صفوت الحنيني - باتت أيام رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو معدودة، جاء ذلك بعد تحمله المسؤولية الكاملة عما حدث في السابع من أكتوبر وما تلاه من أحداث.
غليان، مطالبة بالتنحي، صراعات داخلية، هكذا يبدو الشارع العام داخل الأراضي المحتلة في ظل استمرار تلقي الخسائر والصدمات على يد المقاومة الفلسطينية، بالإضافة لعجز حكومي على تلبية مطالب الشارع هناك.
لعل أبرز تلك المطالب هو الإفراج عن الأسرى، الذين تمكنت فصائل المقاومة من أسرهم، وتستخدمهم كورقة هامة للإفراج عن كافة الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال، والذي أعلنته بشكل واضح وصريح.
مظاهرات عارمة في الداخل المحتل
مع استمرار العجز الحكومي للاحتلال شهدت "تل أبيب" العديد المظاهرات التي تطالب نتنياهو بالموافقة على عقد صفقة تبادل مع حماس، للإفراج عن نحو 250 أسيرا تمكنت الحركة من أسرهم منذ بدء عملية "طوفان الأقصى".
مقر إقامة نتنياهو في القدس لم يسلم من المظاهرات التي خرجت تطالبه بالاستقالة من منصبه، وتتهمه بالمسؤولية عما جرى، بالإضافة للفشل الذريع الذي ألحقته المقاومة بحكومته.
66 بالمئة من "الإسرائيليين" يطالبون رئيس الوزراء بتقديم الاستقالة من منصبه، وجاء ذلك من خلال استطلاع للرأي العام داخل الأراضي المحتلة للوقوف على أسباب الفشل الكامل لحكومة الاحتلال منذ ذلك اليوم حتى اليوم.
ما قبل الحرب
قال المحلل السياسي الفلسطيني سليمان بشارات ل "أخبار اليوم" أن قيام الشارع في الداخل المحتل على نتنياهو يرتبط بالعديد من العوامل منها ما قام به نتنياهو ما قبل الحرب لمحاولته لتغيير البنية التحتية للمؤسسات التي تمس النظام الهيكلي لدولة الاحتلال، وعلى وجه الخصوص ما أطلقه عليه بالإصلاحات القضائية الذي أسفر عنه حالة انشرادية وانعدام الثقة ما بين الشارع الإسرائيلي وحكومة نتنياهو.
وأوضح بشارات أن نتنياهو كان واضحا جدا في شأن جزء من التغييرات والإصلاحات القضائية، والتي كانت واضحة بأنها محاولة لحماية مستقبله السياسي من المحاكمة وتهم الفساد التي تلاحقه، في حين كان نتنياهو قد حاول بأن يعزز كافة خيوط المؤسسات منها السياسية والاجتماعية والعسكرية، وأن يكون هو المرجع الرئيسي لذلك.
مع بداية طوفان الأقصى
بشارات بين أن منذ انطلاق ما يسمى ب "طوفان الأقصى" كانت قد دفعت الشارع الإسرائيلي باعتبارها فرصة لإظهار مدى اللوم على حكومة نتنياهو، وعلى رئيسها بشكل أخص.
وأكمل بشارات بأن الشارع الإسرائيلي كان متخوفا بشأن دخول حرب، وذلك لانعدام الثقة بين أركان حكومة على جميع المستويات الأمر الذي دفع نتنياهو عن إعلان تشكيل حكومة حرب لكي لا يكون الضحية الوحيدة في هذا الفشل.
حياة الأسرى في خطر
وقال بشارات إن الشارع الإسرائيلي أصبح قلقا أكثر من أي وقت مضى على حياة الأسرى المتواجدين بقضية المقاومة الفلسطينية في غزة، بسبب استمرار جيش الاحتلال بتعريض حياتهم للخطر من خلال الضربات المتوالية وبكافة الطرق على القطاع.
ونوه بشارات على أن التصريحات التي أدلها بها القادة السياسيون لدى الاحتلال على أنهم لا يهتمون لحياة الأسرى أبقى حالة القلق والخوف داخل المجتمع الإسرائيلي والخوف على مصير أبنائهم، لافتا على أن وللمرة الأولى يخرج أهالي الأسرى ومنذ اليوم الأول من الحرب، ويطالبون بعقد صفقة تبادل مع حركات المقاومة الفلسطينية.
انقسام داخلي
المحلل السياسي بشارات لفت إلى أن الشارع الإسرائيلي لم يعد كما كان في السابق، بمعنى أنه لم يكن متوحدا على هدف واحد بدلا من عدم ثقته بالقيادة السياسة العسكرية والسياسية بسبب الهزيمة في السابع من أكتوبر.
المعارضة الإسرائيلية لم تكن منصهرة بشكل تام مع المستوى الرسمي في ظل الحرب، وذلك من خلال التصريحات التي أدلها بها مسؤول إسرائيلي، والتي قال بها "إسرائيل لم تعد مكانا آمنا للعيش فيها ما لم يعد الأسرى إلى بيوتهم.
مستقبل نتنياهو السياسي
أوضح بشارات أن المستقبل السياسي لنتنياهو شارفت على الانتهاء، مشيرا أن إطالة الحرب في غزة هي محاولة من نتنياهو للبحث عن أي هدف يحققه ميدانيا، ليحافظ على أي فرصة ممكن لمستقبله السياسي.
وختم بشارات حديثة بأن ما يحدث من تراشق للاتهامات ما بين السياسيين والقادة الإسرائيليين، مما يعجل باستقالة نتنياهو في ظل استمرار الحرب، أو بعد نهايتها.