أكد رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز اليوم الأحد، أهمية إجراء الحوارات مع طلبة الجامعات، حول مختلف القضايا الوطنية والتحديات التي واجهت الأردن منذ تأسيس الدولة الأردنية عام 1921، وما يواجهه اليوم، وذلك للتعامل بواقعية حول ما يجري في الإقليم وانعكاساته على الأمن الوطني، والأمن السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
جاء ذلك خلال ترأسه اجتماعا عقدته لجنة التربية والتعليم في مجلس الأعيان بحضور رئيسة لجنة التربية والتعليم العين محاسن الجاغوب وأعضاء اللجنة، ورؤساء الجامعات الأردنية الرسمية والخاصة، لبحث دور الجامعات في تمكين الشباب والاستماع لآرائهم حيال مختلف القضايا والتحديات الوطنية.
وأشار الفايز إلى أن الأردن دولة قوية بسبب حكمة وقوة جلالة الملك عبدالله الثاني وحنكته السياسية ووعي شعبنا الأردني ومنعة قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية وإنجازاته الكبيرة بمختلف المجالات، على مدى مئة عام من عمر المملكة، وسيبقى الأردن قويا راسخا وشامخا مرفوع الرأس مهما كانت التحديات.
وبين أن ما يجري في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة من مجازر يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وذهب ضحيتها استشهاد وإصابة عشرات الآلاف من الأطفال والنساء والأبرياء، هي جرائم حرب وإبادة جماعية، تجري أمام صمت المجتمع الدولي.
وقال الفايز إن مواقف جلالة الملك ثابتة تجاه القضية الفلسطينية، وهي مواقف وطنية وعروبية، وهناك تناغم بين الموقفين الشعبي والرسمي، وهذا الموقف عبر عنه جلالة الملك في خطابه بالأمم المتحدة ومؤتمر القاهرة للسلام، ومن خلال المقابلة التي أجرتها جلالة الملكة رانيا العبدالله عبر شبكة "سي ان ان" الأميركية، وخطاب وزير الخارجية في الأمم المتحدة، وقرار استدعاء السفير الأردني في "إسرائيل"، والطلب بعدم عودة السفير الإسرائيلي إلى عمان.
وأشار إلى الجهود والمساعي التي يقوم بها جلالة الملك عبدالله الثاني، على المستويين الإقليمي والدولي، لوقف العدوان الإسرائيلي وتمكين المساعدات الإنسانية والطبية من الوصول إلى قطاع غزة.
وندد بالحملات الشرسة والمشبوهة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، التي تستهدف النيل من مواقف الأردن القومية والعروبية، وتسعى إلى زعزعة نسيجنا الاجتماعي المتماسك، وتسيء بالوقت ذاته لأجهزتنا الأمنية وقواتنا المسلحة، وهو يتطلب من الجميع التصدي لها، والالتفاف خلف جلالة الملك عبدالله الثاني، في دفاع جلالته عن ثوابتنا الوطنية والقضية الفلسطينية ومحاولات التهجير القسري للشعب الفلسطيني، وتأكيد جلالته المطلق على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة والتخلص من الاحتلال الإسرائيلي.
وطالب الفايز بموقف عربي قوي يدعم جهود الأردن في مواجهة العدوان الإسرائيلي، ويمكنه من تحمل تبعات مواجهة العدوان الإسرائيلي الغاشم، مؤكدًا أن الأردن ما زال يدفع الثمن الأغلى بسبب مواقفه بقيادة جلالة الملك تجاه القضية الفلسطينية، وحق الشعب الفلسطيني بالحرية والحياة والاستقلال، وداعيا إلى التعامل مع التحديات الوطنية بعقلانية، فقوة الأردن قوة لفلسطين.
وأكد رئيس مجلس الأعيان ضرورة وضع استراتيجية وطنية تمكننا من مواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية، وتعمل على تحصين الشباب من الحملات المشبوهة، وتعزز قيم الولاء والانتماء لديهم، للوطن وقيادته الهاشمية.
من جهتها، تحدثت رئيسة لجنة التربية والتعليم العين محاسن الجاغوب، عن أهمية دور الجامعات التي تُعتبر الحاضنة التربوية الأكثر قربًا من الشباب، ولها دور كبير في تمكين الشباب وترسيخ مفهوم المواطنة الحقيقية لديهم، إلى جانب رفع مستوى وعيهم حيال مختلف القضايا الوطنية.
وأشارت إلى أن اللجنة حرصت على عقد اللقاء مع رؤساء الجامعات الأردنية باعتبار الجامعات تحتضن عقولا وطنية وبيوت خبرة، تعمل على تسليح الشباب فكريًا وعلميًا وتزويدهم بمختلف المعارف والمهارات والعلوم، التي من شأنها أن تُشكل الأساس الذي ينطلقون منه إلى حياتهم العامة.
وتحدثت العين جاغوب عن أهمية إطلاع طلبة الجامعات على الدور الكبير الذي يقوم به جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله وولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، على صعيد خدمة القضايا العربية العادلة.
وأكدت أن اللجنة بصدد تنفيذ زيارات ميدانية إلى مختلف الجامعات الوطنية، من أجل لقاء الطلبة وتوعيتهم سياسيًا والاستماع لآرائهم حيال مختلف القضايا والتحديات الوطنية، ولفتت إلى أهمية دمج الشباب في مختلف الأنشطة من أجل إطلاق العنان لطاقتهم وقدراتهم خدمة للوطن وقضاياه.
بدورهم، تحدث الأعيان عن أهمية عقد لقاءات متكررة بين رجال الدولة وطلبة الجامعات، لما لها أهمية في توسيع الآفاق الفكرية للطلبة، ورفع مستوى الوعي لديهم حيال مختلف القضايا الوطنية.
من جهتهم، تحدث رؤساء الجامعات حول أهمية الأنشطة المختلفة، التي تنظمها الجامعات في سبيل التمكين السياسي لطلبتها، وعلى رأسها الوقفات التضامنية مع الشعب الفلسطيني، التي جاءت في أغلبها بمبادرة من الطلبة أنفسهم.
ودعوا إلى تبني ما يسمى بـ"استراتيجية الفعل والمُبادرة"، بدلًا من "استراتيجية رد الفعل"، حيال مختلف القضايا، لا سيما وأن العالم أصبح يعيش مؤخرًا أحداثا متسارعة، وهو ما يدعو إلى تأهيل الطلبة وتمكينهم في سبيل مواجهة التحديات الراهنة والمتوقعة.