عصام قضماني
ليس صحيحاً أن النتائج الإيجابية للبنوك الأردنية تحققت بفضل ارتفاع أسعار الفوائد، وإن كان للأخيرة تأثير إيجابي في هذه النتائج.
على العكس حتى في ظل ارتفاع أسعار الفوائد، فقد سجل بند التسهيلات نمواً ملحوظاً إلى 33.376 مليار دينار، وبارتفاع بلغت نسبته 2.4%.
النتائج انعكست على موجودات البنوك التي ارتفعت إلى 64.251 مليار دينار وبمعدل نمو بلغ 0.2%، شجعت أسعار الفوائد وضعف الاستثمار نمواً إيجابياً في إجمالي الودائع التي بلغت 42.362 مليار دينار، وبارتفاع بلغت نسبته 0.6%.
موجودات البنوك إلى الناتج المحلي الإجمالي، وصلت إلى 190.7%، فيما بلغ إجمالي الودائع في البنوك إلى الناتج المحلي الإجمالي، 125.7%، وإجمالي التسهيلات الائتمانية الممنوحة من البنوك إلى الناتج المحلي 99.1%.
العمق المالي للقطاع المصرفي يظهر الحجم الكبير للقطاع مقارنة مع الاقتصاد الأردني، مما يعكس عمق القطاع وأهميته النسبية الكبيرة، وهي الناتجة عن العمليات التشغيلية والتنويع الايجابي للادوات المصرفية كما تظهر تمويلات البنوك للاستثمار والمشاريع تفوقاً على نظيراتها من التسهيلات ذات الطابع الاستهلاكي، وبنسبة 0.5%.
النتائج المالية للقطاع ويتضمن 14 بنكاً، أظهرت نمو أرباحها مجتمعة والعائدة على مساهميها عن 9 أشهر من العام وبعد خصم الضريبة تحقيقها صافي ربح بقيمة 835.73 مليون دينار (1.179 مليار دولار)، مقارنة بأرباحها في 9 أشهر من عام 2022 البالغة 647.93 مليون دينار (913.87 مليون دولار).
لا يزال البنك العربي يقود دفة الأرباح إذ ارتفعت خلال العام 2023 بـعـد الضـرائب والمخصـصـات لتصل إلى 829.6 مليون دولار، مقابل 544.3 مليون دولار للعام 2022 وبنسبة نمو بلغت 52 بالمئة.
يمكن تصنيف البنوك من حيث الحجم وفق مؤشرات معروفة، لكن بنوك الصف الثاني تنافس بقوة وبالمقارنة مع حجم أرباحها نسبة الى رأس المال وإلى موجوداتها يمكن القول أنها صاعدة بقوة وفي هذا المجال يجدر التنويه إلى عودة البنك الاردني الكويتي إلى الربحية الجيدة لكن بنوكاً مثل الاتحاد والاستثمار العربي الأردني وكابيتال والقاهرة عمان هي في مقدمة البنوك المنافسة بقوة بالنظر الى طبيعة عملياتها التشغيلية وتمويلاتها النوعية.
بقي أن الشركات المساهمة المدرجة ببورصة عمَّان بالمجمل شهدت تراجعًا في أرباحها الصافية بعد الضريبة والعائدة على مساهميها والمفصح عنها عن 9 أشهر من عام 2023، بنسبة 17.6٪، لتصل إلى 1.641 مليار دينار وهذا انما يعكس طبيعة تأثر النشاط الاقتصادي بالاحداث الجيوسياسية في المنطقة مع الاهداف بالاعتبار أن التأثير السلبي الذي بدأ مع وباء كورونا لا زال مستمراً، وإن شهد تغذية سلبية بفضل الحرب الروسية الأوكرانية، وأخيراً العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة والضفة الغربية.
qadmaniisam@yahoo.com