تحذيرات حقوقية من “كارثة إنسانية وشيكة” في غزة مع تواصل هجمات إسرائيل

mainThumb

10-10-2023 03:38 PM

printIcon
حذرت أوساط حقوقية، اليوم الثلاثاء، من “كارثة إنسانية وشيكة” في قطاع غزة مع تواصل هجمات إسرائيل لليوم الرابع على التوالي.
وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في بيان: “إسرائيل ترتكب جرائم واسعة النطاق ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، وقطع إمدادات الكهرباء والمياه والغذاء والوقود، الأمر الذي ينذر بكارثة إنسانية وشيكة”.
وبحسب المرصد، تسبب الهجوم الإسرائيلي بباستشهاد 880 فلسطينيا نحو 59% منهم (520 فردًا) من المدنيين، بمن في ذلك 185 طفلًا و120 امرأة، فضلًا عن إصابة نحو خمسة آلاف آخرين في ظل تعذر انتشال المئات من تحت أنقاض الركام وفي الأطراف الحدودية.
وذكر أن “الجيش الإسرائيلي يوسع بشكل غير مسبوق في كافة عملياته العسكرية ضد قطاع غزة من دائرة استهداف المباني والمنازل السكنية التي يدمرها فوق رؤوس ساكنيها دون تحذير مسبق، متسببًا بقتل عائلات بأكملها”.
ووثق المرصد الأورومتوسطي مقتل سبعة صحافيين وإصابة أكثر من 10 آخرين بجروح وإصابات متفاوتة، وفقدان الاتصال مع اثنين من الصحافيين، فضلًا عن تضرر أو هدم مقار نحو 40 مؤسسة إعلامية وصحفية بشكل كلي وجزئي جراء استهداف مبانٍ سكنية وتجارية، من ضمنها برجا “فلسطين” و”وطن”، إلى جانب ذلك، فقد تعرضت 56 مدرسة ونحو 30 روضة أطفال.
وسجل المرصد الأورومتوسطي تدمير ما لا يقل عن 70 منشأة صناعية، و970 وحدة سكنية، إلى جانب إلحاق أضرار جسيمة بنحو 7920 وحدة سكنية.
وتعرضت 14 محطة مياه وصرف صحي لأضرار كلية وجزئية أدت لتعطيل الخدمات لنحو نصف مليون شخص.
وأفاد فريق المرصد الأورومتوسطي في قطاع غزة بأن طواقم الدفاع المدني فقدت جزءًا كبيرًا من قدرتها على انتشال جثث الضحايا من تحت أنقاض الركام جراء الهجمات الإسرائيلية في مناطق متفرقة من القطاع، في ظل شح الإمكانيات اللوجستية اللازمة لأداء تلك المهام.
وكان مجلس الوزراء السياسي الأمني في إسرائيل وافق مساء يوم السبت الماضي على حالة الحرب على قطاع غزة، وبالتالي القيام بعمليات عسكرية واسعة ردًا على إطلاق حركة حماس هجومً مسلحً على إسرائيل أسمته بـ “طوفان الأقصى”، وترتب عنه قتل نحو 900 إسرائيلي وأسر العشرات.
ومنذ ذلك الوقت نفذ الجيش الإسرائيلي على مدار الساعة آلاف الضربات الجوية التي استهدفت أحياءً سكنية ومبانٍ متعددة الطوابق مأهولة بالسكان في قطاع غزة.
وشهد ليل الإثنين/الثلاثاء وصباح اليوم هجمات إسرائيلية مكثفة جوًّا وبحرًا وبشكل محدود برًّا، فيما انتشرت على نحو صادم مشاهد الدمار الشامل بفعل محو أحياء بأكملها، بما في ذلك العديد من المناطق المركزية والمزدحمة.
وبفعل هجمات إسرائيل المتتالية على الأحياء، تشير تقديرات المرصد الأورومتوسطي إلى نزوح ما يقرب من 400 ألف شخص من بينهم أكثر من 180 ألفًا إلى منشآت ومدارس تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
ووثق المرصد الأورومتوسطي تضرر نحو 14 منشأة تابعة للأمم المتحدة نتيجة القصف الجوي الإسرائيلي، بما في ذلك الاستهداف المباشر لإحدى المدارس التابعة لأونروا، والتي تؤوي مئات النازحين، إلى جانب استهدافات مباشرة وعنيفة لجامعات، ومساجد، وأسواق، وبنوك، وشركات اتصالات، وأبراج سكنية، من بين بنى تحتية مدنية أخرى.
وأكد المرصد أن الجيش الإسرائيلي “يخالف في هجماته المتواصلة على القطاع مبادئ القانون الدولي الإنساني، لا سيما مبدأي الضرورة والتناسب في ظل حقيقة انعدام وجود ملاجئ أو مناطق آمنة للمدنيين في غزة”.
وشدد على أن القانون الدولي الإنساني ينص على أن حماية المدنيين واجبة في جميع الحالات وتحت أي ظرف، ويعتبر قتل المدنيين جريمة حرب في كل من النزاعات المسلحة الدولية وغير الدولية، وقد يرقى إلى جريمة ضد الإنسانية.
وأبرز الأورومتوسطي أنه بالتزامن مع ما يجرى من عمليات قتل ممنهجة، فإن إسرائيل فرضت إغلاقًا كاملًا على قطاع غزة الذي تبلغ مساحته حوالي 365 كيلومترًا مربعًا وسكانه المدنيين البالغ عددهم نحو 3ر2 مليون نسمة، من خلال حرمانهم من إمدادات المياه والغذاء والوقود والكهرباء والمستلزمات الطبية.
وأكد أن ما يجرى في غزة يمثل كارثة إنسانية شاملة، لاسيما في ظل انقطاع الكهرباء والمياه عن أكثر من 90% من السكان المدنيين، وتعطيل مختلف أشكال الإمدادات الحيوية الواردة للقطاع.