طالب مواطنون في محافظة جرش بإنشاء مستشفى حكومي جديد يخفف الضغط على مستشفى جرش الحكومي الحالي، الذي يواجه صعوبة في التوسع بسبب موقعه، وايجاد حلول جذرية لازمات السير امام مداخل المستشفى، واستمرار توفير الأدوية خاصة المزمنة منها، في كافة المراكز الصحية وتوفير الية تعمل على توصيلها للمنازل توفيرا للوقت والجهد.

كما طالبوا بفتح بعض المراكز الصحية في المناطق البعيدة عن مركز المحافظة لاستقبال الحالات الطارئة والتي عادة ما يتم استقبالها في قسم الطوارئ في مستشفى جرش الحكومي، والتوسع في انشاء مراكز صحية تعمل على تلبية الكثافة السكانية في مناطق الجبارات الرشاديدة والحداده.


ويرى متابعون للشأن الصحي في محافظة جرش ان القطاع شهد خلال السنوات الماضية تطورا في طبيعة تقديمه للخدمات الطبية للمواطنين الا انه ما زال يواجه بعض التحديات والمعيقات التي تعمل على إبطاء مسيرة التنمية الصحية، تمثلت اغلبها بضعف المخصصات المالية المخصصة للقطاع الصحي في موازنة المحافظة.

وقال مدير صحة جرش الدكتور محمد الطحان: ان القطاع الصحي في محافظة جرش بتطور مستمر وفق المخصصات المالية المتاحة، مشيرا ان المديرية تقدم الخدمات الطبية الاولية للمواطنين بواسطة 30 مركزا في المحافظة، 3 منها مراكز شاملة، و 16 أولية، و 9 فرعية، بالإضافة الى عيادات في مركز رعاية وتأهيل المعاقين ومراكز اصلاح وتأهيل قفقفا، كما يوجد في المحافظة مستشفى حكومي، واخر يتبع للقطاع الخاص، وجميعها تقدم الخدمات الطبية لأبناء المحافظة الذين يقدر عددهم نحو 275 ألف نسمة.

وأشار لتزويد بعض المراكز الصحية بأجهزة فحص الدم (CBC ) والتي من شأنها تقديم خدمة أفضل للمرضى بدل التنقل والذهاب لأماكن بعيدة يتوفر بها الجهاز ويسهل عليهم إجراء الفحوصات بكل يسر وسهولة، وتزويد مركز صحي كفرخل بعيادة اسنان لافتا لإجراء أعمال صيانة خلال الآونة الاخيرة لغالبية المرافق بالمراكز الصحية في المحافظة.

وكشف عن تنفيذ جولات تفقدية بشكل مستمر على المراكز الصحية للوقوف على جميع الملاحظات التي تواجهها والعمل على ايجاد الحلول المناسبة لها لتمكنها من تقديم خدماتها الصحية للمواطنين، مشيرا ان المديرية تسعى لتخفيض اعداد المراكز المستأجرة واستبدالها بمراكز جديدة، حيث بلغت عدد المراكز المستأجرة 9 من أصل 30 مركزا.

وأكد عدم وجود نقص في الكوادر الطبية باستثناء نقص بسيط في أطباء الأسنان لا يؤثر على طبيعة الخدمة الصحية وسيتم تعويضه خلال العام القادم، مشيرا لإلحاق بعض اطباء الاختصاص لتغطية بعض التخصصات في مستشفى جرش الحكومي، وانه لا يوجد اي نقص بالأدوية وخاصة الأدوية المزمنة وهي متوفرة على مدار الوقت و إذا تواجد نقص يكون لفترة بسيطة لحين توريدها من المستودعات.

وقال مدير مستشفى جرش الحكومي الدكتور صادق العتوم ان المستشفى يواجه عدة معيقات تؤثر على الخدمات الصحية فيه، من ابرزها موقعه الضيق وسط احياء سكنية، الامر الذي يشكل صعوبة في الوصول الى مداخل الاسعاف والطورائ والعيادات الخارجية التي تشهد ازمة سير خانقة، وصعوبة اجراء اي توسعة او استحداث اقسام جديدة لضيق مساحة المستشفى، وعدم امكانية اجراء التوسع الافقي فيه من الناحية الهندسية

وبين ان المستشفى يواجه ضغطا في أعداد المراجعين، كونه المستشفى الحكومي الوحيد في المحافظة، ويقدم خدماته لجميع الفئات من مؤمنين مدنيين وعسكريين واللاجئين السوريين وأبناء قطاع غزة، مشيرا ان المستشفى يستقبل سنويا ما يزيد عن 150 ألف مراجع في العيادات الخارجية، وحوالي 170 ألف حاله يستقبلها قسم الاسعاف و الطوارئ.

وأوضح ان سبب ارتفاع الحالات التي يستقبلها قسم الإسعاف والطوارئ في المستشفى يعود لعدة اسباب ابرزها الموقع الجغرافي للمستشفى المتوسط بين محافظات الشمال الأمر الذي يتحتم عليه استقبال غالبية الحالات الناتجة عن حوادث السير التي تحدث على الطرقات الخارجية، بالإضافة لعدم وجود مراكز صحية تعمل على مدار 24 ساعة تعمل على تخفيف الازدحام على القسم.

وأشار انه رغم جميع التحديات التي يواجهها المستشفى، الا انه يقدم خدمات طبية متميزة ويجري عمليات جراحية نوعية وفحوصات مخبرية اشعاعية متكاملة، اضافة لحصوله على شهادة الاعتمادية الدولية للمرة الثالثة على التوالي، وتوفير وحدة تصوير الماموجرام المعتمدة لمجلس اعتماد المؤسسات الصحية، واستخدام الانظمة الحديثة والتطبيقات الذكية لخدمة المراجعين وحجز المواعيد.

وأقر العتوم بوجود نقص في بعض الاختصاصات الفرعية، مثل باطني القلب وجراحة اعصاب، مؤكدا توفر معظم الادوية وفي حالة وجود نقص يتم مخاطبة الوزارة لتأمينه، مشيرا ان الاكتظاظ الذي تشهده صيدليات المستشفى في بعض الاحيان يكون بسبب صرف الأدوية المزمنة للمراجعين.

ولفت الى ابرز احتياجات المستشفى التي تتمثل بايجاد حل نهائي لمشكلة السير وتخصيص قطعة ارض خارج الاحياء السكنية لبناء مستشفى حكومي اخر عليها وفق المواصفات الهندسية العالمية، وزيادة مخصصات المستشفى من قبل مجلس المحافظة لتلبية احتياجاته وتطوير الأجهزة الطبية فيه ليتمكن من تحسين نوعية الخدمات التي يقدمها.

من جهته، أكد رئيس مجلس محافظة جرش رائد العتوم حرص المجلس على تقديم كافة اوجه الدعم للقطاع الصحي في جرش ليتمكن من تلبية احتياجات المواطنين، لافتا الى ان المجلس اقر في موازنته جميع ما تقدم به مديري صحة و مستشفى جرش بما يتعلق باحتياجات مؤسساتهم.

وأشار الى ان المجلس خصص مبلغ 375 ألف دينار من موازنته للعام القادم لمديرية صحة جرش توزعت على ثمانية مشاريع، وهي إدامة الصيانة العامة للمراكز الصحية والمديرية بقيمة 115 ألف دينار، و شراء اجهزة طبية للمراكز الصحية بقيمة 100 ألف دينار و دراسة انشاء مراكز صحية في مناطق الجبارات و الحداده و المشيرفة والرشادية بقيمة 60 ألف دينار وشراء قطعة ارض لانشاء مركز صحي في منطقة البرج والمنصورة بقيمة 70 ألف دينار، و شراء اثاث وأجهزة طبية للمراكز الصحية بقيمة 30 ألف دينار.

وفيما يتعلق بمخصصات مستشفى جرش الحكومي، أكد العتوم ان المجلس خصص في موازنته للعام القادم 300 الف دينار للمستشفى، وهي على النحو التالي: 200 ألف دينار لإدامة صيانة المستشفى، 50 ألف دينار لشراء أجهزة طبية، 50 ألف دينار لشراء اثاث طبي وغير طبي.