"الصحة": أرقام مبشرة لأعداد المرضى القادمين للعلاج بالمملكة

mainThumb

04-10-2023 04:46 PM

printIcon

أجمع مسؤولون خلال افتتاح المؤتمر الترويجي الثاني للعمليات الطبية الريادية في الأردن أمس على التقدم والتطور الذي يشهده القطاع الصحي بالمملكة بشقيه العام والخاص والذي يؤشر على جاهزيته بالترويج للسياحة العلاجية.

وأشاروا في المؤتمر الذي نظمته مجلة قلب الأردن بالتعاون مع الخدمات الطبية الملكية، ورعاية وزارة الصحة، ان المملكة تحظى بمكانة استراتيجية متقدمة بالمجال الطبي، تحرص من خلاله على التطور وتطوير الكوادر الطبية وتوفير كافة التقنيات المتطورة.

أمين عام وزارة الصحة للشؤون الفنية والإدارية الدكتورة الهام خريسات، أكدت على التقدم والتطور الذي يشهده القطاع الصحي الأردني بشقيه العام والخاص، والذي يؤشر على جاهزيته بالترويج للسياحة العلاجية.

وبينت ان الاردن شهد تحسنا ملحوظا في أعداد المرضى الذين قدموا لتلقي العلاج في مستشفياته ومراكزه الطبية المميزة، فبعد الانخفاض الملحوظ بأعدادهم خلال جائحة كورونا، والتي بلغت ادنى مستوى لها على مدى السنوات الخمس السابقة، حيث وصلت الى 111 الف مريض في عام 2020، فإن الأرقام تبشر حتى نهاية الربع الثالث من العام الحالي ان الارتفاع في أعداد المرضى القادمين للعلاج سيستمر ليصل الى ما نسبته 90% عما كانت عليه الأرقام في 2020.

وتابعت ان أعداد المرضى كانت قد عادت للارتفاع بشكل مطرد لتصل الى 152 الف مريض في عام 2021، اي بزيادة بلغت 37%، لتعود لترتفع مرة اخرى في عام 2022، لتصل ال نحو 192 الف اي بزيادة تقدر 73% عما كانت عليه في عام 2020.

وشددت خريسات على ان السياحة العلاجية تحظى باهتمام كبير من قبل جلالة الملك عبدالله الثاني، كما انها تستقطب منذ عقود العديد من المرضى ومن مختلف الدول، بغية تلقيهم العلاج بالصروح الطبية المتميزة بالمملكة، بفضل توافر الإمكانات والاختصاصات الطبية، ووجود الخدمات المقدمة وتوافرها بأسعار مناسبة، كذلك توافر المنتجعات السياحية المتميزة، وضمان حق مقدم الخدمة الصحية ومتلقيها من خلال قانون المسؤولية الطبية، والذي حدا بمنظمة السياحة العالمية باعتماد الاردن مركزا اقليميا للسياحة العلاجية والاستشفائية في منطقة الشرق الأوسط.

ولفتت الى ان الإنفاق على الرعاية الصحية كنسبة من اجمالي الناتج المحلي، هو في سبيل رفع مستوى المرافق الصحية، وتوفير الأجهزة والمعدات الطبية، وتطوير مهارات الكوادر الصحية، حيث أجريت العديد من العمليات والتداخلات الجراحية الريادية في مستشفيات وزارة الصحة والخدمات الطبية الملكية والمستشفيات الجامعية ومستشفيات القطاع الخاص، بفضل توافر التجهيزات الطبية، وتنوع الخبرات والاختصاصات التي تغطي احتياجات المرضى.

بدوره كشف مدير عام الخدمات الطبية الملكية العميد الطبيب يوسف زريقات، عن وضع خطة جديدة للتطوير، تشمل كافة التخصصات الطبية، بحيث يتم توفير اخر وأحدث التقنيات الطبية لتقديم الرعاية المثلى للمرضى من داخل المملكة وخارجها، خصوصا في الرعاية الطبية الثالثية، وذلك بناء على توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني، ودعم القيادة العامة للقوات المسلحة.

وأضاف ان الخطة الجديدة تعتمد على التدريب والتأهيل لكافة الصروح الطبية، وتأمين الأجهزة والمستلزمات لهذه التقنيات الحديثة، وحاليا تتم مناقشة بعض المشاريع بما يتلاءم مع هذا المفهوم، الذي سيكون له اثر كبير في تطوير منظومة الرعاية الصحية، ورفع مستوى السياحة العلاجية.

ولفت زريقات الى ان الخدمات الطبية الملكية حاليا بصدد إنشاء مراكز متخصصة في غرب العاصمة، وهي مركز مجمع أسنان، ومجمع أورام، ومستشفى للنسائية والتوليد سيفتتحه جلالة الملك عبدالله الثاني قريبا، مؤكدا ان الخدمات الملكية تتميز بالرعاية الصحية الثالثة، وتسعى بالارتقاء بها لمستويات أعلى وأفضل، لتكون سندا لوزارة الصحة والنظام الصحي بشكل عام.

أما رئيس جمعية المستشفيات الخاصة الدكتور نائل زيدان المصالحة، ان السياحة العلاجية بالمملكة تمتلك نقاط قوة وميزات تجعلها تنافس الدول الأخرى، أهمها البنية التحتية القوية حيث تم الاستثمار في القطاع الخاص حوالي 4 مليار دينار بالقطاع الطبي.

وتابع بأن اللغة المشتركة مع المرضى العرب تعتبر ميزة، حيث لا تشكل عائقا بالتواصل مع المرضى، ناهيك عن الكوادر الطبية المتميزة، إذ ان لدى الطبيب الأردني القدرة على استيعاب أي نوع من انواع التكنولوجيا، ناهيك عن دقة التشخيص التي تعتبر من نقاط القوة المتوفرة في النظام الطبي العلاجي الاردني.

واعتبر المصالحة ان غياب المرضى القادمين للعلاج خلال جائحة كورونا، جعلتهم يفكرون بدول منافسة أخرى، مؤكدا ان الأسعار بالسياحة العلاجية لدينا لا ينافسها أي دولة اخرى إلا الهند، لأن تمتلك صناعة من معدات ومستلزمات، وأيدي عاملة، مما يجعل الكلفة عليهم أرخص.

وفيما يتعلق بمعيقات السياحة العلاجية بالمملكة، أشار المصالحة الى أهمية فتح خطوط جوية مع بعض الدول كافريقيا، فهناك مرضى يرغبون العلاج لدينا، وهذا يتطلب تسويقا اكثر، بالإضافة الى مشكلة الجنسيات المقيدة إذ ما زال الحصول على الفيزا صعبا، راجعا ذلك الى ارتباط الموضوع بسياسات واجراءات لها بعد اخر غير الطبي.

من جهته قال نائب المدير العام لهيئة تنشيط السياحة الأردنية وائل الروسان، ان الهيئة هي الجهة المسؤولة عن ترويج المنتج السياحي الاردني بكافة اشكاله، من ضمنه السياحة العلاجية والاستشفائية، مؤكدا ان المنتج العلاجي الاردني لا خلاف عليه من حيث الجودة، لكنه لا يأخذ حقه بالتعريف عنه بالشكل الكافي، ويحتاج لتسويقه بشكل أكبر.

وبين انه على الرغم من أسعار السياحة العلاجية لدينا أعلى من دول منافسة كتركيا والهند، إلا ان عائق اللغة غير موجود عندنا، كذلك كبر مساحة الدولة، فأغلب المستشفيات لدينا موجودة بالعاصمة عمان، مما يجعل سهولة التنقل للمريض القادم للعلاج ميزة كبيرة، لافتا الى ان موضوع الجنسيات المقيدة تم حله بشكل كبير عن طريق الفيزا الالكترونية.

ونوه الروسان الى الأنشطة التسويقية التي تقوم بها الهيئة للسياحة العلاجية، من خلال الترويج الالكتروني المستهدف لعدة دول، بهدف تلسيط الضوء على المنتج الطبي الأردني، بالإضافة للقيام بعمل ورشات عمل خارج الأردن في هذا الشأن.