أخبار اليوم - صفوت الحنيني - مع استمرار الدعم الأردني للقضية الفلسطينية، وفي ظل الموقف الذي اتخذته المملكة الرافض وبشكل قطعي ما يحدث في قطاع غزة، باتت الهجمات السياسية من حكومة الاحتلال تتزايد لإجبار الأردن على تغيير موقفه.
وزراء ومحللون سياسيون إسرائيليون شنوا هجمات غير مسبوقة على الأردن بعدما أعلنت الحكومة عن عدم نيتها بتوقيع اتفاقية الماء؛ بسبب استمرار العدوان الوحشي وغير مبرر على قطاع غزة.
العقيد السابق في الجيش المصري حاتم صابر قال ل "أخبار اليوم" إن الهجمة السياسية الإسرائيلية على الأردن هي أحد طرق العمليات النفسية الموجهة للرأي العام، والتي تهدف للتلويح باستخدام القوة حال الاعتراض على أهداف ونوايا إسرائيل مستقبلا.
وأوضح العقيد أن تهجير الفلسطينيين من الضفة للأردن هو خلاصة ما تنوي إليه الحكومة الإسرائيلية معللا ذلك بتفريغ القضية الفلسطينية من مضمونها.
وأكمل صابر حديثه لافتا إلى أن إسرائيل حذرت الأردن من عدم الانصياع لمطالبها، وفي حال رفضت، فإن استخدام القوة سيكون خيارا ممكنا لإجبار المملكة على ذلك.
المحلل السياسي الفلسطيني سليمان بشارات قال ل "أخبار اليوم" إن سبب الهجمة السياسية الإسرائيلية على الأردن يرتبط بعديد من المطلقات لعل أبرزها الموقف السياسي الأردني الواضح من الحرب على قطاع غزة.
ولفت بشارات إلى أن الأردن كانت من أولى الدول التي رفضت إدانة المقاومة الفلسطينية مدللا على تصريحات وزير الخارجية أيمن الصفدي الذي قال إن المقاومة الفلسطينية وحركة حماس هي جزء من الشعب الفلسطيني، والتي اُعْتُبِرَت نقطة مهمة جدا، وذلك كان مخالفا لطموحات حكومة الاحتلال بإزالة الشرعية عن المقاومة الفلسطينية.
بشارات أوضح أن الاحتلال ومنذ بداية الحرب الحالية في السابع من أكتوبر، حاول أن يشبه حركات المقاومة الفلسطينية ب "داعش" وباتت تتحدث عن ممارسات غير صحيحة وتنسبها للمقاومة، فيما حاولت أن تظلل الرأي العالمي.
وفي السياق ذاته، قال بشارات إن تلك هجمات جاءت لمحاولة إفشال الموقف الأردني الواضح بشأن موضوع التهجير، والذي بدأت فيه إسرائيل الحرب واضعتي إياه الهدف الأبرز المتمثل بتهجير سكان قطاع غزة إلى سيناء، في حين هذا الهدف قد اصطدم بمواقف رافضة، ولعل أبرزها الموقف الأردني.
وأكمل بشارات أن من أسباب تلك الهجمات الممنهجة على الأردن هو التحركات الأردنية الدبلوماسية سواء فيما يتعلق بعودة السفير الأردني من إسرائيل واستدعاء سفير المملكة من تل أبيب، فيما تعتبر مراجعة الاتفاقيات السابقة مثل الغاز والماء بين الطرفين أحد أهم تلك الأسباب أيضا.
وختم بشارات حديثة مدللا على أن الأردن شعر بالخطر حيال المخططات التي ترسم لها حكومة الاحتلال بحل القضية الفلسطينية على حساب الحقوق الأردنية.