أخبار اليوم - صفوت الحنيني - مع استمرار العدوان "الإسرائيلي" على غزة منذ السابع من أكتوبر، ومع برود الموقف العربي السياسي الذي عبر عن شجبه واستنكاره لهذا العدوان، أصبح الرهان فقط على صمود المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة لتحقيق نتائج مرضية في هذه الحرب.
محللون سياسيون قالوا إن صمود المقاومة في وجه هذا العدوان هو السبيل الوحيد لإنهاء ما يحصل من مجازر في القطاع، بالإضافة للإسناد من جبهتي لبنان واليمن.
المحلل السياسي شادي مدانات قال ل "أخبار اليوم" إن المقاومة الفلسطينية في غزة أصبحت تقاتل وحدها في ظل التكتم العربي واكتفائه بالمواقف السياسية الخجولة، لا سيما وأن بعضها يمتلك أوراقا قوية قادرة على إيقاف هذا العدوان.
مدانات أوضح أن المقاومة أصبحت هي الأمل الوحيد في مواجهة جيش الاحتلال من خلال تمسكها بالشروط التي وضعتها من أجل وقف إطلاق النار، وذلك عبر ورقة الأسرى التي تعتبر الورقة الأقوى لديها، والتي من شأنها أن تغير الكثير من مجريات الحرب.
وذكر مدانات أن الشعب الفلسطيني بشكل عام والموجود في قطاع غزة على وجه الخصوص، يدفع ثمنا باهظا في الأرواح وإراقة الدماء؛ نظرا لاستمرار هذا العدوان، بدلا من غياب كامل لمقومات الحياة الطبيعية التي أصبحت حلما بالنسبة للغزين.
مدانات تطرق إلى أن معطيات الحرب الجارية في غزة حملت أطوارا جديدة، وذلك من خلال اختلاف قواعد الاشتباك التي تفاجأت بها قوات الاحتلال في غزة، على عكس ما كانت عليه الحروب السابقة وهي أن تقوم "إسرائيل" بالاعتداء من دون أي رد واضح ومؤلم لقواته، بالإضافة إلى وجود انقسامات غير مسبوقة في حكومة الاحتلال التي تعتبر ورقة قوية أخرى للمقاومة لإنهاء هذا العدوان.
وبين مدانات أن إلحاق أكبر أذى ممكن في جيش الاحتلال من الناحية البشرية، والتي تتلخص بقتل عدد أكبر من الجنود، بالإضافة للناحية العسكرية وذلك بتدمير أكبر عدد ممكن من الآليات واستنزاف القوة العسكرية لجيش الاحتلال يعتبر أحد أهم الأسباب التي تدفع "إسرائيل" لتقصير مدة الحرب وإيقاف هذا العدوان.
وقال مدانات أن إطالة الحرب تُكبد جيش الاحتلال خسائر كبيرة من الناحية العسكرية، وأن الاحتلال يقوم دائماً على إخفائها فلا بد له أن يصل إلى مرحلة يُصبح غير قادر على ذلك بفعل الضغط الذي يتعرض له من الشارع "الإسرائيلي" وعدم قدرته على تحمل هذه الخسائر التي تزداد كلما أخذت الحرب وقتاً أطول.
مدانات ختم حديثه بأن وحدة الصف الفلسطيني غائبة في هذه الحرب، وعلى وجه الخصوص السلطة الفلسطينية، والتي تبين من خلال مواقفها أن غزة ليست ضمن الحدود الفلسطينية، وأن وحدة الصف هي إحدى أهم الركائز التي تمتاز بها المقاومة في غزة.