قال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي، إن إسرائيل يبدو أنها فوق القانون الدولي عبر خرقها له بلا رادع، وتضرب بقرارات مجلس الأمن عرض الحائط.
وأوضح الصفدي خلال كلمة له في جلسة لمجلس الأمن الدولي بشأن القضية الفلسطينية، أن إسرائيل تبني المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة في "خرق واضح للقانون الدولي من دون رد، وتصادر أراضي فلسطين دون مساءلة، تطرد المقدسيين من بيوتهم من دون حساب، تقتل حق شعوب المنطقة في السلام من دون اكتراث".
وأشار إلى أن مجلس الأمن الدولي "لم يطلب حتى وقفا لإطلاق النار في حرب (إسرائيل) الحالية على غزة"، في وقت لفت النظر إلى أن هذا المجلس "وجد ليطبق القانون الدولي ويحفظ السلم وليوقف العنف والحرب وليمنع الظلم ويقول إنه لا فرق بين إنسان وإنسان وأن لا دولة فوق القانون مهما بلغت من قوة ومهما استطاعت من بطش".
وبحسب الصفدي فإن الحرب على غزة "تقتل 14 مدنيا فلسطينيا كل ساعة، تسلب حياة امرأة فلسطينية كل 20 دقيقة، تفطر قلب أم أو أب على طفل غيبته قذيفة دمرت بيته أو مدرسيته كل 15 دقيقة".
وتابع: "ماذا تقول أم فلسطينية لطفلها إذ يطلب شربة ماء فلا تقدر أن تلبيه، هل سينسى يوما هذا وإن عاش، إن أنّت في أذنه وسط هدير الموت أن حرمانك من الغذاء والماء والدواء جريمة حرب، لكنك فلسطيني حقك مهضوم، القانون الدولي لم يوجد لمثلك ليس لحياتك قيمة حياة غيرك".
الصفدي قال مخاطبا الحضور في مجلس الأمن: "كفى موتا وكفى عنفا وكفى حروبا وكفى بؤسا وكفى قهرا وكفى ازدواجية في معايير تطبيق القانون الدولي".
وقال: "لأصدقائنا الذين يعتقدون أنهم يخدمون إسرائيل في دعم حربها على غزة والذين يظنون أن مسؤوليتهم الإنسانية والقانونية نحو الفلسطينيين تؤدى عبر دعوات تأخرت لإيصال المساعدات للغزيين نقول بصراحة: لا الموقف الداعم لإسرائيل هذا ينفعها ولا الموقف إزاء كارثة الفلسطينيين يقنعهم ويقنعنا".
ورأى الصفدي أن "من يريد أن يدعم إسرائيل يدعم وقف الحرب والسلام العادل والشامل"، مضيفا أن "من يريد أن يتحمل مسؤوليته نحو الفلسطينيين يدعم وقف قتلهم والسلام العادل والشامل، لتعيش الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل".
وزاد: "ولتفرح كل أم فلسطينية وكل أم إسرائيلية بالابتسامة على وجوه أبنائها وليحضن الأطفال الفلسطينيون والإسرائيليون أباءهم فرحا لا خوفا".
وقال إن "إدانة قتل المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين والمطالبة بإطلاق مسلوبي الحرية منهم موقف إنساني قيمي مبدئي"، مشيرا إلى أن "إدانة العنف والحرب موقف إن لم نتخذه اليوم تناقضنا مع إنسانيتنا وبتنى أسارى تعري سياسات التمييز في مقاربة صراعات أخرى".
الصفدي تابع أن "العنف إن تجذر اقتناعا ولد من موت الأمل أو من أي دافع آخر لا ينهيه إلا واقع يسوده العدل ويتيح فرص الحياة بحرية وكرامة".
واعتبر أن أي محاولة لتهجير الفلسطينيين داخل أرضهم المحتلة أو خارجها "جريمة حرب وفق اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 وملحقها 1977".