أخبار اليوم - صفوت الحنيني - احتلال غاشم، لا يٌفرق بين رجل ورضيع، ولا يعرف معنى الإنسانية لا من قريب ولا من بعيد، فكيف له أن يقصف مرافق خدمية ومنازل المدنيين، وأن لا يقصف المستشفيات في غزة؟.
استنكار عربيٌ ودولي، للاعتداءات الوحشية المستمرة من قِبل الاحتلال على مستشفيات القطاع، بدأها بالمعمداني مروراً بالقدس والشفاء، وأكملها بالمستشفى الميداني الأردني.
المحلل السياسي الفلسطيني سليمان بشارات قال لـ "أخبار اليوم" أنه من الواضح أن الاحتلال الإسرائيلي بدأ يتخبط إلى حد بعيد في التعامل مع قطاع غزة، ويحاول بكل السبل والوسائل لإحداث إرباك ميداني وسياسي داخل القطاع.
وأوضح بشارات أن المستشفى الميداني الأردني معروف إحداثيته داخل القطاع، نظراً بأن القوات المسلحة الأردنية قد أنزلت مساعدات طبية له؛ مما يعني أن لا مجال للخطأ، ولو بجزء بسيط جداً.
وبيّن بشارات أن الاستهداف للمستشفى الميداني الأردني جاء ضمن إطارين مختلفين، أولهما هو نتيجة حالة التخبط الإسرائيلي وعدم الحصول على أي أهداف ميدانية يجعله يبحث في كل مكان داخل القطاع عن أهداف، أما الجانب الآخر فهو من الممكن أن تكون هناك رسائل سياسية ومحاولة الضغط على الأردن لتغيير سياسته، خصوصاً أن المواقف السياسية الأردنية كانت واضحة منذ بداية الحرب التي ترفض الطروحات الإسرائيلية، مدللاً على تصريحات وزير الخارجية أيمن الصفدي التي كانت أكثر وضوحاً.
بشارات أردف أن من الممكن أن تكون تلك الرسالة لإحراج الأردن من الناحية الميدانية من خلال ادعاء الاحتلال أن هنالك أهدافاً للمقاومة قريبة من المستشفى الأردني، ليسمح للاحتلال باتهام الأردن على توفيره الحماية للمقاومين الفلسطينيين الذي يعتبر ذلك الادعاء عارياً عن الصحة.
من جانبه قال العقيد السابق في الجيش المصري حاتم صابر لـ "أخبار اليوم" أن الاعتداء الذي تعرض له المستشفى الميداني الأردني في غزة هو رسالة تحذيرية ضمنية في العمق الأردني في حالة الاعتراض على تهجير الفلسطينيين في الضفة الغربية إلى الأردن.
واعتبر العقيد صابر أن تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الأردن، بمثابة المرحلة الثانية من مراحل التخطيط الإسرائيلي بعد الانتهاء من المرحلة ومحاولة تهجير سُكان قطاع غزة إلى مثلث رفح كما هو مخطط منذ عام 2011.