معارك مالي .. موجة نزوح هائلة لدولتين مجاورتين

mainThumb

05-01-2024 11:57 PM

printIcon
وصل حوالي 200 ألف لاجئ من ولايات أزواد تومبكتو وكيدال إلى حدود الدول المجاورة الجزائر وموريتانيا بعد خرق اتفاق وقف إطلاق النار بين الحركات الأزوادية وحكومة مالي، ووصل إلى موريتانيا وحدها نحو 150 ألفا حسب مصادر إنسانية.

واستقبلت الحدود الجزائرية 50 ألف لاجئ من مدينة كيدال وحدها، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من مدن تيساليت وأنفيف التي تم إفراغها بشكل شبه كامل من سكانها بين أكتوبر ونوفمبر 2023 إبان كثافة المعارك بين حركات الإطار الإستراتيجي الدائم (العرب والطوارق) والجيش المالي ومرتزقة فاغنر الروس، بالإضافة إلى مجازر الجيش المالي وفاغنر ضد المدنيين.

النزوح الداخلي

بينما يفر المدنيين من ولايات أزواد الأخرى إلى الدول المجاورة في الأشهر الأخيرة، فإن مدينة مينكا قد بدأت باستقبال النازحين منذ مارس 2022 إبَّان مجازر داعش ضد المدنيين حيث سيطرت داعش بعد معارك دامت أشهراً على جميع دوائر ولاية مينكا وفر معظم سكان تلك المناطق إلى مدينة مينكا، بينما فر آخرون إلى كيدال و غاو و النيجر والجزائر.

وفي الأيام الأخيرة دقت منظمات إنسانية ناقوس الخطر من مجاعة تهدد النازحين في تلك الولاية، وسببت المجاعة في تلك المنطقة وفاة عدد من المدنيين حسب مصادر محلية.

وأطلق المتحدث الرسمي باسم حركة إنقاذ أزواد إلياس أغ سوغيدي نداء عاجلا إلى الدولة المالية والمنظمات الإنسانية جاء فيه "نداء إلى القلوب الطيبة وذوي النوايا الحسنة، والمنظمات غير الحكومية و العاملين في المجال الاجتماعي، والمغتربين وحكومة مالي وشركائها لقد أصاب سوء التغذية مدينة ميناكا، مما تسبب في وفيات لمدة أسبوعين، ودعا إلى التبرع لصالح النازحين .

موريتانيا تستنجد بالأمم المتحدة

طلبت موريتانيا في ديسمبر 2023 دعما من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، للتكفل بـ50 ألف لاجئ أزوادي فروا إلى موريتانيا مؤخرا، بعد المواجهات الأخيرة بين الحركات الأزوادية والجيش المالي والتي بدأت بهجوم الجيش المالي على معسكر لتنسيقية الحركات الأزوادية في فويتا على الشريط الحدودي مع موريتانيا.

وأصبح موضوع النازحين على رأس أولويات الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني، وفي الأسابيع الأخيرة، زادت حكومته اتصالاتها مع ممثلي المستشاريات الغربية في نواكشوط من أجل لفت انتباههم إلى الوضع السائد حاليا في الجنوب الشرقي الموريتاني، من مخيم مبيرا للاجئين حسب تقارير أمنية.

وفي هذا الصدد أعلنت الحكومة الموريتانية يوم الخميس 14 ديسمبر 2023 ، عن وضعها خطة عمل لدمج اللاجئين إليها في النظام التعليمي، لكن هذه الخطة تتطلب تعبئة الموارد المالية بحدود 140 مليون دولار على مدى عشرت سنوات.

وطرحت الحكومة الموريتانية المشكلة على لسان وزير الاقتصاد والتنمية المستدامة، عبد السلام ولد محمد صالح، على هامش مشاركته في فعاليات المنتدى العالمي للهجرة، في بروكسل، في ندوة حول التعليم لصالح أطفال اللاجئين.