أخبار اليوم - صفوت الحنيني – رصد – بعد قيام جنوب أفريقيا برفع دعوى أمام محكمة العدل الدولية، والتي تُدين دولة الاحتلال "الإسرائيلي" بارتكابها جرائم حرب وإبادة جماعية بحق الفلسطينيين في غزة، وذلك من خلال مرافعتها أمام أعضاء المحكمة وتقديمها الدلائل والبراهين، كيف كانت ردود الفعل الرسمية للدول العربية؟ ومن هي الدول التي أيدت جنوب أفريقيا في هذه الدعوى؟.
من الواضح أن الموقف العربي الرسمي والحكومي كان خجولاً بكل ما تحمله الكلمة من معنى بخلاف الموقفين الأردني والعراقي اللذين دعما دعوى جنوب أفريقيا بالإضافة إلى الموقف الليبي الداعم الذي جاء من خلال المجلس الرئاسي الليبي الذي أكد الدعم المُطلق والكامل وبالسبل كلها للخطوة المتخذة من جنوب إفريقيا تجاه الشعب الفلسطيني، وما يتعرض له من إبادة جماعية غير مسبوقة على يد الاحتلال الإسرائيلي.
الأردن وموقفها الأقوى
كانت المملكة الأردنية الهاشمية أولى الدول التي أعلنت دعمها للدعوى التي تقدمت بها جنوب إفريقيا للمحكمة العدل الدولية، وكان رئيس الوزراء بشر الخصاونة قد أكد أن حكومته ستقدم المطالعات القانونية والمرافعات اللازمة حالما تنظر العدل الدولية في دعوى الإبادة الجماعية في غزة.
وزير الخارجية أيمن الصفدي في وقت سابق إن الأردن يدعم الدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية وخرق اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية للعام 1948.
وأكمل الصفدي: "بالتأكيد نحن ندعم الدعوى وخبراءنا القانونيين يعدون الملفات اللازمة للتعامل مع هذا الملف".
وأضاف "أن هناك 43 دولة عربية وإسلامية عضو في اتفاقية منع الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها لسنة 1948، وأن أحد قرارات القمة العربية الإسلامية المشتركة كانت تكليف الأمانتين العامتين في الجامعة العربية، وفي منظمة التعاون الإسلامي من أجل إعداد الملفات القانونية، ونعمل الآن على بلورة جهد مشترك من أجل متابعة هذا الملف"
وأشار أن "الأردن مستمر في القيام بكل ما يستطيعه لوقف العدوان الإسرائيلي الهمجي على أهلنا في قطاع غزة، والتصعيد في الإجراءات الإسرائيلية اللا شرعية واللا قانونية وعمليات القتل وإرهاب المستوطنين في الضفة الغربية، ومواجهة الأجندة المتطرفة التي تستهدف إشعال جبهات أخرى إضافة إلى غزة في الضفة وفي لبنان".
دعم عراقي
الحكومة العراقية أعلنت تأييدها للدعوى التي قدمتها جنوب أفريقيا، وذلك في بيان لوزارة الخارجية كانت قد نشرته عبر حسابها الرسمي على "تلغرام"، عقب لقاء بين وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، ووزير مالية في جنوب إفريقيا إينوك غودونغوانا، على هامش مؤتمر دافوس الاقتصادي.
وثمن حسين خلال اللقاء "مواقف جنوب إفريقيا الداعمة للقضية الفلسطينية"، مشيدا بـ"الإجراءات التي تبنتها جنوب إفريقيا برفع دعوى قضائية أمام محكمة العدل الدولية، لارتكاب إسرائيل جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة ضد الفلسطينيين"، بحسب البيان.
وأعلن "مساندة الحكومة العراقية لقرار جنوب إفريقيا"، كما أشار إلى رغبة بلاده في "توسيع آفاق التعاون بين البلدين الصديقين".
ووفقا للبيان، ناقش الجانبان خلال اللقاء العلاقات الثنائية وسبل تطويرها، لا سيما في مجالي الاقتصاد والتجارة.
بدوره، جدد غودونغوانا "موقف بلاده الداعم لفلسطين، ورفضها الانتهاكات التي يتعرض لها الفلسطينيون في قطاع غزة"، داعيا الوزير العراقي لزيارة جنوب أفريقيا.
ليبا ودعم مُطلق
ليبيا كانت قد انضمت إلى الدول الداعمة للدعوى التي تقدمت بها جنوب أفريقيا من خلال الفريق القانوني الذي يعتزم مقاضاة الاحتلال الإسرائيلي أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي.
السفير الليبي في هولندا زياد دغيم أوضح أن فريقا قانونيا ليبيا سينضم إلى المرافعات أمام المحكمة الدولية، التي ستنعقد في فبراير المقبل، للنظر في الدعوى التي قدمتها جنوب إفريقيا ضد الاحتلال الإسرائيلي بتهم خرق معاهدة الإبادة الجماعية خلال حربها على قطاع غزة
وذكرت السفارة الليبية في بيان لها نشر عبر فيسبوك، أن المشاورات ما زالت قائمة لبحث آليات الدعم التي يمكن تقديمها عبر الدعوى التي قدمتها جنوب إفريقيا ضد الاحتلال الإسرائيلي، لافتا إلى أن الجهود القانونية يُنَسَّق مع المجموعة العربية في لاهاي
وأشار البيان إلى أن المرحلة الحالية تستدعي تكثيف بيانات الدعم السياسي من الدول العربية والبلدان الداعمة لفلسطين، لضمان صدور حكم في الشق المستعجل بإيقاف الإبادة الجماعية التي تتم في غزة
وأكد البيان، أن الدعم القانوني والسياسي يتضمن وقف عمليات التهجير الجماعي والاستيطان الجائر الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، مشددا على أن المرحلة اللاحقة من الدعوى ستتضمن الانضمام إلى الدعوى القضائية لكل الدول الراغبة.