تتجسد المواقف والثوابت الأردنية حيال الأهل في غزة على أرض الواقع بإجراءات يعيشها ويلمسها المواطنون في غزة متعددة، على صعد مختلفة، ويعد المستشفى الميداني الأردني في غزة الذي أنشئ بتوجيهات ملكية من جلالة الملك عبد الله الثاني عام 2009 من أهم أوجد السند الأردني لمن يبحثون في زحام الأحداث التي يعيشونها عن كتف يستندون اليه تحديدا في الجانب الصحي والطبي.
أمس الأول، صرح مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية -الجيش العربي، أنه وبتوجيهات ملكية سامية، قامت طائرة تابعة لسلاح الجو الملكي، بإنزال مساعدات طبية عاجلة للمرة الثانية بواسطة مظلات للمستشفى الميداني الأردني غزه /76، جاءت عملية الإنزال بالتعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر الشقيقتين، لتعزيز وتطوير إمكانيات المستشفى وزيادة قدرة الكوادر الطبية في تقديم خدمات صحية وعلاجية للتخفيف عن الأهل في قطاع غزة، لتأتي هذه الخطوة استمراراً لجهود المملكة الأردنية الهاشمية بالوقوف بجانب الأشقاء في ظل الحرب على قطاع غزة، فيما أكدت القوات المسلحة أن المستشفى مستمر في عمله رغم ما يعانيه المستشفى من أوضاع صعبة نتيجة للقصف الاسرائيلي المتواصل على القطاع.
أداء مستمر من نشامى المستشفى الميداني، ومضي في درب الإنسانية والعطاء في ظل ظروف صعبة، بل الأصعب، بإصرار على ان يبقى "الميداني الأردني" سندا للأهل في غزة بأكثر متطلبات الحياة اليوم حاجة، المتعلقة بالجانب الصحي والطبي، ماضون بتنفيذ توجيهات جلالة الملك بخدمات طبية واستقبال المرضى والجرحى، بمعنويات عالية وسواعد النشامى التي طالما امتدت للأهل في فلسطين وغزة، ماضون في هذا الدرب بروح وطنية مثالية.
جريدة "الدستور" عاشت يوما مع نشامى المستشفى الميداني أمس من خلال حديث هاتفي قائد المستشفى الميدان الأردني/ 76 في غزة، العقيد الركن ثائر الخطيب، متحدثا عن الإنزال الثاني وأهميته من مساعدات ومستلزمات وأهمية المواد التي وصلت للمستشفى، في ظل الظروف الصعبة جداً والتي يعيشها قطاع غزة لليوم السابع والثلاثين على التوالي ومع انقطاع الإمدادات وشح الموارد، وفي سبيل الاستمرار بتقديم خدمة صحية متميزة.
وكشف العقيد الركن الخطيب في حديث هاتفي خاص لـ"الدستور" أن القوات المسلحة الأردنية وبتوجيهات من جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه تمكنت مساء أمس الأول وتحديداً الساعة 11 ليلاً من تزويد المستشفى بالدفعة الثانية من الإنزال الجوي من خلال إسقاط 3 مظلات، وتحتوي كل مظلة على مواد طبية وأدوية ومستلزمات أساسية، وهذه المظلات مزودة بنظام الـGBS تسقط على موقع محدد مسبقاً، وهو بالمناسبة نفس الموقع الذي تم إسقاط الطرود السابقة عليه، يحتوي كل طرد على تقريباً ألف كيلو غرام من المواد.
واقع عمل المستشفى الميداني، ومعنويات مرتباته، وقدرته الاستيعابية، وعدد الحالات التي استقبلها منذ الخامس من الشهر الحالي، وأهمية المواد التي استقبلها المستشفى في الإنزال الثاني، وتفاصيل هامة نقرأ تفاصيلها في الحوار التالي نصه مع قائد المستشفى الميداني الأردني 76 في غزة، العقيد الركن ثائر الخطيب.
الإنزال الثاني كل طرد يحتوي على ألف كيلو غرام من المواد.
الإنزال الثاني الذي حمل المساعدات الطبية والإغاثية التي وصلت أمس الأول للمستشفى، ما هي أهميتها ومدى الحاجة لها؟
* العقيد الركن الخطيب: فيما يخص عملية التزويد الجوي، في ظل الظروف الصعبة جداً والتي يعيشها قطاع غزة لليوم السابع والثلاثين على التوالي ومع انقطاع الإمدادات وشح الموارد، وفي سبيل الاستمرار بتقديم خدمة صحية متميزة، فقد تمكنت القوات المسلحة الأردنية وبتوجيهات من جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه مساء أمس الأول وتحديداً الساعة 11 ليلاً من تزويد المستشفى بالدفعة الثانية من الإنزال الجوي من خلال إسقاط 3 مظلات، وتحتوي كل مظلة على مواد طبية وأدوية ومستلزمات أساسية، وهذه المظلات مزودة بنظام الـGBS تسقط على موقع محدد مسبقاً، وهو بالمناسبة نفس الموقع الذي تم إسقاط الطرود السابقة عليه، يحتوي كل طرد على تقريباً ألف كيلو غرام من المواد. && أهمية المواد في الإنزال 2. * الدستور: ما هي أهمية هذه المواد؟. * العقيد الركن الخطيب: أهمية هذه المواد تأتي نظراً للحاجة الماسة لها للاستمرار بتقديم الخدمات الطبية المميزة للجرحى والمصابين، خاصة مع حاجة أولئك المرضى لتلك الأدوية والعلاجات، والتي كانت قد شارفت كمياتها على الانتهاء في ظل الغارات الجوية والعمليات المستمرة والمكثفة والأعداد الكبيرة من الجرحى والمصابين، وبعد وصول الدفعة الأولى من عملية التزويد وترتيبها في الصيدلية والمستودعات وتفقدها من قبل المختصين من أطباء وصيادلة، ظهرت الحاجة إلى تزويدنا ببعض الأدوية والمستلزمات الطبية والتقطت القوات المسلحة والحكومة في المملكة الأردنية الهاشمية الرسائل التي كانت قد صدرت من المجتمع المحلي في قطاع غزة والذين أشادوا بالمستوى العالي من التنسيق والاحترافية في التنفيذ من خلال الإنزال رقم 1، وإعطائهم بصيص من الأمل أن تتكرر مثل هذه العملية سواء من الأردن أو من بلدان أخرى في سبيل إسقاط بعض المساعدات والمواد الإنسانية إلى قطاع غزة، التقطت الرسائل وتجاوبت سريعاً وتمكنت قواتنا المسلحة من تكرار العملية في أقل من أسبوع. && موقع "الميداني" لم يتغير. * الدستور" ما ردكم على الأحاديث المنشورة على السوشال ميديا أنه تم نقل المستشفى إلى رفح؟. * العقيد الركن الخطيب: فيما يخص المعلومات بخصوص نقل موقع المستشفى وتحديداً إلى مدينة رفح، أود أن أؤكد بأن دور المستشفى منذ أن تأسس عام 2009 في القطاع، في مدينة غزة وبالتحديد في منطقة تل الهوى، هو موقع قديم جديد وباقي حتى تاريخ هذه اللحظة منذ تأسيسه عام 2009 كان مسانداً للقطاع الطبي في علاج المرضى والمصابين. ونحن ما زلنا مصرين على البقاء بجانب إخواننا في قطاع غزة إلى أن تنتهي هذه الحرب بأسرع وقت بإذن الله، وأود أن أطمئن الشعب في غزة بأن مرتبات المستشفى الميداني الأردني حريصين على إيصال الرسالة الإنسانية السامية لقواتنا المسلحة بالوقوف إلى جانب كل مكلوم وكل مصاب أينما كان، سواء في البلدان العربية والإسلامية وباقي دول العالم، وبالأخص الأخوة في فلسطين الحبيبة وقطاع غزة بشكل خاص، والذين لا نعتبرهم دولة أخرى، نحن دولة واحدة وشعب واحد وتربطنا علاقات وتاريخ كبير ينادي فيه دائماً جلالة قائدنا الأعلى، والأمثلة شاهدة في هذا الاتجاه. && نسب شفاء عالية بأدوية نوعية. * الدستور: هل المستشفى الميداني مستمر بعمله وفقاً لقدرته الاستيعابية أم تم زيادة قدراته بعد وصول المساعدات الإغاثية؟ * العقيد الركن الخطيب: فيما يخص الطاقة الاستيعابية للمستشفى، نحن كحال أي مستشفى ميداني، المستشفيات الميدانية هي تؤسس بحيث تكون رافدا ومساندا للقطاع الصحي في المكان الذي تتواجد فيه، قدرتها الاستيعابية عادة ما تكون محدودة، المستشفى الموجود لدينا حالياً نتيجة أعمال القصف والقريبة من موقع المستشفى نسبياً، فقد تضررت بعض أطراف المستشفى من نوافذ وأبواب وأسقف معلقة حدت من القدرة الاستيعابية للمستشفى، استحدثنا بعد بدء العمليات العسكرية قسما خاصا لدخول المرضى يتسع لعشرين سريرا، حالياً متواجد لدينا 11 مريضا، وحسب رأي الأطباء هناك 7 من المرضى سيغادرون المستشفى خلال يوم أو يومين، حالتهم تماثلت للشفاء ولله الحمد. والأدوية التي تم تزويدنا بها خلال الأسبوع الماضي وخاصة أدوية الحروق ساهمت بشكل كبير في تسريع علاج المصابين وهم تحت مسمى حرب أو ناتج عن أعمال القصف المباشرة أو غير المباشرة، الحمد لله أنا التقيت بأحد المصابين كانت نسبة الحروق في جسمه 60 بالمائة لم أصدق بأنه كان مصاباً، لأن نسبة شفاؤه تتجاوز 95 بالمائة، والأدوية التي جاءتنا حسب الأطباء هي أدوية نوعية مهمة ولها فائدة كبيرة في علاج المصابين ولله الحمد لله. && عدد الحالات. * الدستور: كم عدد حالات العلاج بالمستشفى منذ بداية الحرب ولغاية اليوم؟ * العقيد الركن الخطيب: فيما يخص أعداد الحالات، خلال الأسبوع الأخير من 5 وحتى 11/11/2023 استقبلنا ما مجموعه 817 حالة، منها 712 حالة روتينية راجعت العيادات المختلفة، و102 حالة راجعت عيادة الطوارئ تم تصنيفها كإصابات حرب نتيجة أعمال القصف من حروق وشظايا وجروح، وتم إدخال 3 حالات جديدة إلى قسم الدخول لدينا، الآن قسم الدخول متواجد فيه 11 حالة، جميع الحالات ناتجة عن إصابات الحرب. && نطمئن جلالة الملك نحن بخير والمعنويات عالية. * الدستور: هل يمكن وضعنا بصورة أوضاع مرتبات المستشفى الميداني، ومعنوياتكم؟. * العقيد الركن الخطيب: من منبركم الكريم، أود أن أطمئن جلالة قائدنا الأعلى والقيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية والأهل والأحبة في الوطن الغالي بأن جميع مرتبات المستشفى بخير وصحة ومعنويات عالية، ومصرين على وقوفهم بجانب الإخوة والأشقاء في قطاع غزة وتقديم يد العون والمساعدة لهم إلى أن تنتهي هذه الحرب، كما أننا حريصون على إيصال الرسالة الإنسانية النبيلة والتي تنادي بها قواتنا المسلحة وترسل المستشفيات الميدانية إلى مختلف أقطار العالم سواء كانت عربية أو إسلامية أو أي دولة أخرى، لتلك المستشفيات الميدانية من الأثر الكبير في التخفيف من آلام المصابين. الدستور