اخبار اليوم - يتعيّن على بايرن ميونيخ الألماني، حامل اللقب 6 مرات، الفوز على لاتسيو الإيطالي، اليوم (الثلاثاء)، لتجنّب الخروج من ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، بينما يخوض باريس سان جيرمان الفرنسي رحلة حذرة إلى إقليم الباسك لمواجهة سوسيداد الإسباني.
وجرّ البايرن أذيال الخيبة منتصف الشهر الماضي، عندما خسر أمام لاتسيو 0 - 1 بهدف تشيرو إيموبيلي من ركلة جزاء في الشوط الثاني، في مباراة خاضها بمعنويات مهزوزة، إثر هزيمة مذلة أمام متصدر الدوري المحلي باير ليفركوزن 0 - 3.
ويتعيّن على بايرن الصمود في البطولة القارية التي أحرز لقبها آخر مرة في 2020، في ظل تراجع آماله في «البوندسليغا» التي يحمل لقبها في آخر 11 موسماً، نظراً لتحليق ليفركوزن بفارق 10 نقاط قبل عشر مراحل على النهاية، بعد تعادل مخيّب، الجمعة، على أرض فرايبورغ 2 - 2، علماً بأنه خرج من بطولة كأس ألمانيا من الأدوار الأولى.
وكان بايرن تأهل لدور الـ16 بعدما احتل صدارة مجموعته برصيد 16 نقطة جمعها من الفوز في 5 مباريات والتعادل في مباراة واحدة.
ولا يساند التاريخ البايرن في تحقيق عودة قوية بمباريات الإياب؛ حيث سبق وخرج من البطولة في كل محاولاته السبع الأخيرة بعد خسارته مباراة الذهاب.
ويعوّل بايرن الذي أخفق في بلوغ ربع نهائي المسابقة القارية الأولى مرّة يتيمة في آخر 12 موسماً (2008 - 2009)، مجدداً، على هدافه الإنجليزي هاري كين، صاحب الـ27 هدفاً في 24 مباراة في الدوري.
وعبّر مدرّبه توماس توخيل الذي سيرحل بنهاية الموسم عن خيبته بعد المباراة الأخيرة، قائلاً: «الفارق في التعامل البدني والقتالية بين نصف الساعة الأولى والساعة التي تلتها كان مذهلاً جداً، حيث لا يمكن توقّع الخروج بانتصار».
وخاض بايرن المباراة في غياب العديد من الركائز الأساسية بسبب الإصابة، خصوصاً في خط الهجوم؛ أبرزهم ليروي ساني وسيرج غنابري والفرنسي كينغسلي كومان.
وقال توخيل: «لا مجال للانتظار، لا بد أن نهاجم لأن الوقت في صالح لاتسيو، لا بد أن نتسم بالحماس والهدوء في الوقت نفسه وإظهار رغبتنا في تسجيل الأهداف منذ البداية».
وأضاف: «الصبر مطلوب، ويجب ألا يتسلل إلينا الشعور بالإحباط وألا نفقد تركيزنا أو نغامر بفتح خطوط الفريق». وبسؤاله عن قدرة فريقه على التتويج ببطولة هذا الموسم، أجاب: «الكلام لن يجلب الألقاب بل لا بد من الجدية في التدريبات وتقديم أفضل أداء في الملعب، هناك مهام بإمكاننا أن نؤديها بشكل أفضل».
وستكون مواجهة لاتسيو على ملعب «أليانز أرينا» فرصة توخيل لتلميع صورته بعض الشيء قبل مغادرته نهاية الموسم الحالي، بعد قرار مجلس الإدارة وضع حد للشراكة بين الطرفين في ظل النتائج المخيّبة هذا الموسم.
وكان توخيل قد تسلم منصبه قبل أقل من عام بقليل إثر القرار المفاجئ لإدارة النادي البافاري بالتخلي عن يوليان ناغلسمان، لكنه فشل في مهمته حتى الآن، فخرج من دوري الأبطال الموسم الماضي على يد مانشستر سيتي الإنجليزي الذي توج لاحقاً بباكورة ألقابه القارية، ثم من مسابقة الكأس المحلية، في حين أحرز لقب الدوري المحلي الذي أهداه إياه بوروسيا دورتموند في الجولة الأخيرة، عندما سقط في فخ التعادل 2 - 2 على أرضه مع ماينز في الجولة الأخيرة، ليحرز بايرن اللقب بفارق الأهداف.
ولم يتمكن توخيل أيضاً هذا الموسم من إيجاد التوليفة اللازمة على الرغم من تعاقد الفريق مع هداف توتنهام والمنتخب الإنجليزي هاري كين، ومع أفضل مدافع في الدوري الإيطالي في صفوف نابولي الموسم الماضي الكوري الجنوبي كيم مين-جاي، فخرج من مسابقة الكأس على يد فريق من الدرجات الدنيا، وقد خسر بإشراف توخيل 11 مباراة من أصل 45 خاضها هذا الموسم، مقابل 10 هزائم في 84 لناغلسمان.
ورغم تأكيد مسؤولي بايرن على أن توخيل سيبقى حتى نهاية الموسم الحالي، فإن تقارير ألمانية تشير إلى أن في حال الخروج أمام لاتسيو، ستتم الإطاحة به.
وأشارت الصحف المحلية إلى أن الأمر الوحيد الذي أسهم في بقاء توخيل في منصبه حتى الآن هو عدم وجود مدرب مؤقت لتولي المهمة، ولأن النادي يريد التعاقد مع الإسباني شابي ألونسو في نهاية الموسم الحالي.
ويواجه توخيل مشكلات كثيرة مع اللاعبين المؤثرين في الفريق وتحديداً يوزوا كيميش وليون غوريتسكا وتوماس مولر، كما يعاني من إصابات عدة ويحوم الشك حول مشاركة ساني الذي غاب عن المباراة ضد فرايبورغ، كما أن مدافعه الفرنسي دايو أوباميكانو موقوف بعد طرده ذهاباً ضد لاتسيو.
في المقابل، يأمل لاتسيو، حامل كأس الكؤوس الأوروبية السابقة (يوروبا ليغ حالياً) لنسخة 1999، في بلوغ ربع النهائي على غرار أفضل نتائجه في 2000، علماً بأن حامل لقب الدوري الإيطالي في 1974 و2000 تراجع إلى المركز التاسع في «سيري أ»، بعد خسارتين أمام فيورنتينا وميلان.
وقال مدرّبه ماوريسيو ساري: «فريقهم قوي (البايرن)... فلنحافظ على الفوز الذي حققناه ذهاباً مع العلم أن مباراة صعبة تنتظرنا في ألمانيا».
وثأر لاتسيو مؤقتاً من بايرن الذي تغلب عليه مرتين في دور الـ16 من المسابقة القارية في 2021، في روما 4 - 1 ثم على أرضه 2 - 1.
في المباراة الثانية، يأمل سان جيرمان ألا تشتته الفترة الجليدية بين هدافه التاريخي كيليان مبابي ومدرّبه الإسباني لويس إنريكي الذي بدأ يبعده تدريجاً عن المباريات الأخيرة بشكل غير اعتيادي، وذلك بعد إعلان المهاجم الدولي رحيله نهاية الموسم، وقد استبدله بين شوطي المباراة الأخيرة ضد موناكو في الدوري التي انتهت بتعادل سلبي، الجمعة.
منذ قدومه على رأس الجهاز الفني لسان جيرمان الصيف الماضي، اعتمد إنريكي بشكل كبير على مبابي هداف مونديال 2022، لكن في المباريات الثلاث الأخيرة، بدأ ابن الخامسة والعشرين على مقاعد البدلاء ضد نانت في 17 فبراير (شباط) الماضي (2 - 0)، ثم استُبدل بعد ساعة ضد رين (1 - 1) الأسبوع الماضي، ثم في استراحة الشوطين في موناكو، حيث بدأ الموهوب مسيرته.
هذه السلسلة جاءت بعد إبلاغ مبابي مسؤولي فريق العاصمة رحيله الصيف المقبل، بعد سبع سنوات أمضاها في ملعب بارك دي برانس.
وتحمّل إنريكي مسؤولية تغيير اللاعب الذي يحمل شارة القائد بغياب المدافع البرازيلي ماركينيوس، وأوضح المدرب الإسباني: «هذا قرار المدرب بنسبة 100 في المائة، عاجلاً أم آجلاً يجب التعوّد على اللعب من دون كيليان مبابي، اتخذت هذا القرار لمصلحة الفريق».
ولم يُفاجأ المدرّب السابق لمنتخب إسبانيا بتلقيه ثلاثة أسئلة متتالية عن مبابي، وقال: «لن أدخل في هذه اللعبة، بالنسبة لي لا يوجد أي مشكلة، هذه الطريقة التي سأدير بها الأمور».
يصعب تخيّل أن يتخلّى المدرب الإسباني عن بطل مونديال 2018 ووصيف 2022، في مواجهة سوسيداد بمدينة سان سيباستيان البعيدة 15 كيلومتراً عن الحدود الفرنسية، رغم الفوز المريح ذهاباً 2 - 0 في باريس. ويتصدّر مبابي قائمة هدافي سان جيرمان راهناً في المسابقة القارية الأولى، مع 32 هدفاً، بفارق بعيد عن كولو مواني (9) والبرتغالي غونزالو راموس (8).
رغم اقتراب رحيله المتوقع نحو ريال مدريد الإسباني، لا تزال الأمور هادئة نسبياً في معقل سان جيرمان، ويعمل المقربون من الهداف الفتاك على التأكيد أن مبابي مركّز على مباراة دوري الأبطال.
وبعد تقدمه بهدفين ذهاباً في باريس عن طريق مبابي، صاحب 14 هدفاً في آخر 13 مباراة، والشاب برادلي باركولا، يبدو أن سان جيرمان سيتخلص من عقدة الأرقام التي لا تميل لصالحه.
وسبق أن أُقصي سان جيرمان 5 مرات من مواجهاته الست الأخيرة أمام أندية إسبانية بدور خروج المغلوب في المسابقة القارية الأم، علماً بأنه لم يتأهل سوى مرة واحدة وكانت أمام برشلونة في ثمن نهائي موسم 2020 - 2021 عندما بلغ نصف النهائي.
ويحلم الفريق المملوك قطرياً منذ 2011 ولم يخسر في آخر 20 مباراة في مختلف المسابقات، بإحراز لقب دوري الأبطال للمرة الأولى في تاريخه، علماً بأن أفضل نتائجه كانت حلوله وصيفاً في 2020 وراء بايرن ميونيخ.
وبعد غيابه عن آخر مباراتين لإصابة في ربلة ساقه، عاد قائد الدفاع البرازيلي ماركينيوس إلى التمارين الجماعية الأحد، بينما يفقد متصدر الدوري المحلي بفارق 9 نقاط عن أقرب ملاحقيه، المدافعين السلوفاكي ميلان شكرينيار وبريسنيل كيمبيمبي لفترة طويلة.
في المقابل، مُني سوسيداد بخسارة ثانية توالياً في الدوري الإسباني ليتراجع إلى المركز السابع، في ظل إصابة بعض لاعبيه وإراحة آخرين قبل الموقعة المنتظرة. ولم يحقق الفريق سوى فوز يتيم في آخر 9 مباريات في مختلف المسابقات.
ورغم تراجع النتائج وخسارة مباراة الذهاب بهدفين، يرى إيمانول ألغواسيل، مدرب سوسيداد، أن فريقه قادر على قلب النتيجة لصالحه في ملعبه وبين جماهيره رغم صعوبة المهمة. وحرص ألغواسيل على تهيئة لاعبيه لهذه المباراة وطالبهم ببذل أقصى جهد من أجل تحقيق الفوز والعبور لدور الثمانية، علماً بأن ميزانية سوسيداد تبلغ نحو 150 مليون يورو مقابل 700 مليون لسان جيرمان.