أكدت أستاذة علم الحاسوب والتكنولوجيا في جامعة الأميرة سمية الدكتورة نائلة الماضي، أن التحسينات التكنولوجية حسنت أكثر من حياة الانسان، ولكنها لن تحل محله، ولن تأخذ أي وظيفة منه.
وأوضحت في محاضرة بعنوان" الذكاء الاصطناعي واستشراف المستقبل"، قدمتها ضمن البرنامج الثقافي لمعرض عمان الدولي للكتاب 2023، الذي يقيمه اتحاد الناشرين الأردنيين لليوم الرابع على التوالي، أن الذكاء الاصطناعي يعمل ويقدم مهارات، وبالتالي فإن الوظائف الإبداعية لن تستبدل، وكذلك الأمر بالنسبة للوظائف التي تعتمد على التواصل والمشاعر، على العكس تماما، فإن هناك توقعات أن يوفر الذكاء الاصطناعي 97 مليون وظيفة.
وبينت التحديات التي تواجه انتشار أو التعامل مع الذكاء الاصطناعي ومنها قلة الموارد المتاحة ونوعية الأجهزة المستخدمة، والجاهزية المتوفرة لدينا، ومسألة الحفاظ على الخصوصية، والحفاظ على المعلومات، مقاومة التغيير في بعض المجتمعات، وهذا يتطلب محاضرات وندوات توعوية بما يقوم به، وتوفر أهل الاختصاص، وتحدي استخدام اللغة العربية في هذا المجال.
عرفت الدكتورة الماضي ما هو الذكاء الاصطناعي والذي يتكون من أنظمة وأجهزة وبرامج تحاكي ذكاء الإنسان، مبينة أن برامج الروبوت إحدى أشكال الذكاء الاصطناعي، وتحدثت عن كيفية تعلم الألة، وكيف تأتي عملية التعلم من خلال البيانات الموجودة، والتي هي فرع من فروع الكومبيوتر، إضافة إلى استخراج الأنماط الموجودة، وطبيعة عمل الذكاء الاصطناعي الذي يتم من خلال جمع البيانات، وترتيبها وفرزها، وثم تقسيمها.
كما عرضت أنواع التعلم، ومنها الخاضع للإشراف، وغير الخاضع للإشراف الذي تساعدنا الآلة في فهمه، وتشغيل الخوارزميات مع البيانات، وأنواعها التي هي عبارة عن بيانات مثل الصور، أو النصوص، موضحة أن هناك مجالا خاصا في الذكاء هو معالجة النصوص، الذي يفهم ما وراء النص، واستخراج بيانات معينة او تلخيصها، إضافة إلى بيانات الفيديو التي لها نوع خاص من من الخوارزميات، وبيانات الصوت الذي يتمثل من خلال الأوامر الصوتية الموجودة، ويقوم بتحويل الصوت إلى نصوص، وكما لدينا بيانات على شكل جداول..
وقالت الدكتورة الماضي، في المحاضرة التي أدارها الإعلامي سمير مصاروة: "إن مهمات الذكاء الاصطناعي مختلفة ومنها التصنيف، وتفيد في القطاع الطبي، والتجميع وهي بيانات متشابهة لديها قواعد ربط، وتطبق في تحليل سلة المستخدمة، وتستخدم في التسويق وتحليل السلوك الشرائي من خلال تجميع بيانات معينة، وهذا النوع مبني على بيانات، وليس على آراء شخصية، وأخيرا كشف البيانات، وهذا يتعلق بالاقتصاد أكثر وتحديدا في البطاقة المصرفية، وترصد أي تغييرات في سلوك المستهلك عند فقد البطاقة على سبيل المثال.
وأشارت الدكتورة الماضي، إلى أن تاريخ الذكاء الاصطناعي موجود منذ زمن، من خلال الحوسبة في بعض الآلات التي تطبق البيانات البسيطة مثل الآلة الحاسبة، مبينة أن الذكاء الاصطناعي أذكى من الإنسان من ناحية السرعة، والدقة، وجمع البيانات.
كما ذكرت بعض تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم وتحديد سلوك الطلبة ومراقبتهم لغايات تحسين العملية التعليمية، والتدريس بشكل "أون لاين" من خلال تطبيقات، والتعليم التكيفي، أي معرفة الفروقات بين الطالب المجتهد والطالب الضعيف، والتصحيح التلقائي في العملية التعليمية، واستخدامات الذكاء الاصطناعي في الصحة، من خلال تحديد لفت نظر الطبيب إلى بعض الأشياء المحددة، والمساعدة في العمليات الدقيقة من خلال الروبوتات، ومساهمته في الاقتصاد بكشف الاحتيال، وتتبع اتجاهات السوق في بيع وشراء الأسهم، ومعرفة اتجاهات الزبائن في التسويق اعتمادا على البيانات.