أكد المدير التنفيذي المؤسس لشركة المرناة، ذراع تكنولوجيا المعلومات لمركز مدينة العقبة الرقمية المهندس اياد أبو خرما، إن المجموعة تستعد لإطلاق أكبر مركز بيانات في الأردن وأحد أكبر مراكز البيانات في المنطقة، بسعة 6 ميجا واط، الذي سيتم تشغيله قبيل نهاية العام الحالي.
وقال أبو خرما، لوكالة الأنباء الأردنية(بترا)، "نحن نعمل وفق رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني، بأن تصبح العقبة أحد المراكز الرئيسية لتكنولوجيا المعلومات في المنطقة".
وأضاف "مع التطور السريع الذي تشهده الخدمات الرقمية في العالم، ومع التحول الرقمي الشامل الذي تتبعه جميع القطاعات الحكومية والخاصة، الطبية والتعليمية والإعلامية والصناعية وغيرها، أصبحت مراكز البيانات اليوم نقطة وصل مهمة جدا لضمان جودة وسرعة الخدمات الرقمية وأمن المعلومات والبيانات، بالوقت ذاته مراكز لاستمرارية الأعمال والتعافي من الكوارث، لتمكين وجود نسخ احتياطية آمنة مع سهولة وصول واستعادة البيانات عند الحاجة".
وتابع، أن مراكز البيانات في العقبة ستوفر خدمات رقمية متطورة للأردن والمنطقة، وستعزز أمن البيانات الوطني، وستساهم بجذب المزيد من الاستثمارات الرقمية للأردن، بالتالي تعزيز دور الأردن في المشهد الرقمي العالمي.
وأشار، إلى أن الأردن أصبح مركزا عالميا ونقطة توزيع للكوابل البحرية، والذي سيربط بين الغرب (أوروبا) والشرق (الهند) لأول مرة في تاريخه، ما سيعزز أهمية الأردن باختياره كنقطة وصل، وذلك بفضل مرونة التشريعات والتنظيمات في قطاع الاتصالات من جهة، والجهود الحكومية في هذا المجال.
وعن أهم ما يميز مركز البيانات قال، إن وجود محطة إنزال وتشغيل كوابل الإنترنت الدولية، التي استقبلت أخيرا كيبل "بلوميد" والذي هو جزء من كيبل "بلو رامان" البحري، تم إنشاؤه من قبل شركتي جوجل وسباركل.
وأضاف أبو خرما، أن مميزات وجود "بلوميد"، تتمثل بتوفير سرعات فائقة تمكن مزودي خدمات الإنترنت، ومشغلي الاتصالات، ومقدمي المحتوى الرقمي والمؤسسات المحلية والإقليمية من الاستفادة من الاتصال بالإنترنت بسرعات وسعات غير مسبوقة وبكلف مخفضة، حيث سيعطي الكيبل الجديد مرونة بالتسعير ما سيساهم بخفض كلف الاتصال بالأنترنت، مضيفا أنه اتبعنا منذ تأسيس شركتنا الحيادية التامة وسياسة الوصول المفتوح، لنقدم خدماتنا للجميع دون حصرية، لينعكس هذا على تعزيز الابتكار وتمكين الشركات والمؤسسات من جميع القطاعات من الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة.
وقال إن المشروع سيساهم بشكل كبير في تعزيز البنية التحتية التكنولوجية وتوجيه الاستثمارات نحو مستقبل رقمي مزدهر للمملكة، من جودة الخدمات الرقمية وتحسين تجربة المستخدمين، حيث تم ربط مركز البيانات بنقطة تبادل الإنترنت المحايدة (AqabaIX)، ومن خلالها يمكن تبادل البيانات من نقطة واحدة مع شركات الاتصالات المحلية، مزودي خدمات الإنترنت ومزودي المحتوى الرقمي، بما يساهم بتسريع زمن الوصول إلى جانب خفض كلف تبادل البيانات.
كما سيوفر المشروع منصة آمنة للبيانات الحساسة، بنيت باتباع أعلى المعايير العالمية لبناء مراكز بيانات، يمكن استخدامها كمركز رئيسي للبيانات أو كمركز رديف لاستمرارية الأعمال والتعافي من الكوارث، بالإضافة لكونه بوابة رقمية مفتوحة ومستقلة بالكامل، توفر سعات إنترنت وسرعات عالية جدا، والتي تعتبر أحد أهم أساسيات دعم التحول الرقمي.
وأشار إلى أن المشروع ذو بعد استراتيجي وإقليمي يقع في مدينة العقبة، تقوم فكرته على أساس توطين صناعة تكنولوجيا المعلومات في العقبة لتكون أحد نقاط الربط التقنية العالمية، وتقديم حزمة من الخدمات النوعية للأردن والأسواق المجاورة، من خلال مركز رقمي متكامل يقدم مجموعة من الخدمات الرقمية النوعية ومنها، خدمات مراكز البيانات المحايدة، نقطة تبادل الإنترنت AqabaIX، محطة محايدة لإنزال الكوابل البحرية، خدمات الربط المحلي والدولي، وغيرها من الخدمات الرقمية المتطورة، ويعتبر ممر وصل حيوي ونقطة التقاء للكوابل البحرية الممتدة بين أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا.
وأضاف أن المشروع سيوفر خدمات استضافة وتخزين البيانات، وخدمات أمن البيانات الحساسة، وخدمات تبادل البيانات الآمن، وخدمات نقل البيانات محليا ودوليا.
وأوضح أبو خرما، أن حجم الاستثمار الكلي للمشروع يصل إلى 100 مليون دينار، مشيرا إلى أن المشروع ساهم منذ بدايته في الدورة الاقتصادية للمجتمع المحلي في العقبة والأردن، حيث وفر المئات من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة ولجميع التخصصات، عبر الشراكات وسلاسل التوريد التي ستتضاعف نهاية العام الحالي لتصل إلى توفير قرابة الـ300 فرصة عمل مباشرة مع نهاية العمل، وعند تشغيل كامل مراحل المشروع.
وبين أن المشروع أسس شراكات مع كبرى الشركات العالمية، ويعمل على مشاركة المعرفة والمهارات المكتسبة لتمكين وتعزيز القدرات للمجتمع المحلي في العقبة والأردن، عبر تنظيم برامج تدريبية وورش عمل، بالتعاون مع المنظمات الحكومية والتعليمية.
كما ساهم في دعم المجتمعات المحلية، حيث وظف ما لا يقل عن 65 بالمئة من القوى العاملة من محافظات جنوب الأردن، وسيتيح للأردنيين في محافظات الجنوب فرصا كبيرة للانضمام إلى العقبة الرقمية والاستفادة من مجموعة واسعة من فرص العمل والتدريب فيها، مع الانتهاء من جمع مراحل المشروع.
بترا