أخبار اليوم - سمير الصمادي - تصعيدٌ متزايدٌ في منطقة البحر الأحمر بعد أن نفَّذت الولايات المتحدة وبريطانيا ضرباتٍ جويّةٍ مشتركةٍ على أهدافٍ تابعةٍ لجماعة "أنصار الله" في عدَّة مواقع يمنيّة؛ ردًّا على احتجاز الحوثيين للسفن المتجهة إلى إسرائيل، ومنع الملاحة في البحر الأحمر كي لا تستفيد إسرائيل من الدعم الغربي المتواصل في حربها على قطاع غزّة.
سارعت الولايات المتحدة إلى تشكيل تحالفٍ دوليٍّ بحريٍّ، يقوم بدورياتٍ مشتركةٍ في البحر الأحمر وخليج عدن، يسعى للتصدي لهجمات الحوثيين وحماية حركة الملاحة في البحر الأحمر.
الماضي: لن يكون لأحداث البحر الأحمر تبعات حرب إقليميّة
العين طلال الماضي أكّد لـ "أخبار اليوم"، أنَّ الهجمات الغربيّة على اليمن تأتي ضمن تصفية الحسابات المرتبطة بالمشروع الإيرانيّ والمشروع الأمريكيّ والصهيونيّ في المنطقة، وهذه المشاريع لا تريد الخير للبلدان العربيّة.
وأضاف الماضي أنَّ هناك حساباتٌ ومناوشاتٌ تحدث في البحر الأحمر بين إيران - من خلال الجماعات المتحالفة معها في اليمن - والولايات المتحدة، ووقود هذه الحسابات الشعوب البسيطة التي تنجذب للشعارات المُنادية بقضايا الأمَّة وقيم العدالة والدفاع عن المظلومين، وهو ما ينطبق على الشعوب العربيّة بشكلٍ عام والشعب اليمنيّ على نحو خاص.
وبيّن أنَّ هذه الهجمات جاءت في هذا التوقيت بهدف تخفيف الضغط عن إسرائيل وتشتيت الاهتمام والانتباه العالميّ حول ما يجري في قطاع غزّة من جرائم حربٍ وتدميرٍ وإبادةٍ جماعيّةٍ وتهجيرٍ قسريّ، وللتقليل ممَ يُنشر ويُوَثَّق من أخبار وصور وتحليلات مجريات الأحداث في القطاع عبر وسائل الإعلام.
وفي معرض ردِّه عن تداعيات ما يجري في البحر الأحمر على الأُردنّ أجاب الماضي أنَّ الضَّرر اقتصاديٌ بدرجةٍ أولى، يتمثًّل بارتفاع أجور النقل البحريّ، بالإضافة إلى الضَّرر الحاصل أصلًا جرّاء العدوان الإسرائيلي وتبعاته على غزّة.
وعمّا إذا سيكون للأحداث في البحر الأحمر تبعات حربٍ إقليميّةٍ، يعتقد الماضي أنَّه لن يكون هناك حرب إقليميّة، وإنَّما هي مجرد مناوشات لا أكثر؛ لأنَّ الأطراف تلتقي نقاط تلاقٍ كثيرةٍ عندما يتعلَّق الأمر بمصالحها.
ويرى أنَّ ما بعد هذه الهجمات متفق عليه مُسبقًا من قبل الطرفين، وعندما تنتهي المناورة السياسيّة بين إيران والولايات المتحدة ستعود الملاحة في البحر الأحمر إلى طبيعتها.
وأشار الماضي إلى أنَّ الولايات المتحدة وجّهت من خلال هذه الهجمات رسائل عديدة للدول الصاعدة في المنطقة وللدول المتنافسة معها كالصين؛ مفادها أنّها ما زالت تملك زمام الأمور، وتتحكم في خيوط اللعبة، وقادرة على حماية ورعاية مصالحها في المنطقة، والفضل يعود إليها حال عودة الملاحة كسابق عهدها.
وأكَّد أنَّ الضربات الغربيّة على اليمن غير قانونيّة، ولم تتم بموجب القانون الدوليّ، ما يُكرِّس الهيمنة والغطرسة الأمريكيّة.
العبّادي: الهجمات الغربيّة على اليمن تَصُبُ في مصلحة إسرائيل
من جهته قال نائب رئيس الوزراء الأسبق الدكتور ممدوح العبّادي لـ "أخبار اليوم"، إنَّ قيام بعض الدول الغربيّة بتوجيه ضربات صاروخيّة لليمن يَصُبُ في مصلحة إسرائيل والدفاع عن مصالحها وتأمين ملاحة السفن المتجهة نحوها؛ للتأكد من وصول الدعم اللازم لها.
ويرى العبّادي أنَّ الضَّرر الاقتصاديّ على الأُردنّ جزئيّ، لأنَّ الحوثيين يعترضون السفن المتجهة لإسرائيل فقط، وقد يكون الضَّرر بسبب تغيير السفن لخطوط ملاحتها؛ ما من شأنه رفع قيمة تكاليف النقل والشحن البحريّ.
واستبعد العبّادي أن يكون لهذه الهجمات تبعات حرب إقليميّة، لأن إيران حذرةٌ من الدخول في حربٍ قد لا تُحمد عُقباها، كما أنَّ الولايات المتحدة لا تنوي الدخول في حرب قد تُحدث ضررًا في مصالحها بالمنطقة، وأنَّ الرئيس الأمريكي جو بايدن لا يُفكِّر بحربٍ ستُضعف موقفه وحظوظه في الانتخابات الرئاسيّة القادمة.
وتوقَّع أن تستمر المناوشات في البحر الأحمر، وأن يحافظ الطرفان على التماس بينهما؛ حتى تنتهي الحرب في قطاع غزّة، وتوقِف إسرائيل آلتها العسكريّة، وتُعيد جنودها إلى ثكناتهم؛ وقتئذ ستعود الأوضاع إلى طبيعتها في البحر الأحمر.
ويرى العبّادي أنَّ الضربات الصاروخيّة اليمنيّة على إسرائيل؛ أحدثت تأثيرًا اقتصاديًّا وسياسيًّا أكثر منه عسكريًّا على مُجريات الأحداث.