تواصل آلة القتل "الإسرائيلية" تدمير كل ما يعترض طريقها من بشر وشجر وحجر، في ضرب بعرض الحائط لكل الأعراف والقوانين الإنسانية والدولية، لتصل أضرار العدوان إلى الحوامل في قطاع غزة، واللواتي يتعرضن لتحديات كبيرة وصعوبات لا يمكن تجاوزها بسهولة، من عدم الاستقرار والقلق المستمر، ما يؤثر على صحتهن النفسية والجسدية، وبالتالي يؤثر على صحة الجنين.
وحسب إحصائيات حكومية، فقد استشهد نحو 2500 سيدة منذ بدء العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة، ليصبح الجميع في دائرة الخطر والاستهداف من قبل الطائرات الصهيونية، فأعداد النازحين والمصابين الكبيرة التي تصل إلى مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، دفعه إلى توجيه خدمة التوليد للمستشفى الخاص "حلو الدولي".
النازحة فداء أبو مر، والحامل في الشهر الـ6، تقول، إنها تتخوف من التوجيه لأحد المراكز الصحية في مدينة خان يونس للاطمئنان على صحة جنينها، بسبب القصف العشوائي لطائرات الاحتلال "الإسرائيلي".
وتضيف منصور لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أنها تعاني من تقلصات وأوجاع في أسفل البطن، مشيرة إلى أنها بدأت تشعر بذلك بعد استهداف الاحتلال لأحد المنازل المجاورة لهم.
وحول الغارات الجوية، تصف النازحة: "حالة من الرعب تتملكني منذ بداية العدوان على غزة، فقد نزحنا من 3 منازل حتى اللحظة، وفي كل مرة نسمع القصف نهرب إلى منزل آخر".
وتكمل:" من حقنا نعيش بأمان، متسائلة: "أين حقوق الانسان، أين المجتمع الدولي، لماذا يصمت العالم أمام جرائم ومجازر "إسرائيل"..!؟.
وحسب تقارير صحية، فقد استشهد نحو 21 طفلًا أعمارهم لم تتجاوز الـ(27 يوم)، و412 شهيد أعمارهم ما بين 28 يوم إلى عامين.
أما المواطنة إسلام حمدان من بلدة بيت حانون، تعتني بشقيقتها التي توشك على الولادة، في مستشفى الحلو الدولي بمدينة غزة، وتقول: "توجهنا بصعوبة في التنقل من بيت حانون ليلا بسبب الحرب على غزة".
وأشارت إلى أنهم توجهوا إلى "أكثر من مركز صحي ومستشفى، وواجهنا القصف، حتى استقر الحال بنا في مستشفى الحلو الدولي، بعد تحويلنا من أكثر من مركز".
ولم تخف الفلسطينية أنهم عاشوا "مشاهد مرعبة"، في سبيل أن تضخ أختها مولدها، إذ "لا مستشفيات ولا مدارس ولا أي مكان آمنا هنا".
ولفتت إلى أن ولادة شقيقتها متعثرة بسبب الخوف ونتيجة الحرب والعدوان على غزة، موضحة أن "هناك حالات إجهاض كثيرة لدى النساء وولادات في البيوت بسبب عدم القدرة على الوصول إلى المستشفيات بسبب القصف".
وتابعت: "نواجه صعوبة في إيجاد الماء والخبز والذهاب إلى دورات المياه".
القائم بأعمال مستشفى الحلو الدولي، أخصائي النسائية والتوليد، الطبيب عبد حكيم شحاتة، ذكر للوكالة أنه "منذ بداية العدوان على غزة فإن عددا كبيرا من النساء تحصل عندهن ولادات مبكرة وحالات إجهاض كثيرة وراءها الخوف والهلع".
وبين أن "المستشفى يعمل بعدد قليل من الأطباء بسبب توجه أطباء من المناطق الشمالية ومدينة غزة إلى جنوب القطاع".
ولطالما تؤكد وزارة الصحة الفلسطينية أن مستشفيات قطاع غزة ينقصها الوقود والأدوية والمستلزمات الطبية، في وقت تحذر فيه لجنة الصليب الأحمر في الشرق الأوسط من أن القطاع الصحي في غزة "على مشارف الانهيار التام".
ويتواصل العدوان "الإسرائيلي" لليوم الـ29 على قطاع غزة، مرتكبًا أبشع المجازر الدموية في العصر الحديث، والتي استهدف فيها البشر والشجر والحجر، ما أسفر عن استشهاد عشرات الآلاف من المدنيين والنساء والأطفال وكبار السن، وإصابة نحو 24 آلفًا، ناهيك عن استهداف مربعات سكنية كاملة، مخلفًا دمارًا كبيرًا في منازل المواطنين والبنية التحتية.