جرب أهالي قطاع غزة الحروب البرية الإسرائيلية عدة مرات في الأعوام 2008 و2009 و2014، وفي كل مرة كان الدمار هائلاً والمعتقلون كثرا والشهداء والجرحى بالمئات. ويستخدم جيش الاحتلال عادة سياسة الأرض المحروقة في العدوان البري، وهذا يعني قصف المنطقة بكثافة نارية عالية، ومن ثم صناعة شوارع جديدة من بين الركام والدمار خشية من أن تكون المقاومة قد جهزت الشوارع الرئيسية وفخختها لملاقاة قوات الجيش.
وبات يسجل كل خمس دقائق سقوط شهيد، وفق إحصائية رسمية تحدث عنها المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، الطبيب أشرف القدرة. وقال القدرة لـ"العربي الجديد، إن عدد الشهداء في الأيام الثمانية الماضية من العدوان زاد عن عددهم خلال 51 يوماً من العدوان البري والبحري والجوي على القطاع في عام 2014.
وتجد طواقم الإسعاف والدفاع المدني والمنظمات الأهلية صعوبة كبيرة في إخلاء الضحايا والجرحى، نتيجة التدمير الهائل الذي لحق بالأحياء السكنية في مناطق كثيرة من قطاع غزة.
ويقول الفلسطيني ياسر العمري من بلدة بيت لاهيا، شمالي قطاع غزة، لـ"العربي الجديد"، إنه يرفض وأسرته مغادرة المنطقة رغم التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة بحق المنطقة ومدينة غزة. ويشير العمري إلى أن التهديدات الإسرائيلية والقصف الليلي على المنطقة بصواريخ قوية ومدمّرة يهدف بالأساس لتهجير من تبقى من السكان، موضحاً أن أكثر من 70 في المائة من سكان المنطقة لم يخرجوا منها ولا ينوون ذلك.