أدوارًا محورية في الاختلافات بين الجنسين، خاصة في عمليات، مثل: التفكير الذاتي، والحساسية. ويشير هذا إلى أن الاختلافات الوظيفية بين الجنسين قد تدعم الأنماط المعرفية والسلوكية الفريدة.
وبهذا، تمهد هذه النتائج الطريق لعصر جديد من الأبحاث الخاصة بالجنس في علم الأعصاب الإدراكي والممارسة السريرية، مع التركيز على الدور الحاسم للجنس في فهم صحة الدماغ واضطراباته. وقد كشفت الدراسة عن اختلافات قابلة للتكرار والتعميم بين الجنسين، وذات صلة في تنظيم الدماغ الوظيفي البشري.