يرافق الفترة الانتقالية من موسم الخريف إلى الشتاء، أعراض اكتئاب حادة لدى الكثيرين، وعادة ما تتدرج أعراضه من الخفيفة للخطيرة لدى البعض، تبدأ من التقلبات المزاجية، ووصولاً لأفكار متقدمة تصل للانتحار.
تتحدث رند سموع لـ 24 عن حالتها النفسية على أعتاب فصل الشتاء قائلة: "أعاني سنوياً في هذا التوقيت من العام من الاكتئاب الموسمي، وترافقني موجات من الحزن خلال هذه الفترة".
بدا الحزن على ملامح رند وهي تتحدث عن تجربتها مع الاكتئاب الموسمي موضحة: "في الفترة الانتقالية بين الخريف والشتاء، أجد نفسي أبكي بلا مبررات ملموسة، وأصاب بحزن وأرق شديدين".
أعراض شديدة
"أشعر بصعوبة خانقة في التنفس أحياناً، وأعاني من شهية مفتوحة بشكل دائم"، وفقاً لما توضحه رند لـ 24.
يجيب عن هذه التساؤلات الاستشاري النفسي والتربوي موسى مطارنة لـ 24 عن أعراض تغير الفصول والحالة النفسية التي ترافقه قائلاً: "تعتمد أعراض الحالة النفسية في الاكتئاب الموسمي، على الصلابة والهشاشة النفسية للشخص".
يعرّف مطارنة الاكتئاب الموسمي "أنه أحد أشكال الاكتئاب، الذي يرافقه نوع من الكسل، وانعدام الدافع للحياة، وتنتج عن عدم التمكن من رؤية الضوء".
انخفاض السيرتونين
بحسب مطارنة يؤدي غياب الضوء إلى انخفاض هرمون السيرتونين في الجسم، وهو الناقل العصبي لهرمون السعادة في الجسم، "مما يحدث تقلبات في طاقة الإنسان".
وتعد السلبية والحزن المفرط، أحد أبرز أعراض الاكتئاب الشتوي والذي عادةً ما يرافق الفترة الانتقالية من الخريف للشتاء، كما يشير مطارنة "البعد الصحي لهذا الاكتئاب يكمن في انخفاض "فيتامين د" في الجسم، والذي من شأنه أن يسبب تقلبات عاطفية، وانعدام في الرغبة وحالة من الملل".
التعرض للضوء
وفي تفسير الأرق يعد تغير الساعة البيولوجية للجسم، "حالة طبيعية ناتجة عن تقلب الفصول"، لذلك يوصي مطارنة بالمواظبة على ممارسة الرياضة والتعرض للضوء أثناء النهار قدر الإمكان.
ويشرح الاستشاري النفسي والتربوي طبيعة حياة الكثير من الأشخاص الذين يتوجهون في بداية فصل الشتاء إلى خفض الإنارة في البيت، وإغلاق الستائر قائلاً: "يتلقى البعض الأشعة من الأضواء الصناعية، ومن الموبايل والتلفاز، كل هذه الأسباب مدعاة للإصابة بالاكتئاب، وهذا ما تسببه الإضاءة الصناعية".