قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، إن السلطة الوطنية لن تدير قطاع غزة بدون حل للضفة الغربية، ودعا إلى “رؤية شاملة وسلمية” ووقف لإطلاق النار في غزة.
وفي تقرير أعده جوليان بورغر وسفيان طه، نشرته صحيفة “الغارديان” قالا فيه إن السلطة الفلسطينية لن تعود لإدارة غزة بعد نهاية الحرب بين "إسرائيل" وحماس، بدون اتفاق شامل يضم الضفة الغربية في دولة فلسطينية، حسب قول رئيس الوزراء الفلسطيني، وذلك في رد على تصريحات المسؤولين المدنيين والعسكريين الإسرائيليين الذي قالوا إن خطتهم لوقف الحرب على غزة هي شكل من السلطة الانتقالية تحكم المنطقة، وربما بمشاركة عربية، وعودة السلطة التي خرجت من القطاع في عام 2007، بعد سيطرة حماس عليه.
لكن اشتية يقول إن السلطة لن تتعاون بدون عودة حقيقية إلى عملية سلمية تنتهي بدولة فلسطينية ذات سيادة. وقال: “أن تعود السلطة الوطنية إلى غزة وإدارة شؤونها بدون حل سياسي للضفة الغربية، وكأن السلطة تذهب على متن طائرة أف-16 أو دبابة إسرائيلية؟ لا أقبل بهذا، ورئيسنا (محمود عباس) لا يقبله، ولا أحد منا يقبله”. مضيفا: “أعتقد أن ما نحتاجه هو رؤية شاملة وسلمية” وأكد أن “الضفة الغربية بحاجة إلى حل، وبعد ذلك غزة ضمن إطار حل الدولتين”.
وقال اشتية إن الأولوية هي وقف القصف الإسرائيلي على غزة، وكذا العنف في الضفة الغربية، حيث قُتل 110 فلسطينيين في الأسابيع الثلاثة الأخيرة على يد قوات الجيش الإسرائيلية والمستوطنين. وقالت وزارة الصحة في غزة، إن عدد القتلى جراء القصف الإسرائيلي وصل إلى أكثر من 8000 شخص.
وقال اشتية إن حصيلة القتلى تم التأكد منها بالأسماء وأرقام الهوية، في رد على تشكيك الرئيس الأميركي بالأرقام.
وبعد ثلاثة أسابيع من القصف الجوي، بدأت "إسرائيل" العملية البرية يوم الجمعة، كجزء من حملة تهدف لتدمير حماس عسكريا وسياسيا، وقال الإسرائيليون إنها ستكون عملية طويلة. وتصر حكومة بنيامين نتنياهو أنها لا تنوي العودة إلى قطاع غزة الذي انسحبت منه عام 2005.
وقال اشتية إن حاجة "إسرائيل" لطرف آخر لإدارة المناطق في مكان حماس يعطي المجتمع الدولي مستوى من النفوذ للعودة إلى حل الدولتين الذي فككه نتنياهو أثناء فترة حكمه. وقال: “السؤال بالنسبة لنا- الإسرائيليون والأميركيون والأوروبيون وكل طرف- كيف يمكن أن نصنع من هذه الكارثة فرصة للسلام؟”.
ودعت السلطة الفلسطينية إلى قمة عربية طارئة يأمل اشتية أن تعقد في 10 تشرين الثاني/ نوفمبر، وتعيد الوحدة لخلق وعمل الدولة الفلسطينية.
وتوقع اشتية موقفا عربيا مشتركا، وأشار إلى أن وزير الخارجية البحريني زار الضفة الغربية لأول مرة منذ توقيع اتفاقيات أبراهام. وقال: “إنهم يتحدثون معنا، ونحن وهم نريد التواصل… نتحدث مع المغاربة ونتحدث مع البحرينيين، وبالطبع نحن مستعدون للحديث مع الإماراتيين ولدينا علاقة ممتازة مع السعوديين وكذلك مع الأردن ومصر”.
وقال إن المنطقة تعترف بأنه لن يكون هناك سلام بدون حل للفلسطينيين: “بكل صراحة، العرب متعبون منا، يريدون رؤية حل للمسألة الفلسطينية لأننا مشكلة بالنسبة لهم”.
ومن أجل تسوية دائمة، على الولايات المتحدة أن تظهر القيادة، وليس مثل بايدن الذي كان أول رئيس أمريكي يصل للرئاسة بدون مبادرة سلام للشرق الأوسط. وقال اشتية: “لم يعيّن بايدن مبعوثا للسلام، وقدم وعودا لم يف بها، وقال إنه يعارض الاستيطان، ولكن ماذا فعل؟ ظل يموّل إسرائيل… أنت مع حل الدولتين، ولكنك تدمره في كل يوم، لماذا؟ لا تفعل شيئا، وقلت إنك ستعيد فتح القنصلية الأمريكية في القدس، وفترتك ستنتهي ولم تف بهذا، وهو ما تسبب بالغضب”.
وحلّ شامل يعني انتخابات في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، وحكومة إسرائيلية بدون نتنياهو الذي يقول اشتية إنه “ليس شريكنا، ولا ينظر إلينا كشركاء”.
يشار إلى وجود غضب متزايد في الضفة الغربية على السلطة الفلسطينية المتهمة بالفساد والمحسوبية، وظهر ضعفها وعدم قدرتها مقابل حماس منذ هجمات أكتوبر.
ولكن اشتية أكد أن السلطة لن تتخلى عن النهج السلمي من أجل استعادة الشعبية. وقال: “يمكن لعباس أن يستعيد شعبيته في دقيقة” و”يمكنه القول: حسنا، أمرت قوات الأمن الفلسطينية بإطلاق النار على الإسرائيليين، ولكنه رجل واقعي”.
ومع ذلك، اعترف اشتية أن الغضب في الضفة يتصاعد بين الفلسطينيين وأن الوضع وصل إلى نقطة “الغليان” وأصبح “خطيرا جدا”، مما يترك السلطة بين شعب غاضب وحكومة إسرائيلية عنيفة ومتهورة. وقال: “نحن بين الصخرة والمطرقة”.