ذُكر في سبب إطلاق لقب الفاروق على عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ما وقع منه في حادثة إسلامه؛ فحين خرج عمر بن الخطاب لقتل رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- سمع أنّ أخته وزوجها قد أسلما، وكان زوجها ابن عمه.
فذهب عمر بن الخطاب إلى أخته وضربها لإسلامها، فقالت له: "يا عمر اسمع أولًا الكتاب الذي آمنا به بعد أن سمعناه، فإن لم يعجبك فاقتلنا"، فوافق عمر على ذلك، فقرأوا عليه من سورة طه. فأنصت عمر لما سمع من القرآن الكريم، ثمّ أجهش بالبكاء، ومن هنا كان إسلام عمر بن الخطاب وإيمانه برسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- والكتاب الذي بُعث به.
وكان شديد الاعتزاز بفداءه لرسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وللدين الإسلامي؛ ولهذا أُطلق عليه لقب الفاروق، وكان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- حين يُسأل عن سبب تسميته بالفاروق يروي قصة إسلامه، وكان رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- هو من أسماه بالفاروق؛ لأنّ الله -تعالى- فرّق به بين الحق والباطل.
لقب عمر بن الخطاب بأمير المؤمنين
كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أول من لُّقب بأمير المؤمنين، وقد أُطلق عليه هذا اللقب بعد وفاة أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-، والسبب في ذلك هو أنّ أبا بكر الصديق كان يُلقّب بخليفة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-.
أما عمر فسيكون خليفة خليفة رسول الله، وهكذا، فخوفًا من أن تكثر الإضافات أُطلق على عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أمير المؤمنين، وهو لفظ يُطلق على كل من يتولّى الإمارة على المؤمنين.
مكانة عمر بن الخطاب في الإسلام
كان لعمر بن الخطاب -رضي الله عنه- مكانة رفيعة في الإسلام، حيث كان في إسلامه عزًّا للمسلمين، وقد قال ابن عبد البر: "كان إسلامه عِزّاً ظهر به الإسلام بدعوة النبي -صلى الله عليه وسلم-"، ووصف ابن مسعود ذلك بقوله: "ما زلنا أعزّة منذ أسلم عمر".
وكان رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- يدعو الله أن يُعزّ الإسلام بعمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وكان ذلك قبل إسلامه.
وكان إسلام عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- سببًا في إعلان الشعائر الإسلامية بعدما كانوا يخفون ذلك عن المشركين خوفاً من بطشهم، حيث ذكر صهيب بن سنان أنّه: "لما أسلم عمر -رضي الله عنه- ظهر الإسلام، ورددنا إليه عَلاَنية، وجلسنا حول البيت حِلَقاً، وطُفنا بالبيت، وانتصفنا ممّن غلظ علينا، ورددنا عليه بعض ما يأتي به".