ما أفضل دعاء للميت في لحظاته الأولى في القبر؟
ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال: (استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت؛ فإنّه الآن يسأل)، فمن السنة أن يقف المشيعون للجنازة عند القبر ساعة بعد دفن الميت والدعاء له.
وعندما دخل -النبي صلى الله عليه وسلم- إلى أبي سلمة بعد وفاته أغمض عينيه، ثم قال: (إن الروح إذا قبضت تبعه البصر، فضج ناس من أهله، فقال: لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير، فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون، ثم قال: اللهم اغفر لأبي سلمة، وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين، وأفسح له في قبره ونور له فيه).
ومن الأدعية المستحبة الدعاء بها للميت عند تغميض عينيه
أن يقول: "باسم الله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم، اللهم يسر عليه أمره وسهل عليه ما بعده وأسعده بلقائك، واجعل ما خرج إليه خيراً مما خرج منه".
كما يستحب أن يدعو للميت في لحظات دفنه، حيث صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (اللهم إنّ فلاناً بن فلان في ذمّتك، وحبل جوارك، فقِه من فتنة القبر، وعذاب النّار، وأنت أهل الوفاء والحقّ. فاغفر له، وارحمهُ، إنّك أنت الغفور الرّحيم).
هل يعرف الميت من يدعو له؟ وهل يصله الدعاء؟
الميت ينتفع بدعاء واستغفار الناس له، وخصوصاً دعاء ولده، وذلك لما ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (ينقطع عمل بن آدم إلا من ثلاث: صدقة جارية، وعلم ينتفع به، وولد صالح يدعو له).
وكما ذكرنا سابقاً فإنه لا يوجد دليل على أن الميت يعرف من يدعو له أو حتى من يزوره، وعلم ذلك عند الله تعالى، ولكن هناك علماء قالوا إن الميت يعلم من يدعو له، واستدلوا على ذلك بما صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إن الرجل لترفع درجته في الجنة فيقول: أنى هذا؟ فيقال: باستغفار ولدك لك).
ما الأعمال التي تجعل دعائي للميت يصله؟
من أهم الأعمال التي تجعل الدعاء مستجاب للميت القيام بالأمور الآتية:
الاستجابة لأمر الله -تعالى-، ولأمر رسوله -صلى الله عليه وسلم-
تقرب العبد إلى الله تعالى بالنوافل، لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ، كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الَّذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وما تَرَدَّدْتُ عن شَيءٍ أنا فاعِلُهُ تَرَدُّدِي عن نَفْسِ المُؤْمِنِ؛ يَكْرَهُ المَوْتَ، وأنا أكْرَهُ مَساءَتَهُ).
تحري الحلال في طعامه وشرابه، لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: (...ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أشْعَثَ أغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ).
سؤال الله تعالى باسمه الأعظم؛ وهو أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، فقد صح عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أنه سمع مَن يدعو ويقولُ: (اللهمَّ إنِّي أسألُك بأنك أنت اللهُ لا إلهَ إلا أنتَ الفردُ الصمدُ الذي لم يلدْ ولم يولدْ ولم يكنْ له كفُوًا أحدٌ فقال : لقد سأل اللهَ باسمِه الذي إذا سُئِلَ به أعطَى، وإذا دُعِيَ به أجاب)
هل يستجاب دعائي للميت الذي كان عاصيًا في حياته؟
نعم إن شاء الله يستجاب له، وهو أحوج من غيره للدعاء، وهذا من رحمة الله تعالى بعبده المسلم بعد وفاته أن جعل له صلة طيبة ترفع درجته وتغفر ذنبه؛ فقد صح عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: (أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)، فالله تعالى يغفر جميع الذنوب إلا الإشراك به سبحانه، قال الله تعالى :(إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء).
قد انتشر عند بعض العامة القيام بقراءة القرآن مجتمعين عند قبر الميت، مثل قراءة سورة يس، وهذا العمل ليس من السنة، ويقاس عليها ما يندرج الآن من حملات الاستغفار على وسائل التواصل الإجتماعي للميت، وقراءة القرآن الكريم في بيت العزاء بصورة جماعية للميت، فهذه الصور لم ترد عن السلف الصالح ولكنها وسيلة للتذكير بالميت وفعل الخير له.