سياسيون لـ " أخبار اليوم " .. ماذا بعد الهدنة؟

mainThumb

25-11-2023 12:56 PM

printIcon

أخبار اليوم - صفوت الحنيني - مع دخول اليوم الثاني من الهدنة المتفق عليها بين حماس والاحتلال والتي تستمر لأربعة أيام، بدأت عملية إطلاق سراح للأسرى بشكل متبادل تمتد لبقية أيام الهدنة.

الشارع الفلسطيني عاش ساعات من الفرح في اليوم الأول؛ بالإفراج عن 39 أسيرا من النساء والأطفال، في حين راود أغلبهم السؤال التالي: ما هو المنتظر بعد الهدنة؟

المحلل السياسي الفلسطيني سليمان بشارات قال ل "أخبار اليوم" إن المأمول من الهدنة أن تكون المحطة الأخيرة في هذه الحرب، وأن تساهم الأطراف العربية والإقليمية والدولية بتعزيز الدور السياسي والدبلوماسي لوقفها.

بشارات أوضح أن على الأطراف الصانعة للقرار استغلال الهدنة، خصوصا أن ما يتكشف من مشاهد للدمار في القطاع يفوق عقل أي إنسان، ولا يمكن احتمال كل هذه المشاهد من القتل، مشيرا إلى أن التوقعات بأن يكون العدد الإجمالي للشهداء قرابة 20 ألف شهيد إذا ما أخذ بالاعتبار أن هناك نحو 6-7 آلاف ما زالوا مفقودين تحت الإنقاذ.

وأكمل بشارات حديثة أن مشاعر الخوف لا تزال موجودة، معللا ذلك بأن الاحتلال الذي شن هذه الحرب بهذا المستوى من الإجرام وبغطاء أمريكي غربي، ما زال يحظى بحماية من المحاكمة والمحاسبة، ولا يوجد ما يردعه.

وبين بشارات أن الاحتلال يسعى لإطالة أمد الحرب تهربا من حجم الضغط الذي قد يمارس على حكومة من الشارع الإسرائيلي الذي سيطالبه بتنفيذ مزيد من صفقات التبادل للوصول إلى مرحلة إنهاء ملف كافة الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة. يبقى الآن الأمر مرتبطا بدور الدور العربية والإقليمية والدولية وقناعتها بضرورة أن يتوقف الاحتلال عند هذا الحد؛ لأن استمرارية الحرب قد يكون لها تبعات إقليمية ودولية، وهذا ما قد لا ترغب فيه هذه الدول.

المحلل السياسي شادي مدانات قال ل "أخبار اليوم" إن ما جاءت من أجله "إسرائيل" منذ بداية الحرب على غزة وهو القضاء على حركة حماس كان قد فشل بكل تأكيد وبشكل واضح، رغم الدعم الأمريكي والغربي والأوروبي لهذه العملية.

مدانات أوضح أن الولايات المتحدة هي من تدير المعركة منذ بدايتها، مدللا في ذلك على ما حدث في لبنان حينما أولت المهمة ل "إسرائيل" بالقضاء على حزب الله والمقاومة في لبنان ولم تنجح، وأيضا تطرقها لموضوع الرهائن لتحسين صورة الاحتلال؛ بسبب الهزيمة التي تعرضت لها على يد المقاومة، معتبرا هذه الهدنة هي طوق النجاة ل "إسرائيل" لإعادة ترتيب أوراقها والخروج من هذا المأزق.

وبين مدانات أن الهدنة ستُمَدَّد لأكثر من مرة ليتسنى للاحتلال بدراسة الخيارات الممكنة مع أمريكا بشأن العملية العسكرية، مشيرا أن موضوع الرهائن ينال النصيب الأكبر من تلك الهدنة معللا ذلك بغليان الشارع "الإسرائيلي" ولذلك سيأخذ ذلك وقتا طويلا، أما عن بقاء قوات الاحتلال في غزة، فذلك يعتبر خسارة كبيرة لهم أما إذا قرروا الانسحاب فهذا سيكون الخيار الأصعب.

وختم مدانات حديثه بأن عودة القتال في غزة وارتكاب المجازر ليس من مصلحة "الاحتلال" لغليان الشارع العالمي المتضامن مع الشعب الفلسطيني والمطالب بإيقاف الحرب.