قد تُضعِف السجائر الإلكترونية قدرة الجسم على مكافحة العدوى، حسبما وجدت دراسة مخبرية أجراها باحثون من جامعة فرجينيا سان دييغو وجامعة كاليفورنيا سان دييجو، ومن خلال العمل مع الخلايا البشرية والفئران؛ وجد الفريق أن دخان السجائر الإلكترونية يتداخل مع neutrophils، وهي أحد أنواع خلايا الدم البيضاء.
ويقول الباحثون إن النتائج تشير إلى أن استخدام السجائر الإلكترونية يمكن أن يجعل الناس أكثر عرضة للإصابة بالعدوى ويزيد من خطورتها.
وبناء على النتائج، حذَّرت الدكتورة لورا كروتي ألكسندر من نظام الرعاية الصحية في فيرجينيا سان دييغو وجامعة كاليفورنيا سان دييغو،
من استخدام السجائر الإلكترونية، واختتمت قائلة: "نوصي بتجنب التدخين الإلكتروني بشكل عام، إذْ تُظهِر بياناتُنا والنتائج الأخرى العديد من الآثار الصحية الضارة المحتملة الناجمة عن استخدام السجائر الإلكترونية وأجهزة التدخين الإلكتروني".
السجائر الإلكترونية.. مفيدة أم مضرة؟
اقرأ أيضاً
السجائر الإلكترونية.. مفيدة أم مضرة؟
أدلة أخرى على أضرار السجائر الإلكترونية
غالبًا ما يُشار إلى تدخين السجائر الإلكترونية باسم "vaping"، وتَستخدم أجهزة السجائر الإلكترونية بطاريةً كهربائية لتحويل محلول سائل يحتوي على النيكوتين إلى بخار يمكن استنشاقه بعد ذلك.
غالباً ما يتم تصوير السجائر الإلكترونية على أنها أكثر أمانًا من السجائر التقليدية، ويرى بعض خبراء الإقلاع عن التدخين أنها أداة قيمة للمساعدة في الإقلاع عن التدخين، ومع ذلك، فقد تم ربط السجائر الإلكترونية في السنوات الأخيرة بمشكلات التنفس المختلفة، بما في ذلك الالتهاب الرئوي والربو والتهاب الشُّعَب الهوائية.
وفي دراسة VA-UCSD الجديدة، قام الباحثون بفحص كيفية تأثير التعرض لبخار السجائر الإلكترونية على الخلايا المناعية لفهم الآثار الجسدية الفعلية بشكل أفضل، وقد قاموا بذلك من خلال عزْل خلايا الدم البيضاء البشرية المتعادلة (Neutrophils)، وهي النوع الأكثر شيوعاً من خلايا الدم البيضاء في الجسم، وتُشكّل ما بين 50-70% من خلايا الدم البيضاء، وتلعب دوراً رئيسياً في مكافحة العدوى، فأظهرت الأبحاث السابقة أن التعرض للسموم البيئية مثل دخان السجائر يمكن أن يجعل هذه الخلايا أقل فعالية.
إعاقة عمل خلايا الدم البيضاء
من خلال تعريض خلايا الدم البيضاء المتعادلة أو ما تسمى بالعدلات أيضاً لبخار السجائر الإلكترونية، أظهر الباحثون أن هذا البخار يعوق قدرة الخلايا البيضاء المتعادلة على التحرك نحو موقع العدوى، إذْ تُحرِّك عددًا أقل بكثير من خلايا الدم البيضاء المتعادلة استجابة لإشارات البكتيريا بعد تعرضها لبخار السجائر الإلكترونية، كما أعاق قدرتها على إنتاج مركّبات مقاومة للبكتيريا.
وفي حين أنه من المعروف أن النيكوتين يتداخل مع وظيفة خلايا الدم البيضاء المتعادلة، فقد كشفت الدراسة أن دخان السجائر الإلكترونية يؤثّر على هذه الخلايا حتى بدون النيكوتين، ويمكن أن يكون ذلك بسبب المكونات الأخرى المستخدمة بشكل شائع في محاليل السجائر الإلكترونية مثل البروبيلين جليكول.
تم تأكيد النتائج في نماذج الفئران
قال كروتي ألكسندر إنه بناءً على النتائج المخبرية، يبدو أن “المواد الكيميائية الرئيسية التي تتعرض لها الخلايا المناعية أثناء تدخين السجائر الإلكترونية تسبب خللًا، وبالتالي إضعاف جهاز المناعة”.
وأكّد الباحثون نتائج زراعة الخلايا في نموذج الفئران، فقد كانت الفئران المُعَرَّضة لدخان السجائر الإلكترونية لمدة شهر أقل قدرة من غيرها للسيطرة على مكافحة العدوى البكتيرية، كما وجد الباحثون عدداً أقل من خلايا الدم البيضاء في مواقع العدوى لدى الفئران المُعرَّضة لدخان السجائر الإلكترونية.
وقال الباحثون إن النتائج مجتمعة توفر دليلا على أن السجائر الإلكترونية تُغيِّر الاستجابة المناعية الفطرية للجسم على المستوى الخلوي، ويقولون إن الأشخاص الذين يَستخدمون السجائر الإلكترونية قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالعدوى بسبب هذه الآثار الضارة.
وتُواصِل المجموعة البحثية استكشافَ تأثيرات دخان السجائر الإلكترونية على جهاز المناعة، وهم يدرسون حاليًا ما إذا كانت كمية أو أسلوب تدخين السجائر الإلكترونية يؤثّر على الاستجابة المناعية.