صفوت الحنيني – نعتذر عن تقبل التهاني ، الغاء حفل زفاف ، التبرع بتكاليف الحفل لدعم غزة ، إنخفاض مبيعات المطاعم و الحلويات ، الشارع الأردني اصبح على خط التماس في الحرب الإجتماعية ، جميع هذه المظاهر باتت منتشره في كافة محافظات المملكة والتي كانت تشهد في الغالب مظاهر فرح كبيرة ولكن الحرب الإسرائيلية الصهيونية على غزة شكلت منعطفاً حاداً في التعبير عن هذه الأفراح المعتاده في حياة كل البشر حيث تحولت أفراح الأردنيين الى جلسات إجتماعية من باب إشهار الزواج دون أي مظاهر فرح ، وباتت تسيطر على احاديث الأفراح الأحداث في غزة .
الأسابيع الماضية ظهرت بكثافة بطاقات الدعوة التي تُعلن عن إشهار الزواج دون مظاهر فرح وذلك تأثراُ بما يحدث من حرب إجرامية على أهلنا في غزة ، وقد شملت عديد الأفراح ، بحسب شهود العيون ، قراءة الفاتحة على أرواح الشهداء و الدعاء للمصابين و زاد الأمر في تبرع البعض بتكاليف الزواج لدعم غزة ,
" شعب واحد مش شعبين " جملة لم تأتي من فراغ فالشعب الأردني و الفلسطيني تربطهما علاقة أخوية تعد الأقوى بين الشعوب العربية من الناحية الإجتماعية كالمصاهرة في حين تعتبر الأردن الداعم السياسي الأبرز للشعب الفلسطيني
لعل من الأمثلة الحية للمعنى الحقيقي للتضامن والوقوف مع الأهالي في غزة بخصوص الأفراح ما قام به العديد من أبناء الشعب الأردني بتأجيل أفراحهم إلى أجل غير مسمى كما فعل حارس المنتخب الوطني لكرة القدم عبد الله الفاخوري حينما قام بتأجيل فرحه في ظل الظروف العصيبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني.
"النشامى" كان لهم نصيب الأسد من تلك المواقف المشرفة حينما أرفقوا دعوات فرحهم بعبارات تطلب من المهنأين أن يكون الفرح بلا مظاهر ومنهم من قام بإلغاء كافة مراسم الفرح مكتفيان بالدعاء للعروسين بالبركة والتوفيق.
وفي حديث خاص لوكالة أخبار اليوم قالت سندس طوالبة التي تُعتبر أبرز ملاك مراكز التجميل أن الشهر الحالي يعد الأسوأ منذ أن بدأ في هذا المجال موضحتاً أن ما يجري في الأراضي المحتلة كان سببا رئيسيا في ذلك.
وأشارت طوالبة إنه كلها فخر بأن يكون ذلك السبب هو سر تراجع الإقبال على مراكز التجميل التي يمتلكها مبينا أن العديد من الزبائن قاموا بإلغاء الحجوزات من عرائس ومرافقات في ظل تلك الظروف التي تمر بها فلسطين.
أما فيما يتعلق بقطاع صالات الأفراح وتنظيم المناسبات فإن التقارير الأخيرة قد أوضحت أن القطاع قد شهد تراجعا ملحوظا في الوقت ذاته وذلك يعني أن هنالك تأجيل وإلغاء للحجوزات تعاطفا مع الأشقاء في قطاع غزة.
بخصوص قطاع الحلويات فقد تراجع الطلب عليه في ظل الأسباب التي ذكرناها من تأجيل للأفراح والمناسبات السعيدة حتى إشعار آخر.
عمر العواد نقيب أصحاب المطاعم والحلويات قال في حديث لوكالة أحبار اليوم إن القطاع قد شهد تراجعا كبيرا وصل لحدود ال60 % مقارنة مع السنوات السابقة في نفس التوقيت.
وأشار العواد أن قطاع الحلويات على وجه الخصوص كان قد شهد تراجعا كبيرا بسبب الأحداث الجارية في قطاع غزة معللا بأن تأجيل الأفراح والمناسبات كان هو السبب الرئيسي في ذلك.
لا تقتصر تلك الأجواء على قطاعات الحلويات ومراكز التجميل ولا حتى على قطاع قاعات الأفراح فحسب بل الشارع الأردني بكافة القطاعات منها الاجتماعية والتعليمية والرياضية في بعض الأحيان فأصبح ذلك الموضوع هو الشغل الشاغل من حيث متابعة آخر الأخبار ورصد التطورات على كافة الأصعدة.