أخبار اليوم - مع استمرار قوات جيش الاحتلال الإسرائيلية في اجتياحها البري لمواقع مختلفة في قطاع غزة، نشرت فصائل المقاومة الفلسطينية مقاطع فيديو مصوّرة، تسجل نجاحها في إسقاط عدد من آليات الاحتلال، بما فيها مركبات ميركافا القتالية الحديثة المزوّدة بأنظمة تروفي الدفاعية.
وبعد تداول العديد من الصور ومقاطع الفيديو منذ بدء عملية طوفان الأقصى، ظهر في مناسبات مختلفة دبابات ميركافا تشتعل فيها النيران بعد استهدافها، ما يسلط الضوء على مدى جدوى الدبابة التي يعتمد عليها الجيش الإسرائيلي الاعتماد الأكبر، ويروِّج لكونها إحدى أبرز الدبابات المُدرَّعة في العالم بنظام حماية متطور من المفترض أنه لا يُقهر.
فما هو نظام حماية "تروفي" الذي تستعين به إسرائيل، وظنت أن المقاومة الفلسطينية لن تتمكن من اختراقه؟
إمكانات دفاعية متخصصة لتجنب الخسائر
يقوم نظام الدفاع العسكري "تروفي" (TROPHY) بإنشاء فقاعة تحييد حول الآلية التي يتم تزويدها به. فهو يكتشف ويصنف ويتعامل بسرعة مع جميع التهديدات المعروفة، بما في ذلك البنادق عديمة الارتداد، والصواريخ المضادة للدبابات، وصواريخ (ATGMs) المضادة للدبابات، وقذائف الدبابات HEAT، وقذائف الآر بي جي.
كما أنه يزيد من فتك القوات القتالية، وينجح في تحييد فرق العدو المضادة للدبابات؛ إذ يمكنه تحديد مصدر النيران، مما يمكّن الطاقم من الرد على النيران بشكل فعال باستخدام تسليح المركبة.
ويقول موقع "رافائيل" المصنّع إن النظام هو الوحيد من نوعه الذي تم استخدامه في ساحة المعركة "ويتم تثبيته حالياً على مئات منصات القتال البرية في الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك دبابات ميركافا مارك 3 و4، بالإضافة إلى ناقلات الجنود المدرعة من طراز نامير".
ويعتمد النظام على رادار طوّرته شركة رادار إسرائيل لتحديد التهديدات من 360 درجة حول المركبة المدرعة. ويتم تجهيز النظام بما يسمى بآليات القتل الناعم التي يمكنها تعطيل الهجمات المباشرة، مثل تكنولوجيا الحرب الإلكترونية التي تمنع رادار العدو واتصالاته من التعرف على الدبابة أو ناقلة الجنود المدرعة.
الخسائر بحرب لبنان 2006 كانت نقطة التحول
تبنت قوات الاحتلال الإسرائيلي نظام تروفي لدبابات ميركافا المجهّزة منذ عام 2009. إذ يعود هذا القرار بالدمج لخسائر الاحتلال بعد الحرب اللبنانية مع جماعة حزب الله المسلحة عام 2006.
وخلال هذه الحرب، تعرضت أكثر من 40 دبابة ميركافا لأضرار جسيمة، وتم تصنيف ما يقرب من 5 إلى 6 دبابات إسرائيلية آنذاك على أنها "مدمرة" بسبب تعرضها لهجمات مختلفة، بما في ذلك الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات، وأسلحة المشاة المضادة للدروع، والألغام.
لكن العدد الدقيق لدبابات ميركافا، إلى جانب المركبات المدرعة وغير المدرعة الإسرائيلية الأخرى، التي دُمرت أو تضررت في الحرب الدائرة في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول من عام 2023، لا يزال غير مؤكد حتى الآن، لكنه قد يناهز العشرات.
اعتمد جيش الاحتلال نظام تروفي بعد خسائره في لبنان عام 2006
تطبيق متطور لكنه ليس خالياً من العيوب
وقد نسب مسؤولون إسرائيليون في السابق نجاح تروفي في منع حدوث أضرار كبيرة لدبابات ميركافا خلال حرب 2014 على غزة. ومع ذلك، لم تكن ناقلات الجنود المدرعة محمية بعد في ذلك الوقت.
إحداها، وهي M113 (زيلدا)، علقت في حي الشجاعية ودُمرت بقذائف صاروخية وقُتل 7 جنود، ولم يتم العثور على جثة أحدهم، وهو أورون شاؤول، الذي تم تصنيفه على أنه "جندي لا يُعرف مكان دفنه".
وحول عيوب "تروفي" يقول راهول مانوهار يلوي، زميل أبحاث في مركز الدراسات الأمنية، لصحيفة (EurAsian Times) إن الدبابات الإسرائيلية، المزودة بنظام الحماية النشطة ليس "مضموناً" ولديه قيود، خاصة في السيناريوهات ذات الهجمات المتزامنة، إذ قد لا يتمكن من اعتراض جميع التهديدات بنجاح.
كذلك تظل الدبابات عرضة للهجمات من أعلى إلى أسفل، وهي نقطة الضعف التي شوهدت بشكل بارز في الحرب المستمرة في أوكرانيا.
علاوة على ذلك، فإن النظام لا يحمي من تهديدات محددة، مثل قيام الأفراد بزرع المتفجرات مباشرة على المركبات، وهو ما كشفته بعض مقاطع المقاومة الفلسطينية حماس، عندما نفذت كتائب القسام عمليات تفخيخ يدوية للدبابات وتمكنت من تفجيرها.
كما استخدمت حماس طائرات من دون طيار مسلحة في هجمات موجهة من أعلى إلى أسفل على الدبابات الإسرائيلية في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وحققت نتائج ناجحة وتدميرية.