وضعت الجثامين الصغيرة على أرض المشرحة في خان يونس وهي تعود لثمانية أطفال شهداء من عائلة واحدة فقدت عشرة من أفرادها في ضربة إسرائيلية على قطاع غزة.
ينتمي الضحايا إلى عائلة البكري، بحسب مسعفين وشهود. في المستشفى الأوروبي، لفت سبعة جثامين صغيرة بالأكفان، فيما وجوه الأطفال الضحايا ملطخة بالدماء وأحاط بها أفراد من عائلتهم، على ما أفاد أحد مصوري وكالة فرانس برس.
واستهدفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي منزل أقارب مراسل "المملكة" في غزة، مما أدى إلى استشهاد 10 منهم ولا يزال أشخاص عالقون تحت الركام.
وقتل أكثر من 1400 شخص في إسرائيل في عملية "طوفان الأقصى" الفلسطينية التي شنتها كتائب القسام وهي الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
واستشهد 3785 شخصاً على الأقل، في القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، وفق وزارة الصحة. ونزح أكثر من مليون شخص من منازلهم الى مناطق أخرى، لا سيما إلى جنوب القطاع، لتجنب القصف، أو بسبب الإنذار الإسرائيلي بإخلاء مدينة غزة.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي الخميس أنه شنّ في غضون 24 ساعة مئات الضربات الجوية، مؤكدا أنها تستهدف منشآت لحركة حماس. وغطت سحب الدخان مناطق متفرقة من شمال قطاع غزة.
إلى الجنوب من هذا الموقع، روى أبو محمد وافي البكري (67 عاما) أن ديالا (سنتان) وأيمن (ثلاث سنوات) وحمادة (خمس سنوات) وزاهر (سنتان) البكري فضلا عن عدي وجمال أبو النجل وهم في الثانية والخامسة من العمر "كانوا ينامون عندما دُمّر المنزل الذي انهار على رؤوسهم".
وأفاد شهود أنهم كانوا جميعا في الطابق الأرضي من المنزل العائلي المؤلف من ثلاثة طوابق والواقع بين خان يونس ورفح وانتشلت جثثهم بعد ساعة على الغارة.
وكان جهاد البكري، والد أيمن وحماده وديال، أخرج من المنزل "قبل عشر دقائق من القصف لجلب المياه"، على ما قال الجد، مضيفا "لا أحد من أولادي مرتبط بالفصائل الفلسطينية. لم يكن هناك أي رجل في المنزل عند وقوع القصف".
في رفح، استشهدت في غارة إسرائيلية أخرى أريج مروان البنا وابنتاها ساره سمية وهما دون سن العاشرة، على ما أفادت مصادر طبية فلسطينية. وكانت فرّت من منزلها في مدينة غزة بعد إنذار إسرائيلي بوجوب مغادرة مدينة غزة، قبل عملية برية محتملة. ولجأت إلى منزل ذويها في رفح جنوبا.
كانت أريج البنا حاملا في شهرها السابع. وقال مصدر طبي إن الأطباء في مستشفى رفح أخرجوا الجنين من بطنها بعد استشهادها، لكنه لم يكن على قيد الحياة.
نداء من منظمة الصحة العالمية
وتؤكد الطواقم الطبية في غزة أنها باتت عاجزة عن معالجة المصابين بسبب نقص في الأدوية والمياه والوقود الضروري لتشغيل مولدات الكهرباء. وأكدت وزارة الصحة في غزة الخميس أن مستشفى دير البلح بات يفتقر إلى المعدات الطبية.
وحشدت إسرائيل قواتها في محيط قطاع غزة البالغ عدد سكانه 2.4 مليون نسمة، استعدادا لهجوم بري وقطعت الكهرباء والوقود والمياه عن جزء منه.
داخل مدينة غزة، روى أحمد الملا بينما يحمل أوعية بلاستيكية أن والدته أرسلته الى نقطة توزيع مياه، موضحا "أحيانا ننتظر ساعتين لكن عندما يأتي دورنا تكون المياه قد نفدت. المياه هي الحياة ولا يمكن لأي انسان أن يعيش من دونها".
وقالت أم محمد "الوضع صعب للغاية. لا مياه ولا كهرباء ولا طعام". وذكرت أن المياه المستخدمة في تحضير زجاجات الحليب للأطفال غالبا ما تكون مالحة وقد تصيب الأطفال الصغار بإعياء.
خلال زيارته لإسرائيل الأربعاء، حصل الرئيس الأميركي جو بايدن على ضوء أخضر إسرائيلي لإدخال مساعدات إنسانية الى قطاع غزة عبر معبر رفح، المنفذ الوحيد غير الخاضع لسيطرة إسرائيل الى العالم الخارجي.
وأفادت قناة "القاهرة الإخبارية" المقرّبة من السلطات المصرية الخميس أنّ معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة سيُفتح الجمعة، مشيرة إلى أنّ إسرائيل وافقت بداية على السماح بمرور 20 شاحنة تحمل مواد إغاثة.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس "نحثّ أولئك الذين يستطيعون القيام بذلك (السماح بمرور المساعدات الإنسانية)، على تحقيق ذلك، من فضلكم، لتجنّب المأساة التي تنتظرنا".
أ ف ب + المملكة