منذ تولي جلالة الملك عبد الله الثاني عرش المملكة، كان وما زال يحذر وعبر المنابر الاعلامية كافة، من أن انسداد أفق السلام وتصاعد الممارسات الاسرائيلية العدوانية ضد الشعب والأرض والمقدسات في فلسطين، سيقود في لحظة ما الى تفجر الموقف حتماً.
مؤسف أن المنظمة الدولية التي تحدث جلالته من على منبرها وللعالم كله، مرات عديدة بهذا الشأن، وكذلك سائر قوى النفوذ الدولي، لم تكلف نفسها التعامل مع تلك التحذيرات بما تستحق من اهتمام، وتركت الحبل على الغارب لساسة اسرائيل للمضي قدماً في تنفيذ مخططاتهم للتهويد والتنكيل بالشعب الفلسطيني الشقيق، واستباحة حرمة المقدسات في القدس الشريف وخليل الرحمن.
اليوم، وبعد أن تنكرت سلطات الاحتلال لدعوات جلالته المستمرة لضرورة الاقرار بالحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته الحرة على خطوط الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية، كسبيل وحيد لتحقيق سلام عادل، ها هو الشعب الفلسطيني الذي ما زال يعاني ويلات الاحتلال منذ عشرات السنين، ينفجر غاضباً في وجه المحتل الغاصب، الذي أخذته العزة بالاثم، وتوهم أن الأمة قد ذلت، وأن أصحاب الحق ربما تخلوا عنه، ليواصل سياسات الصلف والغطرسة والغرور.
الشعب الفلسطيني لن يتنازل عن حقه طال الزمان أم قصر، وها هو يقدم التضحيات الجسام طلباً لهذا الحق مهما كان الثمن، وها هو العالم كله يقف امام الحقيقة الدامغة التي نادى بها جلالة الملك قائد الوطن الاقرب وجدانياً وجغرافياً واجتماعياً وسياسياً الى فلسطين وقضيتها.
لقد حان الوقت، لأن يصحو العالم من سباته وتخليه عن قضية فلسطين، ويسعى ويعمل جاداً وبعدالة لاحقاق الحق، وإرغام المحتل بموجب إرادة المجتمع الدولي وقراراته ذات الصلة، على الجلاء عن الأرض المحتلة، وضمان اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة على ترابها الوطني وعاصمتها القدس الشرقية.
نعم.. حان الوقت لأن يقتنع "كبار" العالم، بأن دعوات وتحذيرات الاردن ومليكه، ليست قفزات في هواء، ابداً، وإنما هي الطريق الوحيد نحو حل شامل عادل يكفل استقراراً وسلاماً في الشرق الأوسط كله، ولمصلحة الجميع، وبغير ذلك، فستعم الفوضى والصدام والقتل والدمار وإلى ما لانهاية، وسيندم من لم يتعظ، ساعة لا ينفع الندم.
الأردن بقيادته الهاشمية الكريمة وشعبه الوفي لن يتخلى قط عن إسناد ودعم الشعب الفلسطيني الشقيق صاحب الحق الأبلج، ولم يعد خافياً أبداً أن الامتين العربية والاسلامية قلوبها ومشاعرها مع هذا الشعب الشقيق، ومقاومته المشروعة ضد الغزاة المحتلين.
باختصار، إما السلام العادل، وإما ستبقى هذه الحرب مستمرة وتتمدد وتتسع، ولا أحد يعرف مآلاتها وتدخلاتها، فهل يصمت العالم وبالذات داعمي المحتلين عن ذلك!!
الله من أمام قصدي