الهواجس البيئية تحاصر الرمثا .. والطرح المخالف لحمولات "الصهاريج" يفاقم المعاناة

mainThumb

03-10-2023 10:06 AM

printIcon

فيما تحيط محطات تنقية بمدينة الرمثا مشكلة هاجسا وقلقا بيئيا، تشهد مواقع متفرقة من أراضي المدينة بين الحين والآخر، عمليات تفريغ مخالفة لحمولات صهاريج النضح، لتكتمل "حلقة الخناق" -وفق تعبير سكان- قالوا لـ "الغد"، "الرمثا باتت محاصرة بالمياه العادمة".


ويوجد في الرمثا محطة تنقية إربد الكبرى والتي تقع بالجهة الغربية للمدينة، إضافة إلى محطة الرمثا من الجهة الشمال، ومحطة جامعة العلوم والتكنولوجيا ومدينة سايبر ستي جنوبا، فضلا عن وجود مكب الاكيدر من الجهة الشرقية رغم أنه يبعد مسافة تزيد على 20 كلم عن حدود المدينة ويقع بأراضي المفرق.

فعليا، هذه المحطات يمكن اعتبارها بمثابة حصار بيئي، رغم أن القائمين عليها، أكدوا مرارا وفي أوقات سابقة أنها تعمل ضمن أحدث الطرق، وتم إنشاؤها بمواصفات ومقاييس عالمية حديثة ولا تشكل أي تلوث للمنطقة.
لكن وعلى ما يبدو، أن وجود مدينة بين محطات تنقية يشكل هاجسا وقلقا نفسيا للسكان، الذين يؤكدون أن الأمر لا يخلو من انبعاث روائح كريهة بين الحين والآخر حسب قوة واتجاه الرياح.
وأشار سكان إلى أن المشكلة تفاقمت مع تعمد أصحاب صهاريج نضح على تفريع الحمولات من المياه العادمة بأراضي الرمثا، مسببة بانتشار الرواح الكريهة ومشكلة خطرا على السلامة العامة. وبينوا أن عمليات تفريغ حمولات الصهاريج تتم أغلبها خلال ساعات الليل بعيدا عن الأنظار.
وأكدوا أن أصحاب الصهاريج عادة ما يقومون بتفريغ حمولاتهم في أوقات متأخرة من الليل بعيدا عن أجهزة الرقابة وفي مناطق بعيدة عن التجمعات السكنية.
ووفق سكان، فإن أكثر المناطق التي يعمد أصحاب الصهاريج على تفريغ حمولات صهاريجهم تقع ضمن مناطق سهل حوران ووادي الشومر، وهي مناطق تشتهر بالزراعات الصيفية كالباذنجان والبطاط والفلفل والبندورة والخيار وغيرها، ما يشكل خطورة على تلك المحاصيل، ناهيك عن الروائح الكريهة الصادرة عن المياه العادمة وتسببها بانتشار الحشرات والقوارض.
يقول محمد الزعبي من سكان الرمثا، إن "أصحاب الصهاريج يعمدون على إفراغ حمولاتهم من المياه العادمة في مناطق سهول حوران ووادي الشومر عوضا عن الذهاب إلى مكب الاكيدر المكان المخصص للتخلص من المياه العادمة"، مشيرا إلى أن "المكب لا يبعد عن الرمثا أكثر من 20 كيلو، إلا أن البعض وحرصا على توفير الوقت والجهد وتفادي دفع بدل رسوم للمكب، وتوفير ثمن المحروقات، يلجأون غير آبهين إلى تفريغ الحمولة في أقرب نقطة آمنة بعيدا عن الرقابة".
وأشار علي رمضان إلى أن "أصحاب الصهاريج يقومون بتفريع حمولاتهم في أودية الطرة والشجرة وعمراوة وذنيبة بدلا من الذهاب إلى مكب الأكيدر، ما يتسبب بتفاقم البؤر البيئية في تلك المناطق، الأمر الذي يتطلب تكثيف الرقابة وربط الصهاريج بأجهزة تتبع لمراقبتهم".
ولفت إلى أن "لواء الرمثا تحيطه محطات التنقية والمكبات والمتمثلة بمحطة تنقية إربد غربي منطقة الشلالة، ومكب الأكيدر من الجهة الشرقية، ومحطة التنقية شمالي الرمثا، ومحطة تنقية جامعة العلوم والتكنولوجيا جنوبا ومحطة تنقية في مدينة الحسن الصناعية وأخرى بمدينة السايبر ستي".
ويرى رمضان أن "الرمثا باتت محاطة بالعديد من البؤر البيئة الساخنة التي تشكل قلقا وإزعاجا للسكان ليس أقلها انتشار الروائح الكريهة والحشرات والقوارض"، مشيرا إلى أن "المحطات تنبعث منها روائح كريهة، وباتت ومع التمدد بالعمران تجاورها العديد من المنازل السكنية".
وقال المواطن أحمد أبو عاقولة إن "استمرار تفريغ صهاريج النضح لحمولاتها من المياه العادمة في الأراضي الفارغة تسبب بتشكل مستنقعات من المياه الآسنة، إلى جانب انتشار البعوض والحشرات"، لافتا إلى أن "بعض أصحاب الصهاريج يقومون بتفريغ حمولاتهم في أوقات النهار دون أن يكترثوا لأحد".
بدوره، أكد متصرف لواء الرمثا الدكتور بكر الكعابنة أن "المتصرفية تتخذ أشد الإجراءات الإدارية بحق أي صاحب صهريج يضبط أثناء تفريغ المياه العادمة في الأماكن غير المخصصة، إضافة إلى فرض كفالة مالية عالية القيمة بحق المخالفين".
وشدد على أن "المتصرفية لن تتهاون بهذا الأمر في ظل ما يسببه من مشاكل بيئية تؤثر على السلامة العامة".
ولفت إلى أن "المتصرفية من خلال لجنة الصحة والسلامة العامة وبالتعاون مع الإدارة الملكية لحماية البيئة والبلديات تقوم باستمرار بجولات رقابية على الأماكن التي يقوم سائقو الصهاريج بتفريغ حمولاتهم فيها"، داعيا المواطنين إلى التبليغ عن أي مخالفة وسيتم التعامل معها بشكل سري.
ولفت إلى أن "بعض أصحاب الصهاريج يقومون بإزالة لوحات الأرقام عن مركباتهم، خوفا من ضبطها، إضافة إلى أن هؤلاء يختارون أوقات المساء لتفريغ حمولاتهم بعيدا عن أعين الرقابة، الأمر الذي يحتم على المواطن التبليغ عن أي صهريج يقوم بتفريغ حمولته في الأراضي الزراعية أو بجانب الطرق".
وقال الناطق الإعلامي في وزارة البيئة الدكتور أحمد عبيدات لـ "الغد" إن "الوزارة تتابع صهاريج النضح بالرمثا بالتعاون مع الإدارة الملكية لحماية البيئة".
وأكد أن "جميع الصهاريج مراقبة من خلال أجهزة تتبع، غير أن بعض أصحاب هذه الصهاريج يستعملون أساليب ملتوية لتعطيل جهاز التتبع لساعات معينة".
وأشار إلى أنه "وفي حال اكتشاف ذلك يتم التعامل مع المخالفين بالطرق القانونية المعمول بها".
ولفت إلى "هناك أنواعا من الصهاريج تحمل لوحات أرقام رسمية، مما يتطلب من المواطنين أخذ أرقام هذه الصهاريج وإبلاغ الجهات المعنية مباشرة للتعامل معها واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة".
وأشار إلى أن "هناك أيضا نوعا ثالثا من الصهاريج والتي لا تحمل لوحات بالأصل، وهنا يأتي دور المواطن بسرعة الإبلاغ عنها في حال مشاهدتها"، لافتا إلى جاهزية المعنيين في الإدارة الملكية لحماية البيئة بالتعامل مع هذه الحالات، علما بأن دوريات الإدارة الملكية لحماية البيئة تقوم بجولات وعلى مدار الساعة في تلك المناطق، وفق تأكيده.

الغد