الكرك: سنوات الجفاف تطال موسم الزيتون

mainThumb

20-09-2023 01:49 PM

printIcon

تخيم حالة من خيبة الأمل على مزارعي الزيتون في محافظة الكرك، وسط بروز مؤشرات وتوقعات بموسم ضعيف الإنتاجية، متأثرا بامتداد مواسم الجفاف على مدى الثلاث سنوات الماضية التي شهدتها المحافظة، والتي تراجعت فيها كميات الأمطار بشكل كبير عن المعدل السنوي.
وبحسب مزارعين في المحافظة، فإن "توالي سنوات الجفاف تلك، أدى إلى تراجع إنتاجية أشجار الزيتون، إضافة إلى زيادة فرصة إصابة الأشجار بالآفات، خصوصا ما تعرف بـ"ذبابة الزيتون"، وتدرن الأشجار الذي تزداد آثاره في ظل نقص الري.

وتضم محافظة الكرك نحو 60 ألف دونم من الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون في مختلف المناطق، وتتوزع بين مروية في مناطق وادي الكرك والعينا ولواء عي ووادي بن حماد، وبعلية في باقي مناطق المحافظة.
ومنذ بداية الموسم الحالي، أكد مزارعون أن "بساتين الزيتون في أغلب مناطق المحافظة، خصوصا المناطق البعلية منها، تعاني ضعف الأحمال بسبب حالة الجفاف الناتجة عن تراجع كميات الهطول المطري، إضافة إلى انتشار لافت لآفة ذبابة الزيتون في مناطق زراعية واسعة بالمحافظة رغم حملات المكافحة التي تنظمها مديريات الزراعة".
ويتوقع مزارعون ومسؤولون في مديرية زراعة الكرك، أن يكون الموسم الحالي وفي أفضل الحالات شبيها بالموسم الماضي من حيث انخفاض كميات إنتاج محصول الزيتون والزيت، عن المعدل السنوي لإنتاج الزيتون بالمحافظة، والذي يتراوح من 10 إلى 12 ألف طن، ليصل وفق التقديرات إلى نحو 6 آلاف طن، ما يعني أيضا تراجعا في إنتاج الزيت المعصور من تلك الكميات.
وللعام الثالث على التوالي، يخشى المزارعون التعرض لخسائر مالية كبيرة، لا سيما مع الكلفة العالية للعناية بالأشجار في الفترة الحالية، خصوصا الري الدوري لها بسبب ما ألحقه الجفاف بها، علما أن آلاف الأسر، خصوصا في وادي الكرك ووادي بن حماد والعينا، تعتمد على موسم الزيتون كمصدر دخل أساسي، وهي معرضة لعدم القدرة على توفير تكاليف عملية القطاف والعصر.
ولم يكن أصحاب المعاصر بمنأى عن ذلك، حيث شهدت محافظة الكرك العام قبل الماضي، إغلاق معاصر الزيتون مبكرا مع فترة تشغيل لم تزد على شهر واحد فقط لأغلبيتها، بسبب تردي موسم الزيتون جراء الانخفاض الكبير في الهطل المطري.
المزارع محمد الجعافرة وهو من مزارعي الزيتون في منطقة العينا بلواء المزار الجنوبي، يقول إن "الموسم الحالي سيكون أسوأ من سابقه، حيث إن مساحات كبيرة من بساتين الزيتون ليس على أشجارها أي أحمال من الثمار جراء حالة الجفاف وتردي الهطول المطري".
وأشار إلى أن "المزارعين يتعرضون للموسم الثالث للخسائر المالية جراء تردي الموسم الذي ربما لن يؤدي لتحصيل المزارعين حتى تكاليف الإنتاج من ري ورش مبيدات وقطاف وعصر في المعاصر".
أما المزارع أحمد الشمايلة من بلدة الشهابية بوادي الكرك، فيؤكد أن "المزارعين يعتمدون على مياه الأمطار في إنتاج الزيتون في المناطق الجبلية الواقعة غربي المحافظة"، لافتا إلى أن "المزارعين للموسم الثالث يعانون من تردي إنتاجية الزيتون بسبب رداءة موسم الأمطار الذي أدى أيضا إلى تراجع أحوال الأشجار والخوف من جفافها إذا تتابعت مواسم الجفاف لعدة سنوات وبالتالي خسارة الأشجار أيضا".
من جهته، أكد أيمن الضمور، وهو مقاول أحد المعاصر بالكرك، أن "العام الماضي كان سيئا للغاية من حيث إنتاج الزيتون والزيت لاحقا"، مشيرا إلى أنه "قام بداية الموسم الحالي بالاتصال مع مختلف مزارعي الزيتون الكبار بالكرك للاطلاع على حال الإنتاجية للزيتون، حيث أكدوا له أن الإنتاج ضعيف جدا وهو الأمر الذي لن يدفعه لتشغيل المعصرة بداية الموسم وربما لن يقوم بتشغيلها نهائيا، وخصوصا مع افتتاح معاصر جديدة بالمحافظة".
حول ذلك، قال مدير زراعة الكرك المهندس مصباح الطراونة، إن "تراجع كميات الأمطار خلال السنوات الأخيرة، أثر بشكل كبير على إنتاجية الزيتون ومختلف المحاصيل التي تعتمد على مياه الأمطار في الري".
وأضاف الطراونة لـ"الغد"، أن "التقديرات للموسم الحالي ستكون قريبة من موسم العام الماضي، ومن الممكن أن يصل إنتاج الزيتون إلى حوالي 6 أو 7 آلاف طن، بانخفاض عن المعدل السنوي البالغ حوالي 10 إلى 12 ألف طن، ما يعني إنتاج حوالي 1300 طن من الزيت فقط".
ولفت الطراونة إلى أن "المناطق المروية سيكون إنتاجها جيدا للموسم الحالي وأفضل من بقية المناطق التي تعتمد على الزراعات البعلية، وهي التي تضررت كثيرا من موسم الجفاف".
وأشار إلى أن "المحافظة تضم هذا العام 7 معاصر منتشرة في جميع المناطق، وتخضع للرقابة الدائمة من قبل الكوادر الفنية في مديرية الزراعة، حرصا على سلامة المنتج وحقوق المزارعين والمواطنين بالحصول على زيت جيد وسليم"، مؤكدا أن لجنة من الفنيين المختصين من المديرية تقوم بإجراء الفحص الميداني على معاصر الزيتون، للتأكد من جاهزيتها ونظافتها، لضمان جودة الزيت المستخرج منها، وإجراء الفحوصات المخبرية يوميا للزيت المستخرج من جميع المعاصر في المحافظة.
وأوضح الطراونة، أن المساحات المزروعة بالزيتون في الكرك تقدر بنحو 60 ألف دونم، بينها مساحات مروية وأخرى بعلية، مشيرا إلى أن هناك مساحات أخرى قيد الإنتاج خلال السنوات المقبلة، والتي ستعمل على زيادة الإنتاج السنوي من الزيتون والزيت.
الطراونة، دعا المزارعين إلى عدم قطف الزيتون قبل أوانه، للحصول على ثمار ناضجة وجيدة للكبس والعصر، كما دعا لتعبئة ثمار الزيتون في صناديق وأكياس الخيش لتهويتها وعصرها مباشرة بعد القطف لتلافي زيادة حموضتها، ولضمان جودة الزيت المستخرج.

(الغد)