سهم محمد العبادي
لم يصل أي شريك في حرب الإبادة من الدول الغربية إلى دولة الاحتلال إلا وأعلن رسميا موقف بلاده الداعم ووضع كافة الإمكانات والمساعدات حتى العسكرية منها تحت تصرفهم، بل وزادت الوقاحة إلى أقصى درجاتها بقيام مسؤول غربي تبرع بدمه للمصابين من جيش الاحتلال، وهذه لها دلالات وإشارات عديدة.
ورطة الاحتلال في غزة كبيرة بعد أكثر من ثلاثين يوما، وتزداد يوما بعد يوم خصوصا مع زيادة خسائرهم العسكرية والاقتصادية، وأن كيانهم المصطنع أصبح بأكمله تحت نقمة صواريخ القسام؛ وإطالة أمد الحرب يعني بداية انهيار كيانهم.
للتذكير، فإن البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر فيهما حاملات للطائرات وغواصات وبحسب بعض المصادر، فإن بعضها شارك بقصف غزة وأهلها في أكبر حرب أممية عالمية على غزة، ناهيكم عن وجود جيوش مرتزقة من شتى الدول الغربية.
ما سبق يوضح الموقف الغربي من الحرب على غزة وحالة التحكم بالأمم المتحدة ومجلس الأمن لصالح الاحتلال.
بالمقابل، نجد كثيرا من مواقف الدول العربية التي ترتبط مع غزة، وكل فلسطين والأمة العربية بالدم والدين والمصير تبدو مواقفها خجولة جدا، بعض هذه الدول العربية لم نسمع عن أي حراك سياسي أو شعبي نهائي نصرة لغزة، والبعض الآخر اكتفى بتصريحات لوزير خارجيته وانتهى الأمر، والقسم الآخر يشاهد ويصرح ويسمح بمظاهرة واحدة أسبوعيا محددة الزمان والمكان، ودول لا تتعدى أصابع اليد الواحدة تعمل وتطالب، ولكن لم نسمع موقفا صريحا وواضحا إلا من دولة أو اثنتين.
في الأيام القادمة سيكون قد مر على إبادة غزة وأهلها أو الحرب العالمية على غزة أربعون يوما وعندها ستجتمع الأمة العربية في مؤتمر قمة طارئ، تخيلوا سيكون بعد مرور أكثر من عشرة آلاف شهيد وثلاثين ألف جريح بخلاف المفقودين والدمار الشامل.
المواطن العربي (من يهمه أمر غزة) غير متفائل بهذه القمة كونها لن تتعدى عن قرارات أقرب للنداءات من حيث المطالبة بوقف الحرب ولن تقف، كذلك المطالبة بإدخال المساعدات الإغاثية بصورة عاجلة، ولن تدخل إلا بموافقة الاحتلال، وأيضا التأكيد على حل الدولتين والاحتلال لا يؤمن إلا بدولته الكبرى، وكذلك إنشاء صندوق لإعادة إعمار غزة (بس ينور الصوان) والتأكيد على رفض التهجير، وهذه ستكون أبرز مخرجات القمة التي لن يطبق منها شيء.
أنا كمواطن عربي، مطالبي تتلخص بالعودة إلى المربع الأول في صراعنا مع الاحتلال وجيشه الهش، وأيضا دعم الفلسطينيين بكافة فصائلهم من أجل المقاومة ورفع شعار التحرير، تحرير فلسطين كل فلسطين.، مثلما أجزم أن هنالك أوراق ضغط عربية يمكن استخدامها (إذا كان هناك نية) في وقف العدوان.
دولة الاحتلال هي دولة عدوة لنا ولمستقبلنا، وتهدد وجود الوطن العربي بأكمله وغزة تدفع ثمن هذه المقاومة كونها رأس الرمح.
المجد للمقاومة، وأتمنى أن يزول الخجل الرسمي العربي ليرى العدو أنيابنا عوضا عن حمرة خدودنا.