الموقف الأردني الرسمي والشعبي والذي، يقوده جلالة الملك في التعامل مع الحرب التي يقترفها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني الشقيق، موقف شريف مشرف بكل ما في التعبير من معنى.
الأردن المرتبط تاريخيا بقضية فلسطين، لا يصدر مجرد بيان وكفى الله المؤمنين القتال.
لا، الأردن ودائما موقفه مختلف عمن سواه، فها هو الملك يصل الليل بالنهار ومع سائر قوى النفوذ الدولي وبالذات من يدعمون الكيان، لوقف العدوان وجرائمه التي تصنف دوليا على أنها جرائم حرب.
وها هو الملك عبد الله الثاني أيضاً يوجه بمد يد العون للاشقاء في غزة، وباستمرار عمل المستشفى الميداني الأردني هناك، برغم الخطورة التي يشكلها العدوان الاحتلالي الآثم.
قلت سابقاً وأكرر، هذا ما حذر منه الملك منذ اعتلائه عرش المملكة، محذراً من أن المنطقة ستنزلق إلى منحنى خطير جداً، إن لم يعمل المجتمع الدولي على حل عادل لقضية فلسطين، يكفل زوال الإحتلال البغيض، ولمصلحة الجميع، بمن فيهم أولئك الذين سارعوا إلى حشد بوارجهم دعما وحماية لمن يحتل أرض الشعب الفلسطيني ويستبيح حقوقه وارضه ومقدسات المسلمين والمسيحيين معا.
الشعب الأردني الوفي، ينهض وبكل الحمية والنخوة لنصرة الشقيق الفلسطيني المسلوبة حريته، وحتى كرامته، على يد محتل مجرم متغطرس توهم أنه بات الآمر الناهي في الشرق الأوسط كله.
الموقف الأردني شريف موضوعي نظيف يدعو للاعتزاز، ومن هنا، فواجبنا جميعا رص الصفوف وصون وحدتنا، والحيطة ممن قد يحاول ظالما إحداث الفوضى لا قدر الله في بلدنا، تحت ذريعة نصرة فلسطين!!.
الظرف الراهن جد خطير، ومن يريد خيرا بفلسطين وبنية صافية صادقة، يجب أن يحافظ على الأردن باعتباره وعبر التاريخ كله، الأول والأهم في الوقوف إلى جانب الشعب الشقيق وقضيته العادلة.
نهاية الإحتلال بدأت وقربت بإذن الله، والشعب الفلسطيني سينتصر ونحن معه بعونه تعالى، والمهم أن لا نسمح لأحد بخلط الأوراق كما جرى في ما سمي زورا بربيع العرب، بحثا عن غايات شريرة لا مكان فيها لمصالح الفلسطينيين، ولا لأي عربي.
فلسطين أمانة في الأعناق، وكذا هو الأردن، والحذر واجب من أي تصرف قد يسعى لا سمح الله لإفساد موقفنا الأردني الشريف المشرف.
بالمناسبة، نحن في المؤسسة الصحفية الأردنية «الرأي» نواصل تنفيذ حملة إغاثة للأهل في غزة الصمود، فمن يرغب في المشاركة فليتصل ويتواصل معنا مشكوراً لمزيد من الدعم لهذا الجهد المبارك خاصة وقد بادر العاملون في المؤسسة إلى التبرع براتب يوم عمل دعماً للأهل هناك. الله من أمام قصدي.