يتكرر تلوث مياه عين راحوب ببلدة المغير شرق اربد، بسبب جملة من العوامل والمؤثرات المحيطة بالعين وتفريغ صهاريج المياه العادمة ضمن الاراضي القريبة من العين.
ويتسبب تلوث عين راحوب بوقف ضخ المياه لفترات متفاوتة وبالتالي حرمان اهالي المنطقة من المياه مع كل عملية تلوث تحصل.
لكن السؤال الابرز مع كل توقف للضخ من سينقذ العين التاريخية من استمرار تلوثها الذي مضى عليه سنوات طويلة دون اي حلول على ارض الواقع فيما الخاسر الوحيد هو السكان المحليون علاوة على العبء على الجهات الرسمية التي تتولى اجراء الفحوصات والعينات لحين التأكد من سلامتها.
وفي كل مرة تتلوث بها عين راحوب يضطر سكان منطقة المغير للتزود بالمياه من خلال شراء المياه من الصهاريج الخاصة، لا سيما ان العين تعتبر المزود والمغذي الرئيسي لهم بمياه الشرب، وبالتالي عدم وصول المياه لاكثر من الف مشترك في البلدة خلال فترة التلوث.
وتقع عين المياه التاريخية اسفل وادي راحوب وبسبب تكرار تلوث المناطق والاراضي العلوية من العين، فانها عرضة للتلوث بين فترة واخرى لا سيما خلال فصل الشتاء؛ اذ توقف الضح من مياهها خلال السنوات الماضية جراء تلوثها عشرات المرات وارتفاع نسبة العكارة فيها.
واعتبر سكان البلدة ان ما تتعرض له عين راحوب امر خطير ولا يجب السكوت عنه، ويتطلب من الجهات المعنية الاسراع لانقاذ وحماية عين راحوب التاريخية التي تغذي بلدة المغير منذ القدم، لا سيما ان مياه العين كانت في السابق تضخ لاجزاء واسعة من مدينة اربد.
وطالب علاء اليوسف ومحمد القصاص بحصر الاسباب التي تؤدي لتلوث العين والعمل على ايجاد حلول جذرية ودائمة لحماية العين من التلوث ومصادره، لا سيما انه مع كل تلوث يحصل يحرم اهالي البلدة من ادوارهم وحصصهم الاسبوعية من المياه، مطالبين الجهات المسؤولة بالتحرك فورا لانقاذ المياه من التلوث المستمر.
وقال الناطق الاعلامي في شركة مياه اليرموك معتز عبيدات «للدستور»، ان الضخ متوقف عن عين راحوب لليوم السادس على التوالي بسبب وجود ممارسات ونشاطات غير سليمة ضمن نطاق الحماية الخاص بنبع عين راحوب.
واشار الى وجود صهاريج مياه عادمة قامت بتفريغ حمولتها على بعد 600 متر من النبع، وبعد أخذ عينات من مياه العين تبين انها غير مطابقة للمعايير غير الميكروبولوجية، وسيتم جمع عينات مشتركة مع الصحة وحال اندراج المياه للمعايير الميكروبولوجية واستقرارها سيعاد الضخ منها مجددا بعد التاكد من سلامتها، منوها بمخاطبة الحاكم الاداري بخصوص تلوث العين من اجل اتخاذ الاجراءات اللازمة لحمايتها.
وقال مساعد محافظ اربد للصحة والسلامة العامة عمر القضاة، انه قبل 8 شهور تم اتخاذ اجراءات قانونية بحق 12 من اصحاب صهاريج المياه العادمة لقيامهم بتفريغها في عدة مناطق من ضمنها بلدة المغير.
واضاف القضاة ان العمل الذي يقوم به اصحاب الصهاريج خطير جدا وملوث للبيئة والمياه الجوفية لقيامهم بتفريغ حمولة الصهاريج باراضي المواطنين وبين اشجار الزيتون والمزروعات؛ ما يتسبب بانتشار القوارض والحشرات والامراض، منوها بعدم ادراك هؤلاء لجحم الاذى والضرر المترتب على ذلك، مؤكدا ان الحاكمية الادارية لن تتهاون بهذه القضية وستتخذ بحق اي مخالف اشد واقسى العقوبات المعمول بها.

(الدستور)