أخبار اليوم - صفوت الحنيني - شن الشارع "الإسرائيلي" الصهيوني "هجمة على الخطاب الأخير لجلالة الملك من داخل البيت الأبيض الذي جاء مختصرا وملخصا للأوضاع الجارية في قطاع غزة، "معريا" المجتمع الدولي والدول الغربية الداعمة لـ" إسرائيل" دون تفكير، وأثبت لهم أن لا يمكن أن تستقيم الأمور سياسيا باستخدام الحل العسكري، كاشفا حرب الإبادة التي تمارس ضد الشعب الفلسطيني وقتل الأبرياء والأطفال والنساء.
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر حتى هذه اللحظة، كان جلالة الملك عبد الله الثاني صاحب الموقف الأقوى والأبرز على الساحة العربية والإقليمية واصفا هذا العدوان بالإبادة الجماعية، وأنه جريمة حرب يجب أن تتوقف.
ولم يقتصر دور جلالة الملك عبد الله الثاني في المطالبة بوقف هذا العدوان، بل إنه قام بجولات عالمية لحشد مواقف سياسية قوية، والتي يمكن لها أن تسفر عن وقف هذا العدوان والتفكير بحل القضية الفلسطينية وحل الدولتين.
تذكير بالمجازر
الخبير العسكري المصري العقيد حاتم صابر قال لـ"أخبار اليوم "أن خطاب جلالة الملك عبد الله الثاني جاء مذكرا للمجازر التي ترتكبها سلطات الاحتلال في قطاع غزة وحرب الإبادة التي تمارس بحق المدنيين هناك، وهذا ما يسعى له نتنياهو تحديدا لمحو القضية الفلسطينية والذهاب بها إلى" إدراج التاريخ" على حد تعبيره.
وأوضح صابر أن جلالة الملك أكد من خلال خطابه على أن الحل الأمثل لاستقرار السلام في المنطقة هو حل الدولتين، وأن تكون عاصمة فلسطين هي القدس الشرقية كما كان متفقا عليه عبر العديد من الاتفاقيات التي لم تلتزم بها "إسرائيل".
هجوم الشارع "الإسرائيلي" على خطاب الملك
أوضح صابر أن الهجوم الذي شنه الشارع "الإسرائيلي"على خطاب جلالة الملك كان متوقعا؛ لأن لما جاء في الخطاب القصير والملخص لما يجري في غزة، مؤكدا على أن هنالك خللاً في إدارة العملية السياسية في" إسرائيل" الأمر الذي تخشاه حكومة الاحتلال وتطوره لما تطرق له جلالة الملك بوجوب حل الدولتين.
ولفت صابر إلى أن ما ذكره جلالة الملك في خطابه المتعلق في حل الدولتين، يثير مخاوفه "الاحتلال" على نهاية هذه الدولة في حال تم الوصول لحل لهذه القضية، بالإضافة للهاجس الذي يلاحقهم بأن الدولة اليهودية لا تعيش على الأرض لأكثر من 80 عاما،
وأكمل حديثه فيما يتعلق بالهجوم الحاد على خطاب الملك، وأنها ليست المرة الأولى، ولكنها الأشرس نظرا لما جاء في الخطاب الذي فضح الحقيقة.
رسالة لـ"بايدن"
وبين الخبير المصري أن الملك عبد الله كان قد وجه رسالة واضحة للرئيس الأميركي جو بايدن على أنه المسؤول الأول عن إحلال السلام في المنطقة، وأن الأردن دائما ما تقف في صف السلام، وهذا الحديث لم يعجب الشارع "الإسرائيلي" ولا السياسة الإسرائيلية في هذا التوقيت التي تتبنى حرب الإبادة على الفلسطينيين لتحقيق دولتهم المزعومة.
وأكمل صابر أنه وبالرغم أن اليهود يسيطرون على وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن المجازر أصبحت واضحة للعيان، ولا يمكن إخفاؤها طيلة الوقت، لافتا إلى أن جلالة الملك قد ذكر الحقيقة الصادمة للمجتمع الأميركي والمجتمع الإسرائيلي الداعم لكل ما هو قتل وتدمير في سبيل أن تُصَفَّى القضية الفلسطينية.
خطاب مختصر أصاب الهدف
ختم الخبير العسكري حاتم صابر حديثه ل"أخبار اليوم "أن الخطاب كان محوريا، وفي غاية الأهمية، وأنه امتاز بالاختصار واصفا إياه بالتعبير العسكري على أنه خطاب" قد أصاب الهدف".