للخيل مفعول سحري في علاج ذوي الهمم وتحديدا المصابين بالتوحد من خلال الفروسية. وهذا ما يتلقاه مجموعة من الأطفال في أحد النوادي بالعاصمة الأردنية، أين تنشأ أُلْفة بين المتدربين من هذه الفئة والخيل، تحت إشراف خبراء نفسيين ومدربين على الفروسية.
في نادي الخيول هذا، فنون الفروسية توظف لعلاج ذوي الهمم، ومساعدتهم على التأقلم مع محيطهم، وذلك من خلال خلق حالة تفاعل ما بين الشخص المصاب بالتوحد أو متلازمة داون وبين الحصان، ومن خلال اللمس تُحفِز طاقة الحصان الايجابية حواس المصاب.
ويفسر رعد الشمري صاحب فكرة الفروسية العلاجية للتدريب والتأهيل بنادي الجواد الذهبي الأمر قائلا: "تقوم أول جلسة علاجية على ركوب الخيل ولمسه والإمساك به، وبالتالي من خلال هذه الحركات نكون قد كسرنا الحاجز الرئيسي في العملية العلاجية وهي العجز عن تكوين علاقات اجتماعية، فأصبح بتواصله مع الخيل اجتماعيا، وبالتالي تتكون أُلفة بينهما".
أما سلطان، فهو يعاني من أعراض التوحد، يركب الخيل كوسيلة علاج، ومع التدريب تحسنت قدرته في التواصل مع الآخرين، كما أصبحت تجمعه مع الحصان علاقة ودٍ واحترام.
وتفسر ليندا جابر، أمين سر جمعية الهدب طبيعة العلاقة قائلة: "كان سلطان يعاني من ضعف الثقة بالنفس لكن علاقته بالحصان عززت هذه ثقته بشكل كبير".
العلاج يعتمد على مختصين نفسيين وفيزيائيين، والمهم في التدريبات أن يسمع المصاب ويطيع، وتلك إشارات تدل على خروجه من حالة الانطواء والانعزال.
المصابون بالتوحد لديهم امكانات كبيرة وطاقات كامنة، ويحتاجون للتحفيز لاكتشافها، وحسب المعنيين فإن التعامل مع الخيول ربما يكون من أفضل اساليب العلاج.