أقام قسم اللغة العربية وآدابها في الجامعة الأردنية اليوم حفل تأبين لفقيدها الراحل أستاذ النحو واللسانيات العلامة الدكتور نهاد الموسى.
وقال رئيس الجامعة الاردنية الدكتور نذير عبيدات راعي الحفل في كلمة ألقاها بهذه المناسبة "إن العربية وُجدت لتبقى"، مشيرًا إلى أنّ "نهاد الموسى تنفّس هنا هواء العزة والفخر، إذ كان بالعربية فخورًا، وبهذه الجامعة شغوفًا، ونحن هنا لنقول بعضًا مما يستحقه، ولنتذكر صاحب الصفقة الكبرى، الصفقة التي عقدها مع لغة القرآن؛ لغة الضاد".
وأضاف عبيدات، مستذكرًا مناقب الفقيد "لقد كان نهاد الموسى قلمًا منصوبًا للدفاع عن الحق، وكان سيفًا قويًّا في وجه أعداء اللغة، وسنواظب في الجامعة الأردنية على إخبار الناس أن نهاد الموسى مر من هنا، وقد حطّ هنا، وقال كلماتٍ ومفرداتٍ جميلةً ومتناسقةً؛ فهنا كتب، وهنا درس، وهنا علم طلابًا أصول الأدب العربي والنحو والبلاغة، هنا عمل، وهنا بقي من نهاد الموسى أكثر مما غاب منه. نهاد وموسى، وما بينهما أل التعريف، اسمان ليسا ككل الأسماء".
وتابع قائلا إن "نهاد الموسى، سيبقى له إرث اللغة العربية، هو العاشق للتراب الذي وُلد على أرضه، ومن عليه أصبح أستاذًا في الأردنية".
واستذكر رئيس الجامعة الهاشمية الدكتور فواز عبد الحق الزبون مناقب الفقيد الموسى وحبه وشغفه وعشقه للغة العربية شعرها وفنونها؛ فقد شرّق فيها وغرّب، فكان نهادها فصاحة ونباهة.
وقال إن نخبة من الأساتذة والعلماء في أم الجامعات؛ الجامعة الأردنية، تتلمذت على يد الموسى، مُبرزًا دور كلية الآداب التي وصفها بكلية البيان والإنسان والزمان والمكان والعمران، وفن الإمكان.
بدوره، تحدث عميد كلية الآداب الدكتور مهند المبيضين عن دور الجامعة في احتضان المثقفين والأكاديميين والسياسيين، ومدى تأثير الموسى فيهم فكريًّا، إذ قاد مسيرة البناء والتحديث والتطوير والمعرفة في مناهج اللغة العربية في
الأردن والدول العربية، مشيرًا إلى أنه كان واسع الثقافة والحضور، ينشر القيم ويتبادل الأفكار ساميًا بأخلاقه ونبله.
أما ابنة الفقيد الدكتورة جُهينة نهاد الموسى، فوصفت والدها بالإنسان الحكيم المُعلّم المُحبّ والمنفتح على الحياة، لا يخشى في الحق لومة لائم، لافتةً إلى أنّه طالما درج على دمج المتعة بالعلم.
وتخلل حفل التأبين عرضُ فيديو عن ريحانة النحاة "نهاد الموسى"، تناول ولادته ودراسته. كما اشتمل الحفل كلمات ألقاها كل من رئيس قسم اللغة العربية وآدابها الدكتور عبد الله المانع، ورئيس اللجنة الثقافية في القسم الدكتور عمر الفجاوي، وأحد تلاميذ الفقيد الدكتور إياد العسيلي، تناولوا فيها مآثر الرّاحل، واصفينَ إيّاه بالنّحوي واللّساني والتربوي والإداري والأكاديمي المخلص للغة العربية، والذي قاد هويتها الثقافية جامعًا التراث والحداثة بتفانٍ في العلم والعمل، مُقدّمًا لطلبته رسالة الإخلاص للمعرفة دون أن يدّخر جُهدًا ليربطهم ويوثق صلتهم باللغة العربية.
ويُشار إلى أن سيرة نهاد الموسى العلمية ارتبطت بالجامعة الأردنية على مدار 45 عامًا، حيث شغل أثناءها رتبة الأستاذية منذ عام 1980، وعمل في تلك الأثناء رئيسًا لقسم الدراسات العليا للعلوم الإنسانية والاجتماعية، ورئيسًا لقسم اللغة العربية وآدابها، وعميدًا لكلية الآداب في الجامعة.