اخبار اليوم - تعد متلازمة التمثيل الغذائي أحد أكثر المشاكل الصحية انتشارا على مدار العام، ويمكن تمييزها عبر عدد من الأعراض الظاهرية مثل زيادة محيط الخصر، وارتفاع مستوى الدهون الثلاثية وانخفاض مستوى الكوليسترول النافع، فضلا عن زيادة ضغط الدم، وارتفاعه في أثناء الصيام.
لهذا ينظر لمتلازمة التمثيل الغذائي أو ما يعرف بمتلازمة الأيض كمشكلة مزمنة تؤدي لاحقا إلى تأثيرات صحية مؤذية، لكن اللافت بشأنها هو دور الصيام خلال شهر رمضان في خفض مخاطرها، إذ تشير دراسة حديثة إلى الآثار الصحية الإيجابية للصيام على متلازمة التمثيل الغذائي.
ما المتلازمة الأيضية؟
"ما شبعت منذ 16 سنة، لأنّ الشّبع يثقل البدن، ويقسّي القلب، ويزيل الفطنة، ويجلب النّوم، ويضعف صاحبه عن العبادة" الإمام الشافعي.
وفقا للمعهد الوطني للقلب والرئة والدم، فإن واحدا من كل 3 بالغين في الولايات المتحدة الأميركية يعانون متلازمة التمثيل الغذائي، ورغم عدم وجود أسباب مباشرة ومحددة تسبب متلازمة التمثيل الغذائي، فإن الإصابة به ترتبط بنمط الحياة المستقر الذي لا يتضمن حركة كافية، والإصابة بالإجهاد المزمن، مع عدد من العوامل الأخرى.
وتشير الإصابة بالمتلازمة الأيضية إلى إمكانية الإصابة بأمراض القلب والأوعية والدموية، وتزيد من خطر الإصابة بمرض السكري، أو السكتة الدماغية، أو الثلاثة معا، وبحسب المعهد الوطني للقلب والرئة والدم بالولايات المتحدة الأميركية، فإن المتلازمة الأيضية تشمل أعراضا أهمها:
البدانة في منطقة البطن، أي أن يكون محيط الخطر أكبر من 35 بوصة للنساء وأكبر من 40 بوصة للرجال.
ارتفاع ضغط الدم، حيث يبلغ ضغط الدم الطبيعي 120/80، ويرتبط ارتفاع الضغط بالسمنة، ومقاومة الإنسولين.
زيادة نسبة السكر (الغلوكوز) في الدم أثناء الصيام.
ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية في الدم نخفاض نسبة الكوليسترول الجيد في الدم.
لماذا تتفاقم المشكلة على مدار العام؟
يعد نمط الحياة المستقر الخالي من الحركة والرياضة البوابة الذهبية إلى عدد من المشاكل الصحية، وعلى رأسها متلازمة التمثيل الغذائي، ثم تزداد المشكلة مع نوعيات الطعام العامرة بالسكريات والكربوهيدرات، فعادة ما يفتت الجهاز الهضمي الأطعمة التي يتم تناولها ويحولها إلى سكر، ثم يأتي دور البنكرياس في إنتاج الإنسولين وهو هرمون يساعد السكر في الدخول إلى الخلايا من أجل الاستفادة منه كمصدر للطاقة.
ويعاني البعض من مقاومة الإنسولين، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى سكر الدم، حتى مع إفراز الجسم المتزايد للإنسولين، كمحاولة لخفض السكر في الدم، مما يؤدي لاحقا إلى زيادة الوزن، وانخفاض النشاط، وصولا إلى متلازمة التمثيل الغذائي.
وتزداد إمكانية الإصابة بمزيد من العوامل في مقدمتها:
التقدم في العمر.
الأصل العرقي إذ إن السيدات من الأصول اللاتينية أكثر عرضة للإصابة بالمتلازمة الأيضية.
السمنة.
الإصابة بالسكري.
أمراض القلب والأوعية الدموية.
الكبد الدهني غير الكحولي.
متلازمة المبيض متعدد التكيسات.
انقطاع النفس في النوم.
الصيام ومتلازمة التمثيل الغذائي
في دراسة حديثة حول تأثير صيام رمضان على مكونات متلازمة التمثيل الغذائي، خلص باحثون إلى أن صيام رمضان يفيد في خفض وزن الجسم، ومستوى الدهون، وضغط الدم، ومستويات السكر في الدم أثناء الصيام، مما قد يسهم في تقليل السمنة، وخفض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وتحسين ضغط الدم، وتعزيز التحكم في نسبة السكر في الدم، ومن ثم كان التأثير إيجابيا على مكونات متلازمة التمثيل الغذائي.
ليس هذا وحسب، فبعض الأطعمة التي يزداد استهلاكها خلال شهر رمضان، وعلى رأسها المكسرات بأنواعها، تسهم بشكل إيجابي في الحماية من الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي، وأيضا التخفيف من أعراضها في حالة الإصابة بها.
في دراسة حول دور تناول الوجبات الخفيفة من المكسرات يوميا في التقليل من عوامل خطر الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي، خلص باحثون في نهاية العام 2023 إلى أن استهلاك المكسرات يقلل من محيط الخصر، ومن مستويات الدهون في الدم فضلا عن عدد من الفوائد.
ورغم السمعة السيئة للمكسرات لما تحمله من سعرات حرارية عالية، فإن الأدلة تشير إلى أن تناول المكسرات بانتظام، له تأثيرات إيجابية على الصحة أهمها:
تحسين مستويات الكوليسترول في الدم.
المساعدة على إنقاص الوزن.
تقليل خطر الإصابة بسرطان القولون.
تقليل خطر الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي لدى الشباب.
وقد انتهت الدراسة التي استمرت لـ16 أسبوعا، وتضمنت تناول المشاركين الجوز بشكل خاص، إلى مجموعة من النتائج أهمها:
انخفاض محيط الخصر عند الإناث.
تحسن مستويات الإنسولين في الدم.
تحسن نتائج متلازمة التمثيل الغذائي بشكل ملحوظ، حيث انخفضت بنسبة 67% لدى الإناث و42% لدى الذكور.
ولكن الحصة الموصى بها ليست مفتوحة، إذ توصي الدراسة ذاتها باستهلاك كميات يومية من المسكرات تبلغ 18 حبة جوز كاملة، أو 49 حبة فستق، مع التأكيد أن المكسرات ليست حلا سحريا إذا لم تم تكن جزءا مهما من نظام غذائي متوازن، ومتنوع يشمل الحبوب الكاملة، والبروتين الخالي من الدهون، والخضروات، والفواكه، ومنتجات الألبان.