تبدو طريق النزوح من شمالي قطاع غزة إلى وسطها وجنوبها أكثر رعبا، حيث الركام والأحياء التي دُمرت عن بكرة أبيها، ورائحة الموت تنتشر من كل مكان.
يقول فلسطينيون في شهادات، إنهم هربوا من القصف فماتت عائلاتهم بالقصف.
ومنذ أيام يكرر جيش الاحتلال الإسرائيلي، دعوته لسكان مدينة غزة وشمال القطاع بإخلاء منازلهم، على الرغم من انتقادات دولية.
ويعيش في مدينة غزة وشمال القطاع أكثر من مليون نسمة.
وانتقدت العديد من الدول والمنظمات الحقوقية الفلسطينية والإسرائيلية والدولية دعوات الإخلاء الإسرائيلية ودعت إلى التراجع عنها.
وكان سلامة معروف، رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، قد قال يوم الجمعة الماضي: “مجزرة جديدة يرتكبها الاحتلال بحق ثلاث قوافل للمواطنين، في مواقع مختلفة على شارعي صلاح الدين والرشيد، ممن حاولوا الوصول لجنوب وادي غزة بحسب طلب جيش الاحتلال”.
وأضاف: “هذه المجزرة خلفت حتى اللحظة وفي حصيلة أولية 70 شهيدا جلهم أطفال ونساء، وأكثر من 200 إصابة”.
من جانبها، نشرت وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع، صورا ومقطع فيديو، لما قالت إنه “مشاهد حية لاستهداف الجيش الإسرائيلي قوافل النازحين على الطرقات، وتعرض الطواقم الإسعافية لهجوم آخر إثر محاولات الإسعاف”.
الفلسطيني سامح عاهد (44عاما)، قال: “نجونا بأعجوبة من قصف إسرائيلي لقوافل النازحين من مدينة غزة نحو وسط القطاع”.
يضيف: “بناء على طلب الجيش إخلاء شمالي القطاع، حملنا ما يمكن أن يُحمل ونزحنا، في الطريق استهدف الجيش القافلة، حيث قتل وجرح العشرات”.
ويضيف: “لا يوجد مكان آمن في قطاع غزة”.
تقول هند الدالي (34 عاما)، وهي من مدينة غزة نزحت مع عائلتها مشيا على الأقدام نحو وسط قطاع غزة، إنها تعيش اليوم حالة من الرعب، القصف في كل مكان.
وتضيف: “فقدنا عائلات من أقاربنا النازحين، إسرائيل تقتل في كل مكان”.
بدوره، عبّر الفتى الفلسطيني محمود مصطفى (12عاما)، إنه يعيش حالة من الرعب والقلق.
ويقول: “شاهدت القصف الإسرائيلي لمنازل وأحياء خلال النزوح، لا يوجد حياة في كثير من الأماكن”.
ويقطن مصطفى مع عائلته النازحة من مدينة غزة في مخيم البريج وسط قطاع غزة.
وتسبب نزوح آلاف الفلسطينيين من شمالي القطاع نحو وسطه، في تفاقم الأزمة الإنسانية ونقص في المياه والمواد الغذائية.
المدونة الفلسطينية سماهر الخزندار كتبت على فيسبوك: “مشيت مع أولادي درب التغريبة الأسود هذا الصباح، بدأنا من شارع الجلاء، واضطررنا للالتفاف من شوارع فرعية بسبب القصف، لنرى بأعيننا آثار الأصوات المفزعة التي كنا نسمعها في الليل”.
تضيف: “بعد عناء، قابلنا زوجي عند تقاطع الطيران، وقد كنا قد تفرقنا بعد قصف شارعنا وتضرر بيتنا”.
تتابع: “المهم أننا بعد وصولنا لمنطقة الشافعي وجدنا فيما يشبه المعجزة سائقا ذا نخوة قبل نقلنا إلى وجهتنها في مدينة دير البلح”.
تقول متعجبة: “خمنوا ماذا؟ كان أول شيء سمعناه في المدينة (المنطقة الآمنة)، صوت القصف، وأول خبر تلقيناه: غارة على منزل مكتظ بالنازحين”.
بدوره كتب الفلسطيني بسام سامي، على صفحته الشخصية على موقع فيسبوك: “أمس أخليت البيت.. رحت (ذهبت) عند خالتي، بعد نصف ساعة قالت لي: البيت بيتك بدي أخلي مع أولادي إلى دير البلح”.
ويضيف سامي: “خالتي سميرة العجرمي شهيدة بعد أن نزحت”.