أخبار اليوم - وهو يرتقى بالذائقة الاردنية العامة لكرة القدم، كان المنتخب الوطني "النشامى" يعبد الطريق لأنموذج أردني يرنو إلى اقتفائه الجيل الشاب الذي تتعزز القناعة لديه بأن المثابرة والجدية طريقان لا محالة يفضيان إلى التميز على الصعد كافة.
وكان لافتا ما توقف عنده جلالة الملك عبدالله الثاني وهو يعبر للاعبي المنتخب خلال تكريمهم ، إذ قال :"أكثر ما أعجبني فيكم الأخلاق والعلاقة بينكم وبين الجمهور الأردني وضلكم زي هيك، ودخلتم قلوب كل الأردنيين والعرب".
وتؤكد متابعة أداء المنتخب الوطني في بطولة أمم آسيا التي جرت في الدوحة، وطريقة احتفال اللاعبين بفوزهم ومنشوراتهم على منصات التواصل الاجتماعي، وردود الفعل الشعبية محليا وعربيا ودوليا، أن الشعوب تبحث وخصوصا اجيالها الشابة عن انموذج تقتفيه في كل شأن ومحفل .
تقول استاذة علم الاجتماع في الجامعة الأردنية الدكتورة ميساء الرواشدة، إن الأردن أمام فرصة ذهبية للاستثمار في أفراد المنتخب الوطني لكرة القدم في القضايا الوطنية المهمة، إذ باتوا قدوة ترنو اليها الاجيال الشابة.
ولفتت إلى أن مشاهدة لاعبي المنتخب وهم يحتفون بموروثهم الوطني بعد كل هدف أو فوز هو أكبر تسويق للأردن، فاحتفالهم بالمنسف لم يكن مقتصرا على الطعام بل لرمزية المنسف وتاريخه الذي أدخله قوائم التراث الإنساني العالمي.
وأضافت، دائما نبحث عن القدوة الأردنية التي تؤثر في الشباب وجيل المراهقين والمدارس، وفي الغالب كانت القدوة تذهب إلى شخصيات غير أردنية وأجنبية خارجية، لكن اليوم نحن أمام جيل دفع بالأردن إلى مرحلة رياضية مهمة ولأول مرة، وكان لاعبو المنتخب يمثلون الأردنيين بكل تفاصيلهم، من قصات شعرهم وطريقة احتفالهم ورزانتهم في الاحتفال، وحتى في البساطة والابتسامة التي لا تخدش ولا تكون على حساب الإساءة للآخرين أو السخرية منهم، فمثلوا الأردنيين ووعكسوا صورة مهمة وحقيقية واقعية عن المجتمع الذي ينتمون إليه.
وأشارت إلى أن الإنجاز الذي بلغه المنتخب لم يكن منجزا خاصا به فقط، بل يحمل رمزية وطنية عامة لعل اهمها تقديم القدوة التي تساعد في بناء سوية أيجابية في المجتمع، وهذه رسالة إلى الأسرة لتعزيز هوية أبنائها ومثابرتهم التي ستقودهم لا محالة إلى حفر مكان لهم في الذروة .
ولفتت إلى أن المؤثرين الحقيقيين في الأردن هم كل من كان على سوية لاعبي المنتخب الأردني، وليسوا من ينتشرون على منصات التواصل الاجتماعي، فقد قدم اللاعبون سلوكا وانجازا يعبر عن قيم الأردنيين وثقافتهم ولغتهم الوازنة البعيدة عن السطحية والتسخيف واستخدام الكلمات التي تنحدر بالذائقة العامة للمجتمع.
وأشارت إلى أن سلوك لاعبي المنتخب الأردني أصبح يدرس وتأثيرهم يجب أن تقوم المؤسسات الرسمية الوطنية باستغلاله لخدمة القضايا الوطنية المهمة، مثل ابتعاد الشباب عن المخدرات وصقل المهارات وتنمية المواهب الفرعية والرئيسية وملء وقت الفراغ بالعمل المنتج بعيدا عن قضاء وقت الفراغ على منصات التواصل الاجتماعي والعمل غير المنتج.
وأكدت أن انجاز المنتخب الوطني يؤكد ان بلادنا تتوفر على نماذج وقدوات كثيرة بقدرات كبيرة سيكون لها شأن في مختلف الحقول .
وبينت أن التكريم الملكي للمنتخب واهتمام المجتمع بالمنجز يجب أن يتم البناء عليه وأن لا يتم التفريط بهذه اللحظة التاريخية خصوصا وأن شهر نيسان سيشهد بطولة لفريق الشباب في قطر مرة أخرى، ثم مباراة مع طاجيكستان والسعودية وهما مبارتان سيحددان وصول المنتخب إلى نهائيات أمم آسيا وكأس العالم لعام 2026 و2027 أي أننا امام نحو 4 سنوات من العيش في فوائد انجاز المنتخب الأردني لعام 2024 وعلى كل المستويات السياسية والاجتماعية والوطنية وحتى الرياضية التي تحتاج اليوم إلى الاهتمام بكل المواهب في المدارس والجامعات للمحافظة على هذه المكتسبات.