أخبار اليوم - من يتابع التلهف الأردني لشمول الأسير الفلسطيني أحمد المناصرة بصفقة تبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية في غزة والاحتلال الصهيوني، يكاد يصل إلى حد أقرب إلى اليقين بأن هذا الشاب ابن كل عائلة أردنية، وصديق وزميل لكل مواطن في الأردن، تربطهم ذكريات وتجمعهم أحلام.
لا شك أنه لدى جميع الأسرى في المعتقلات الصهيونية قيمة كبيرة في قلوب الأردنيين، لكن أسرى معينين لهم حصة خاصة في القلوب الأردنية مثل الأسيرة التي تحررت منذ يومين إسراء الجعابيص.
والأسير مناصرة صاحب المقولة الشهيرة: "مش متذكر"، والسبب لأن هذين الأسيرين أضيفا لكوكبة الرموز والأيقونات في تاريخ النضال الفلسطيني.
ومنذ أن حسمت المفاوضات بين طرفي المقاومة والاحتلال قبل أربعة أيام بإبرام هدنة تشمل تبادل للأسرى، انصبت العيون والدعوات واللهفات الأردنية إلى شمول القائمة الفلسطينية من الأسرى كل من الأسيرة الجعابيص والأسير المناصرة.
وتحقق حلم تحرير إسراء وما يزال حلم تحرير المناصرة معلقاً، تبته حافلة نقل الأسرى اليوم الخارجة من سجن عوفر في رام الله إلى أحضان ذوي الأسرى وهم ينتظرونهم في الساحات.
من يقرأ منشورات الأردنيين على مواقع التواصل الاجتماعي المتوحدة باكتمال فرحة تحرير الجعابيص بتحرير المناصرة اليوم بحيث يكون ختام مسك الهدنة اليوم، يشعر أنها قد تصل إلى حد أن الأردنيين سيتسابقون في طبخ أول طبخة له بعد تحريره، أو انهم على يقين بانهم سيحتضنوه ويقولون له: "مبروك الحرية يا بطل"، مشاعر وإن كان تحقيق حد مرادها يكون مستحيل أو صعب، لكنها تعكس أن حب هذا الشبل الذي كبر في المعتقل كأنه ابن وحفيد وصديق وزميل كل الأردنيين.
ودخل الأسير مناصرة الشاشة والذاكرة العربية، منذ أن كان طفلاً في عمر ال 13 في العام 2015، عندما تعرض خلال تجوله في واحدة من أحياء القدس هو وصديقه لعملية دهس وضرب وإطلاق رصاص من قبل جش الاحتلال الإسرائيلي في القدس، بدعوى أنه كان يخطط لعملية طعن، أسفرت الحادثة عن وفاة صديقه واعتقاله، وأسفرت عن دخول مناصرة مرحلة حياتية جديدة أجهضت طفولته، ونسفت بداية شبابه، وحديثاً: أطاحت بصحته.
ومع كل هبوب لرياح الأمل في إنصاف قضية الأسرى في المعتقلات الصهيونية، يحتل الأسير المناصرة المشهد والشاغل الأكبر في عقول المتعاطفين معه بأن ينصفه القدر ويتحرر من الظلم الذي عانى منه على مدار ثمانية أعوام في المعتقل، كان آخره سجنه في عزل انفرادي لمدة عامين ومنعه من التعرض لأشعة الشمس من قبل مصلحة السجون الإسرائيلية، أدت إلى إصابته بفقدان تدريجي للبصر مع ظهور أعراض إصابته بانفصام شخصية.
يحسم تبادل الأسرى اليوم بتحول الحلم إلى حقيقة أو تأجيله إلى إشعار آخر، بشمول المناصرة دفعة الأسرى الذين سيتم تحريرهم، وكما سيحسم اليوم أمنية والدته بأن تلمس ابنها بعد أن حرمت لمدة ثمانية أعوام وفق تصريحات سابقة لها باحتضان ولدها، وكل ما استطاعت أن تنتصر له أن تلمس إصبعه مرة واحدة فقط عن طريق ثقب في شبك زنزانته وهو في جلسة المحكمة.
الغد