أخبار اليوم - مع دخول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يومه الـ43، وبينما لا يزال الغزّيون صامدين رغم المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال يومياً في القطاع، والتي وصلت إلى حدّ اقتحام المستشفيات وتفريغها من المرضى والمصابين، يتحدث عضو المكتب السياسي في حركة "حماس"، ومسؤول العلاقات الدولية فيها، أسامة حمدان، حول خطوات الحركة حالياً، لاسيما السياسية، والمواقف الدولية من العدوان.
بداية كيف تتوقعون نهاية هذه الحرب؟
نهاية المعركة ستكون بانكسار جيش الاحتلال... ليس هناك أي مسار آخر يمكن أن تنتهي المعركة على أساسه، ويجب أن يفهم الجميع أن كل محاولات الكيان الصهيوني على مدى 75 عاماً لهزيمة الشعب الفلسطيني فشلت، ولن تتحقق ذلك اليوم. الشعب الفلسطيني اليوم أقدر وأوعى، ولذلك فإن نهاية هذه المعركة ستكون لصالح الشعب الفلسطيني إن شاء الله.
كيف تقيّمون المواقف السياسية الدولية في ضوء المتغيرات على الأرض واستمرار صمود الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية؟
الشعب الفلسطيني لا يزال حياً ومقاوماً ومتمسكاً بحقوقه
الوضع السياسي الإقليمي والدولي، هو وضع متحرّك ما قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول، وما حدث في ذلك اليوم أحدث إضافة نوعية، تتعلق بأن الشعب الفلسطيني لا يزال حياً ومقاوماً، ولا يزال متمسكاً بحقوقه، ولا شك أن ذلك سيترك أثراً على كل الترتيبات التي كان يجري الحديث عنها قبل 7 أكتوبر... وبالتأكيد لن تكون كما كان الأمر في السابق.
إذا تحدثنا عن الجانب السياسي وطريقة إدارة حركة "حماس" لعلاقاتها الخارجية في هذا التوقيت، فماذا تقول؟
هناك جهود واتصالات سياسية تجريها حركة "حماس" على الصعيدين الدولي والإقليمي. هذه الجهود شملت عدداً كبيراً من الدول، وركّزت فيها الحركة على مسألتين، الأولى هي ضرورة وقف العدوان على الشعب الفلسطيني، والثانية هي ضرورة إنهاء الحصار على قطاع غزة.
أما في ضرورة وقف العدوان فالأمر يتعلق بوقف الاعتداءات على المسجد الأقصى والقدس، وأيضاً وقف الاستيطان، وأي عمليات عسكرية في الضفة وغزة ضد الشعب الفلسطيني، وإنهاء الحصار على قطاع غزة.
نأمل أن تجد قرارات القمة العربية الإسلامية طريقها للتنفيذ
كيف تنظرون إلى مواقف الدول العربية مما يحدث في قطاع غزة، وهل تعتقدون أن تلك المواقف، كفيلة بوقف العدوان الإسرائيلي؟
الحقيقة، الرفض العربي لقضية تهجير أبناء غزة كان أمراً مُقدراً من قبل حركة "حماس"، ونحن نعتقد أن هذا الموقف يجب أن يُعَزز، بمعنى أن لا يقف عند حدود الرفض، وإنما يتعداه إلى حدود الدعم لصمود ثبات الشعب الفلسطيني على أرضه، ودعمه ليستطيع استعادة حقوقه... وأنا أعتقد أن ما صدر عن القمة العربية (والإسلامية في العاصمة السعودية الرياض)، وإن كانت تعوزه الآليات العملية، جيد. وأن تصدر قرارات عن القمة العربية والإسلامية، تتكلم عن ضرورة وقف العدوان وكسر الحصار وإدخال الإغاثة، لا شك أنها خطوة تسير في الاتجاه الصحيح. ونحن نأمل أن تجد الخطوة طريقها للتنفيذ العملي.
هل هناك تواصل مع أي من الدول من أجل تقديم المساعدات الإغاثية؟
هناك دول عديدة أبدت استعدادها لدعم الشعب الفلسطيني وإرسال إغاثة، بل إن هناك مئات الشاحنات المتوقفة على معبر رفح البري، تحمل إغاثة إنسانية من العديد من الدول والمؤسسات… ونحن نعتقد أن فتح المعبر سيجعل الكثير من الدول والمؤسسات أكثر استعداداً لتقديم المزيد، بحيث تضمن أن هذه المساعدات تدخل ولا يعطّلها الجانب الإسرائيلي على المعبر من خلال التهديد بقصفه أو قصفها (المساعدات) عملياً كما حصل.
المطلوب تثبيت الفلسطينيين على أرضهم
كيف ترون مسألة إرسال المستشفيات العائمة، في ظل الحديث حول احتمالية أن تكون هذه الخطوة مقدمة لترحيل الغزّيين إلى الخارج؟
وصول السفن الصحية أمر مفيد للشعب الفلسطيني، ولكن إذا كنا نتكلم عن تثبيت الشعب الفلسطيني على أرضه فإن الأولى أن تصل هذه السفن إلى ميناء غزة أو أن تنقل المعدات الموجودة على هذه السفن، على شكل مستشفيات ميدانية على أرض فلسطين، لأن المطلوب تثبيت الفلسطينيين على أرضهم، والمطلوب إحباط أي فرصة يمكن للإسرائيلي محاولة استغلالها… الجهود التي تبذل في مجال الإغاثة الصحية هي جهود مقدرة، نأمل أن تُستكمل بأن تكون هذه المستشفيات على شواطئ غزة أو على أرض غزة.
في مقابل موقف الولايات المتحدة الأميركية الداعم لإسرائيل، هناك مواقف لدول أخرى تطالب بوقف العدوان على قطاع غزة وإعطاء الفلسطينيين حقوقهم المشروعة، وعلى رأسها الموقف الروسي والصيني… هل تعتقد أن تلك المواقف ستؤدي إلى نتيجة إيجابية؟
الموقف الروسي كان موقفاً مُديناً للعدوان ورافضاً لقتل المدنيين. وموقف روسيا أيضاً رفض إدانة المقاومة، وكذلك موقف الصين، وهو موقف أكد على ضرورة وقف إطلاق النار، وأنه لا حل سوى إعطاء الفلسطينيين حقوقهم.
الموقف الروسي والصيني في هذا الاتجاه كان موقفاً مهماً، وأكد أن الولايات المتحدة الأميركية تستطيع دعم الكيان الصهيوني، ولكن لا تستطيع ولا تملك فرض إرادتها على الشعب الفلسطيني، ولا تستطيع أيضاً فرض إرادتها على المجتمع الدولي وعلى المؤسسات الدولية. وهذا الأمر تبيّن بوضوح نتيجة الموقف الروسي والصيني، والذي نقدّره ونأمل أن يأخذ أدواراً أعمق في وقف العدوان على الشعب الفلسطيني وإعطائه حقوقه من خلال المجتمع الدولي.
إلى أي حد وصلت مفاوضات الأسرى مع الجانب الإسرائيلي؟
"حماس" أبدت كل مرونة في موضوع المحتجزين والأجانب، ولكن ما يُعطل ذلك هو الجانب الإسرائيلي. فهو لا يزال يعرقل كل جهود الوساطة ويراوغ فيها، وهو الذي يتحمل المسؤولية الناشئة عن ذلك، وما قد يترتب عليها من وفيات في صفوف هؤلاء، نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.
العربي الجديد