أخبار اليوم - المراهقة مجموعة من التغيرات تحدث بشكل متسرع، تشمل الناحية الجسدية، والنفسية والعصبية، والعاطفية والاجتماعية، وكلها تتوقف على مدى استجابة المراهق نفسه والبيئة المحيطة به سلبياً أو إيجابياً، لهذا كان هناك ضرورة للبحث عن قواعد ثابتة لحماية الابن من مخاطر المراهقة.. حيث إن سنوات المراهقة هي الأكثر تأثيراً على حياة المراهقين، قبل أن يصبحوا أشخاصاً بالغين ومستقلين عن أهلهم.. وهي المرحلة التي يبني فيها المراهقون شخصيتهم المستقلة بعيداً عن الأهل. اللقاء مع استشاري علم النفس السلوكي.
سمات مرحلة المراهقة
الإحساس بالفجوة
يتلخص الواقع في نظر المراهق بوجود فجوة بينه (ولد أو بنت) وأسرته وربما عائلته.. وتحدث هذه الفجوة عند انتهاء مرحلة الطفولة، وبدء سن المراهقة.. ما يؤدي لصعوبة التحدث وحل المشكلات في المنزل، وهذا يجعل المراهق يميل إلى العزلة وتكوين علاقات افتراضية أو واقعية غير آمنة.
اضطراب شخصية المراهق
هذا الاضطراب من أهم المشاكل التي قد يتعرض لها الشباب الإناث والذكور في سن المراهقة، ما يجعلهم يكوّنون مجموعات مع أشخاص بعيدين خارج الأسرة والعائلة... ما يدخلهم في حالة من التخبط، الذي قد يؤثر في عدم استقرارهم وإمكانية رؤيتهم في شخصيّة مختلفة مضطربة طوال هذه المرحلة الحرجة.. لدرجة يحتار الجميع في تصنيفهم وتحليل شخصيتهم.
العصبية والعناد
ومن سمات المراهق في هذه المرحلة أيضاً أنه يصبح حساساً بشكل كبير، ويدخل في حالة من العصبيّة والعناد دون مبرر، بالإضافة إلى أنّه ينظر إلى كل ما يقوم به بأنّه صائب وصحيح، وأنّ غيره هو المخطئ.
خطوات لحماية الشباب من مخاطر اضطرابات المراهقة
الجلوس معهم كأنهم أصدقاء
- والبعد عند الحديث معهم في سياق التصنع والمجاملة.. يعني التحدث بتلقائية وحميمة.. والابتعاد عن التوبيخ واللوم والتكليف.. وفتح المجال أمام المراهق لشق طريقه بنفسه، حتى لو كان هذا الطريق خاطئاً، فالخطأ طريق لتعلّم الصواب.
- مشاركة المراهقين في الحوارات التي تتناول مشاكل المراهق، والتي تحتوي على حل لعلاجها، ما يفيد في تنمية الثقة بالنفس، والتحدث بكل صراحة.
- اختيار الأهل للوقت الملائم لبدء الحوار مع المراهقين، وتجنّب التحدث معهم وهم مشغولون، أو لديهم التزامات معينة، أو نوبات مزاجية خاصة.
- جعل الحوار الحقيقي قاعدة للنقاش، بعيداً عن التنافر والصراع، والحرص على تفهم وجهة نظر الأبناء المراهقين؛ لإشعارهم بأنّ أمورهم تهم الآباء.
- ابتعاد الأهل عن توجيه الأسئلة ذات الإجابة بالقبول أو النفي، أو الأسئلة غير الواضحة؛ حتى يعبّر المراهق عن نفسه بالصورة التي يراها مناسبة.
السماح للمراهقين بالتعبير عن أفكارهم بكل راحة
وتوجيههم نحو البرامج التي تحكي وتشجع التسامح والتعايش مع المحيطين.. ونشر المحبة، والعدل، والأمان، والاستقلاليّة في الأسرة، حيث إنّ فقدان هذه الأمور يؤدي لتفكك الأسرة، والفشل الدراسي، مع تجنّب لغة التهديد والعقاب.
البالغون لا يزالون.. أطفالاً!
يشعر المراهقون في هذه المرحلة أنهم بالغون بالفعل، ولكن في واقع الأمر، هم لا يزالون أطفالاً.. ولكن مع التغيرات الهرمونية والكثير من الأمور التي تحدث في أجسامهم، يكون من الصعب عليهم التعامل على النحو المناسب.
في هذه المرحلة، يمر المراهقون بمرحلة حرجة من حياتهم، فهم بحاجة إلى آبائهم ومعلميهم لرعايتهم ومنحهم الانتماء، لكنهم لن يطلبوا ذلك أبداً،
وإذا شعر المراهقون أن آباءهم ومعلميهم ينتقدونهم باستمرار، ويصدرون أحكاماً على كل خطوة من خطواتهم، فسوف يشعرون بعدم الانتماء لهم.
وهنا يمكن أن يفقد المراهقون القدرة على التمييز بين الصواب والخطأ، ويسعون للحصول على الدعم من آخرين قد لا يكونون الأفضل... ستمرّ هذه المرحلة في كل الأحوال، لكنها يمكن أن تنتهي بالحصول على دفعة إيجابية نحو مرحلة النضج... أو قد يتحول المراهقون بعدها إلى أشخاص بالغين؛ يعانون من الارتباك، وتدني تقدير واحترام الذات، والشعور بالحيرة والضياع.