ستيني يتخرج الأول على دفعته في عامين ونصف

mainThumb

16-09-2023 04:05 PM

printIcon

رؤى الزعبي

العلم في الصغر كالنقش على الحجر، هذه المقولة توارثناها يوما بعد يوم ومن جيل الى جيل، لكن ذاك العلم لا يقتصر على الصغار فقط بل يشمل كل شخص شغوف بالعلم والتعلم.

لا يقف العلم عند عمر معين ولا تنتهي أحلام الوصول والتعلم والتميز في مرحلة ما، فالإرادة والطموح سبيل يقطعه كل ذي همة عالية ويسعى لأجل تحقيق الأهداف.

ليس مألوفًا لدينا رؤية كبار على مقاعد الدراسة أو قد تكون حالات مما ندر، لكن لذة العلم تجذب كل ذي همة وإن كان طلب العلم لم يكن في أيام الصبا، في كسر لأي صورة نمطية في المجتمع حول "فوات الأوان".


خالد خليل، مهندس اتصالات يبلغ من العمر ستين عاماً كان شغفه وحلمه منذ الصغر أن يدرس تخصص الحقوق، ولظروف معينة درس تخصص هندسة الاتصالات قبل ما يقارب الأربعين سنة، إلا أن حلمه لا زال يسكن نفسه، إلى أن جاء ذاك اليوم الذي أصبح حلمه بين يديه وحصد نتيجة ما زرع، بجهده واجتهاده أكمل خالد دراسته في تخصص الحقوق من جامعة الزيتونة الأردنية بمعدل 93.1 حيث كان الأول على التخصص، واستطاع أن ينهي ساعات التخصص كاملة في سنتين و3 أشهر فقط.

يذكر خليل أن فكرة إكمال دراسته بدأت تراوده من "مجرد دعابة" من موظف التسجيل لابنه الذي تأخر في تخرجه بقوله" لو أبوك بدرس معك كان تخرج وانت لسا"، وقد علقت هذه الكلمات في نفسه ما جعله يتخذ قرار الدراسة لمدة فصل واحد كتجربة له، إلا أن نتيجة هذا الفصل بكونه الأول على دفعته مما أعطاه الحافز ليكمل ما بدأ به.


وأضاف بأن علاقته مع مدرسيه كانت جيدة جدًا، وما ساعده في مشوار الدراسة أنه كان متميزا مجتهدًا ولديه خبرة علمية وعملية من قبل، أما عن زملاءه في التخصص برغم فارق العمر والثقافة الا أنه كان دائما يساعدهم ويقف بجانبهم، يرونه بعين الأب والمعلم ويراهم بعين الأبناء.
وبيّن أنه يقوم بتنظيم وقته ما بين العمل والدراسة والحياة الاجتماعية، حيث كان يدرس في وقت الامتحانات ما يقارب 20 ساعة، وفي الأيام العادية كان يجتهد في وقت فراغه وايام العطل وأيضا ما بعد صلاة الفجر، وكان يستغل وقته ليزيد من علمه وكانت هذه قمة المتعة والسعادة له، وكثيراً ما كان يهتم بالكتب والقراءة ويشترك في مكتبات عدة مثل مكتبة عبد الحميد شومان ومكتبة امانة عمان.

عبّر عن شعوره بكلمات أقرب إلى البساطة ولكنها تلامس القلب " لكل مجتهد نصيب ومن جد وجد ومن سار على الدرب وصل تعبي وجهدي لم يذهب سدى ولقد حققت ما أصبو إليه"
وعن وجهته القادمة وما يصبوا إليه ذكر خليل خطته حول إكمال دراسته في المجال ذاته في مرحلة الماجستير، حيث حصل على القبول وأعطي منحة تصل الى 50% ولكنه يطمع ويتمنى ان تصل الى منحة كاملة 100% لكونه الأول على تخصصه ولعمره وأيضا ولديه عائلة وابنة تدرس الطب، وهذا يزيد من تكاليف النفقات عليه.


وفي آخر الحديث وجه رسالة الى الشباب وإلى كل من يحلم بإكمال علمه ولكن عائق العمر يقف بالمنتصف، قال عن "الرسول الله - صلى الله عليه وسلم- اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد"، العلم ليس له عمر محدد "اهتموا بالعلم من اجل الثقافة والخبرة في الحياة العلمية والعملية، اعتمد على ذاتك واتبع حلمك وكن شغوفًا بما تعمل ونظّم والتزم في طلب العلم".